رفعت MSCI مستوى الإمارات وقطر إلى وضع الأسواق الناشئة، ترقية من وضع أسواق الخطّ الأمامي، ما يضعهما في مصاف الصين والبرازيل إقتصاديًا.
بدأ اسم دولتي الإمارات وقطر في البروز عالميًا بفضل اقتصاديهما وسوقي الأسهم فيهما. ومن الأسبوع المقبل، ترفع مؤسسة MSCI مستوى الدولتين إلى وضع "الأسواق الناشئة"، ترقية من وضعهما الحالي "أسواق الخطّ الأمامي Frontier"، ما يقربهما أكثر إلى أبرز الأسواق الغربية.
مع الكبار
يضع هذا التصنيف الجديد الإمارات وقطر في نفس مرتبة الصين والبرازيل ، ويجعل منهما قبلة للاستثمارات تتدفق من أنحاء العالم. وقالت باتريسيا أويي، كبيرة محللي الصناديق الاستثمارية في مؤسسة مورنينغ ستار: "ستكون هناك توقعات وترجيحات بشأن هذه الأسواق بحيث سيهتم بها أناس أكثر".
وكشفت MSCI عن رفع وضع الإمارات وقطر إلى مرتبة الأسواق الناشئة قبل عام، لكنها قالت إنهما ستنضمان فعلياً في حزيران (يونيو) القادم، "وبالتالي فإنّ المستثمرين الذين يعتمدون على مؤشر الأسواق الناشئة الذي تعده المؤسسة سيعملون على امتلاك أسهم أكثر في الإمارات وقطر".
صيد ثمين
بين 2008 و2012، نما الناتج الإجمالي القطري 86% وفقًا للبنك الدولي. ورغم أنّ معدل نمو اقتصاد الإمارات كان أقلّ، إلا أن نسقه كان ضعف نسق اقتصاد الولايات المتحدة. كما أنّ إعلان MSCI العام الماضي عن رفع تصنيف الدولتين دعم النمو فيهما، فارتفع مؤشر سوق قطر 44%، وتضاعف مؤشر الإمارات.
وعلى الدولتين المحافظة على نسق النمو لجذب أنظار مستثمرين كانوا يعتبرون هاتين الدولتين صيدًا ثمينًا في سوق الخط الأمامي، فإذا بهما الآن تصبحان من علية القوم.
وتبقى أنظار المستثمرين على الصين والبرازيل، ورجحت أويي أن تحصل الشركات في قطر والإمارات على 1% من حجم مؤشر الأسواق الناشئة. وهذه نسبة لا يستهان بها، فحجم الأموال المستثمرة في الصناديق التي يواكبها مؤشر MSCI يبلغ 1.4 تريليون دولار، ما يعني أن حجم الأموال المستثمرة في اقتصاديات أسواق الخط الأمامي المحاذية للناشئة نافل للغاية.
يأتي بسرعة ويذهب بسرعة
ضروري أخذ الاحتياطات، لأنّ الكثير من الأرباح اللافتة في الأسواق الناشئة تنتج جزئيًا عن أموال المضاربات، التي يعتمد الاستثمار فيها على نوع من المغامرة يقوم بها مستثمرون أجانب يرغبون في تحقيق الأرباح السريعة. لا ينسى أحد أن ما يتحقق بسرعة... يذهب بسرعة.
فعندما أعلن بن بيرنانكه، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، قبل فترة أنه سيبطئ برنامج شراء الأصول، خسر مؤشر سوق البرازيل 20 بالمائة من قيمته في غضون شهرين.
كما هناك مخاطر أخرى تتعلق بثروتي قطر والإمارات، إذ تستند الدولتان إلى الطاقة وأسعار النفط. ويقول تارون كانا، الأستاذ في جامعة هارفارد، إن الأمل معقود على الإمارات وقطر وأسواق أخرى، وأن تنحسر أموال المضاربات، ليطمئن المستثمرون إلى اقتصاديات تلك البلدان. يضيف كانا: "على المدى الطويل، أعتقد أنّ الأساسات الحقيقية على الأرض هي محركات النمو الاقتصادي الأهم".
التعليقات