لوكسمبورغ: يعقد المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية (CIBAFI) أعمال الملتقى الدولي الثاني للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية لعام 2014 (the second International Forum for Islamic Banks and Financial Institutions)، وهو يعتبر أحد أكبر الأحداث الدولية المتخصصة في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، ويقام الملتقى في فندق هلتونفي لوكسمبورغ، خلال الفترة من 3 وحتى 4 نيسان/أبريل المقبل.

يعقد الملتقى تحت عنوان quot;المالية الإسلامية في أوروبا: الاستفادة من التجارب السابقةquot;، حيث تأتي أعماله لتركز على فرص صناعة المالية الإسلامية في أوروبا، ولتناقش أهم التحديات التي تواجهها في ذلك الجزء من العالم، خاصة بعد الإنجازات والنجاحات الواسعة التي حققتها المالية الإسلامية في العالم، وتشهد الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة اهتمامًا ملحوظًا وسعيًا حثيثًا إلى تطوير قطاعاتها المالية، بما يسهل ظهور خدمات ومنتجات جديدة مبتكرة، وإدماج الصيرفة والمالية الإسلامية في النسيج المالي الوطني.

من أجل تأمين انطلاقة صحيحة وثابتة، تأتي أهمية هذا الملتقى، لتوفير أرضية لمبادرة كل من المسؤولين والقائمين على هذا التطوير بدراسة ما توصلت إليه التجارب السابقة في هذا الخصوص، والتعرف إلى أهم التحديات والمعوقات التي واجهتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، ثم النظر في الواقع المحلي والخصائص المميزة للمنطقة الأوروبية من أجل بناء التصورات ووضع البدائل والضوابط الكفيلة بإنجاح هذا العمل.

يحرص الملتقى على استضافة أبرز الأطراف المباشرة لهذا القطاع من بنوك ومؤسسات تمويلية وصناديق استثمارية، وشخصيات رسمية ورجال أعمال، وهيئات شرعية وباحثين، إضافة إلى مندوبين عن البنوك المركزية، ومنهم على سبيل المثال: عدنان يوسف الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة، وموسى شحادة الرئيس التنفيذي للبنك الإسلامي الأردني، والدكتور عز الدين خوجة الرئيس التنفيذي لبنك الزيتونة، وسابين سليم الرئيس التنفيذي للوكالة الدولية الإسلامية للتصنيف، والدكتور عبد الباري مشعل رئيس مجموعة رقابة، والدكتور عبد الستار الخويلدي الأمين العام للمركز الإسلامي الدولي للمصالحة والتحكيم، وغيرهم الكثير من الشخصيات المرموقة في عالم الصيرفة والتمويل الإسلامي.

كما قام المجلس بإنشاء جائزة المشكاة للمسؤولية الاجتماعية، والتي ستوزّع على هامش أعمال الملتقى. وحول اختيار لوكسمبورغ لإقامة الملتقى، قال الأمين العام بالإنابة للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية (CIBAFI)، محمد بن يوسف: quot;تعد لوكسمبورغ من أهم المراكز المالية الإسلامية في أوروبا، والتي تقدم خدمات مالية تتناسب مع الشريعة الإسلامية، ورغم أن لوكسمبورغ دولة صغيرة يسكنها نحو 400 ألف من السكان الأصليين، إلا أنها مصنفة الثامنة، حسب مؤشر صناديق الاستثمار لتومسون رويترز، كما إنها تعد مركزًا رائدًا لشركات إعادة التامين، وهي قادرة على خدمة غير المسلمين أيضًاquot;.

وأكمل قائلًا quot;بادرت فرنسا بنيتها تحويل باريس إلى مركز غربي للتمويل الإسلامي، كما بادرت بريطانيا بإعلان نيتها أن تكون لندن مركزًا عالميًا للمالية الإسلامية، ودعمًا لهذا التوجّه للدول الأوروبية، اتجه المجلس نحو عقد هذا الملتقى السنوي في لوكسمبورغ من أجل تنسيق الجهود وتبادل الخبرات وتحقيق الانسجام المطلوب بين هذه التجارب المختلفة، والتي تتميز بعناصر ومعطيات مشابهة، تمكنها من أن تكون فاعلة ومؤثرة على المستوى العالمي والأوروبي.

