الاقتصاد العالمي يبحث عن حلول لانهيار الاسعار والنمو والازمة الاوكرانية

ومن مباعث القلق الاخرى ان اليونان تستعد لمعاودة النمو وستسعى الخميس للحصول على اموال جديدة في الاسواق وذلك لاول مرة منذ اربع سنوات، في وقت تتعافى منطقة اليورو ببطء من ازمتها.وقال رئيس قسم الاقتصاد في صندوق النقد الدولي اوليفييه بلانشار quot;باختصار، ان الانتعاش يتعززquot;.غير ان مشكلات اخرى طرأت وفي طليعتها مشكلة اوكرانيا حيث لا يستبعد تسجيل تصعيد في الازمة مع ما يثير ذلك من مخاوف حيال انعكاساتها الاقتصادية سواء في الاحتياطي الفدرالي الاميركي الذي يخشى تبعات quot;سلبيةquot;، او في صندوق النقد الدولي الذي خفض توقعاته للنمو مشيرا الى quot;تصاعد التوترات الجيوسياسيةquot;.وستطرح المسالة للمناقشة خلال اجتماع يعقده وزراء مالية الدول الصناعية في مجموعة السبع بعد ظهر الخميس في واشنطن، كما يتوقع ان تحتل حيزا هاما في البيان الذي سيصدر عن مجموعة العشرين الجمعة.

كما سيكون مستوى التضخم الضعيف في اوروبا في صلب المناقشات وفي حال تفاقم هذا التوجه وتحول الى انهيار في الاسعار (انخفاض مطول في الاسعار عند الاستهلاك) فان ذلك قد يكبح النشاط ويزيد من عبء الديون على المالية العامة التي لا تزال ضعيفة.غير ان هذا التشخيص للوضع الاقتصادي ليس موضع اجماع حيث حذر وزير الخزانة الاميركي الاربعاء من انهيار الاسعار داعيا الاوروبيين لاعارة quot;اهتمام اكبرquot; لهذه المخاطر، وهو موقف عبر عنه ايضا المسؤول الثاني في صندوق النقد الدولي ديفيد ليبتون الذي اعتبر هذه المعركة quot;اساسيةquot;.لكن الراي يختلف في الضفة الاخرى من المحيط الاطلسي وقال المصدر الاوروبي quot;علينا ان نتكلم بشكل بناء مع صندوق النقد الدولي ونشرح له لماذا لا نرى توجها نحو انهيار الاسعار او لا نخشى انهيارا في الاسعارquot;.

وبالرغم من دعوات الصندوق الملحة، فان البنك المركزي الاوروبي يرفض في الوقت الحاضر اتخاذ تدابير محددة مشيرا الى ان التضخم ضعيف quot;اينما كانquot; في الدول الصناعية وليس فقط في منطقة اليورو.وراى نائب رئيس المفوضية الاوروبية سيم كلاس الاربعاء ان مخاطر انهيار معمم في الاسعار quot;ضعيفةquot;.كما ستسعى الدول العشرين لوضع توجهات من اجل تحقيق الهدف الذي حددته خلال اجتماعها في سيدني في نهاية شباط/فبراير والقاضي بتحقيق زيادة في النمو بمعدل نقطتين مئويتين اضافيتين بحلول 2018.وقال مصدر اميركي quot;قلما تبدلت الامور منذ سيدنيquot; مشيرا الى ان الاهداف لم تتغير.وتبدو هذه المهمة صعبة اذ يتوقع صندوق النقد الدولي نشاطا quot;ضعيفاquot; في اوروبا ويخشى ان تكون طاقات النمو quot;تقلصتquot; في بعض الدول الناشئة نتيجة نقاط ضعف هيكلية.

من جهة اخرى تعهدت بعض الدول ومنها فرنسا بخفض نفقاتها العامة رغم ان ذلك قد يكبح النشاط الاقتصادي، ولو ان باريس تدعو الى اعطاء النمو الاولوية على ضبط الميزانية.اما موضوع الفوارق الاقتصادية الذي كان مركز اهتمام في دافوس وفي تقارير صندوق النقد الدولي الاخيرة، فيبدو انه تراجع على جدول اعمال العالم، وهو ما يندد به المجتمع المدني.وحذرت منظمة اوكسفام لمكافحة الفقر من ان quot;الفوارق القصوى تفاقمتquot; مشيرة الى ان الاشخاص ال67 الاكثر ثراء باتوا يمتلكون ما يوازي مجموع ما يمتلكه نصف سكان العالم الاكثر فقرا. وترى اوكسفام ان الوقت حان لينتقل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من quot;الخطابquot; الى الافعال.