يبدأ رئيس الحكومة الياباني شينزو ابي في نهاية شهر نيسان/ابريل الحالي جولة اوروبية طويلة تستمر تسعة ايام وتعكس اهتمام طوكيو المتزايد بالقارة العجوز، وخصوصا في مجالي الامن والاقتصاد.
وفي هذا الصدد شرح مسؤول ياباني، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس انه quot;في مجال الامن، نحن لا نكتشف اوروبا، لكن ان صح القول نعيد اكتشافهاquot;. ومن المفترض ان تشمل جولة ابي، بين 29 نيسان/ابريل والتاسع من ايار/مايو، كلا من المانيا وبريطانيا والبرتغال واسبانيا وفرنسا واخيرا بلجيكا.
وفي باريس، سيلتقي بالاضافة الى القادة السياسيين مسؤولي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. اما في بروكسل فسيجري لقاءات مع مسؤولين في حلف شمال الاطلسي، وآخرين من الاتحاد الاوروبي من اجل قمة اوروبية - يابانية تختتم المفاوضات المستمرة منذ عام حول اتفاق تبادل تجاري حر.
وفي حال التوصل الى اتفاق فان الثنائي الاتحاد الاوروبي - اليابان سيشكل ما نسبته 30% من الاقتصاد العالمي و40% من التجارة العالمية.
من جهته سيقضي وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا اربعة ايام في الدنمارك، بين 29 نيسان/ابريل والثاني من ايار/مايو، في زيارة هي الاولى من هذا النوع منذ 1985، قبل ان يتوجه الى باريس ومنها الى الكاميرون للمشاركة في الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الافريقية.
ويشدد الجانب الياباني على اهمية قضية الامن في العلاقات بين طوكيو والاتحاد الاوروبي، ان كان الامن الاقليمي (آسيا) او الدولي.
وقال مسؤول اوروبي رفيع المستوى لفرانس برس انه من الواضح ان اليابان تمنح قضية الامن الكثير من الاهمية خلال محادثاتها مع الدول الاوروبية.
ووفق الدبلوماسي الاوروبي، عززت حادثتان الحساسية اليابانية تجاه القضايا الامنية، هما الاعتداء الذي شنه متطرفون اسلاميون ضد منشأة ان اميناس النفطية في الجزائر في كانون الاول/يناير 2013 وسقط ضحيته عشرة يابانيين، والتوترات المتصاعدة بين طوكيو وبكين على خلفية سيادة ارخبيل جزر في بحر الصين الشرقي.
وفي بداية نيسان/ابريل قال مدير الدائرة السياسية والامن القومي في السفارة اليابانية في بروكسل تاكيهيرو كانو، quot;كانت الولايات المتحدة ومازالت العنصر الاهم في ضمان الامن العالمي، الا ان اوروبا واليابان يمكنهما ايضا القيام بدور في هذا المجال بل ويجب عليهما ذلكquot;.
واضاف ان اليابان quot;ترغب في دور اكبر لاوروبا في آسيا في مجال الامن، كما ترغب بان تقوم بدور اكبر الى جانب اوروبا يتخطى آسياquot;.
وقد ينعكس هذا التوجه الياباني نحو اوروبا على مجالات تعاون اخرى من بينها المعدات العسكرية، خصوصا بعدما رفعت طوكيو في بداية نيسان/ابريل حظرا استمر حوالي نصف قرن على مبيعاتها العسكرية الى الخارج.
وقد وقعت طوكيو اتفاقا مع لندن حول معدات خاصة بالقطاعات النووية والجرثومية والكيميائية، ومن المفترض ان يطرح الموضوع ذاته خلال لقاء ابي في الخامس من ايار/مايو مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس.
وفي بداية كانون الثاني/يناير اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان انشاء لجنتي حوار بين فرنسا واليابان، الاولى معنية بالتعاون في مجال الابحاث حول النانوتكنولوجي والرجال الأليين والدفاع الالكتروني، والثانية حول التعاون الصناعي العسكري.
ووفق ما قال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية لوكالة فرانس برس فان طوكيو تبحث التوصل الى اتفاقات حول الدعم اللوجستي المتبادل مع دول اوروبية.
وما يعكس ايضا التوجه الياباني الجديد نحو القارة العجوز هو الزيارة الاولى من نوعها لرئيس حكومة ياباني الى البرتغال، والاولى الى المانيا منذ خمسة اعوام، والى اسبانيا من 11 عاما.