وعن أهمية لوكسمبورغ في مجال الخدمات المالية الإسلامية، قال الأمين العام للغرفة التجارية العربية البلجيكية اللوكمسبورغية قيصر حجازيين quot;تتميز لوكسمبورغ، والتي تقع في قلب أوروبا، بطبيعتها الخلابة وغاباتها ومتانة اقتصادها، كما تتميز بكونها مركزًا ماليًا عالميًا، حيث يضم هذا البلد الصغير، والذي لا تتجاوز مساحته 2500 كلم مربع، أكثر من 150 مصرفًا، إضافة إلى العديد من شركات التأمين والشركات المالية، ويعتبر كذلك مركزًا ماليًا أوليًا لسوق النقد الأوروبيةquot;.

أضاف: quot;أصبحت لوكسمبورغ الآن مركزًا ماليًا مهمًا للمصارف الإسلامية وتطوير التمويل وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، فقد بادرت منذ أكثر من 35 عامًا على تعديل الأنظمة والقوانين الراعية لهذا القطاع، لكي تتماشى مع أحكام الشريعة. وتعد لوكسمبورغ الآن من أهم المراكز المالية العالمية، خارج العالم الإسلامي، والتي تضم الصكوك الإسلامية وشركات التامين وصناديق الاستثمار الإسلامية، حيث تحتل المرتبة الخامسة عالميًا في هذا المجال.

تابع: quot;من هذا المنطلق، فإن الملتقى يهدف إلى التعريف بمنتجات المالية الإسلامية، وكذلك تقديم خدمات التمويل الإسلامي إلى العملاء الذين يتطلعون إلى الجهاز المصرفي ودعم اقتصاديات الدول الإسلاميةquot;.

وعن إقامة الملتقى، قال رئيس تحرير مجلة الصيرفة الإسلامية ومدير المركز العربي الإسلامي quot;AICERSquot; الدكتور خالد المقدادي: quot;مما لا شك فيه زيادة إقبال البنوك والمؤسسات المالية الأوروبية على الحلول المالية التي تقدمها الصيرفة الإسلامية على مختلف أشكالها، وذلك لسببين رئيسين: الركود العميق الذي تعانيه السوق الأوروبية، بسبب تبعات الأزمات المالية، والتي تسبب فيها التمويل الربوي القائم على الفائدة المتراكمة بشكل أساسي، وبالتالي عجز أدوات التمويل التقليدية عن تلبية حاجة السوق الراكدة إلى التمويل بشكل عادل، لا يؤدي إلى تفاقم المشاكل التمويلية، وهنا يأتي دور التمويل الإسلامي وأدواته القائمة على المشاركة والمضاربة وغيرها من وسائل تدعم النمو الحقيقي للاقتصاد الوطنيquot;.

أضاف: quot;السبب الثاني يأتي بسبب الجاذبية الكبيرة لدخول مجال التمويل الإسلامي بسبب معدلات النمو، والتي تتراوح حول 15% سنويًا بحسب التقارير، وبالتالي المنافسة على حصة من كعكة الصيرفة الإسلامية العالمية، والحصول على جزء من تدفقات التمويل الإسلامي، والتي بحاجة إليها الدول الأوروبية لإنعاش اقتصادياتها الراكدة، وبالتالي تتبين أهمية إقامة ملتقيات ومؤتمرات متخصصة بالتمويل الإسلامي الغربي لمناقشة سبل الإستفادة الصحيحة من الفرص وإيجاد حلول للتحديات التي تعانيها الصيرفة الإسلامية الغربية، وبالتالي تطوير نمو الصناعة على مستوى عالميquot;.