سجلت معدلات التضخم في دول منطقة اليورو تباطؤا الشهر الماضي تعادل مستوياتها ابان الازمة المالية، ما يضع مزيدا من الضغوط على البنك المركزي الاوروبي للتحرك لمواجهة التهديد المتزايد من حدوث انكماش، بحسب بيانات نشرت الثلاثاء.&
&
وانخفض التضخم في منطقة اليورو الى 0,5% في ايار/مايو وهو نفس المستوى الذي سجله في اذار/مارس واقل من مستوى نيسان/ابريل الذي بلغ 0,7%.&
&
وسجل التضخم في دول اليورو ال18 انخفاضا مستمرا خلال العام الماضي بسبب ضعف الطلب وقوة عملة اليورو، ما زاد من التوقعات بقيام البنك المركزي الاوروبي بخفض معدلات الفائدة في اجتماع مناقشة السياسات الذي سيعقد الخميس.&
&
وصرحت الخبيرة الاقتصادية الاوروبية البارزة في مؤسسة "كابيتال ايكونوميكس" جنيفر ماكيون انه "لا يوجد مؤشر على ضغوط تضخمية".&
&
والتضخم هو اقل بكثير من المعدل الذي يستهدفه البنك المركزي الاوروبي وهو اقل من 2,0%، ولا توجد مؤشرات على انه سيرتفع قريبا.&
&
وابقى البنك المركزي الاوروبي على معدلات الفائدة الرئيسية عند معدلاتها المنخفضة الحالية منذ تشرين الثاني/نوفمبر، ووعد مرارا بالتحرك عند الضرورة لمنع حدوث انكماش في الدول ال18 التي تعتمد عملة اليورو.
&
والمح رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي بقوة الى اتخاذ تحرك في الاجتماع المقبل، وقال ان مجلس الحكام، وهو جهة صنع القرارات في البنك، "غير راض" عن المسار الحالي للتضخم "وليس مستعدا لقبوله كواقع مسلم به".
&
&ومن شان انخفاض التضخم ان يزيد من مخاطر حدوث انكماش الذي بدوره يمكن ان يدفع بالاقتصاد الى دورة مفرغة من انخفاض الاسعار مع تاجيل الشركات والافراد لعمليات الشراء.&
&
وسيؤدي ذلك بدوره الى خفض النمو وارتفاع البطالة. وعندما يترسخ الانكماش تجد البنوك المركزية صعوبة كبيرة في تحفيز النشاط الاقتصادي.&
&
وقال مارتن فان فليت من بنك اي ان جي ان "البيانات التي تظهر انخفاض التضخم بشكل خاص يجب ان تزيل اي تردد لدى المجلس الحاكم في البنك المركزي الاوروبي وتدفعه الى التحرك بشكل قوي الخميس".&
&
ورغم ان البطالة ليست من مسؤولية البنك المركزي الاوروبي، الا ان البيانات التي نشرت الثلاثاء اظهرت ان الحوافز النقدية يمكن ان تساعد كذلك في مسالة البطالة.&
&
وقال لاسزلو اندور المفوض الاوروبي للتوظيف ان "العديد من الوظائف الجديدة غير مستقرة، ونحن بعيدون عن ضمان حصول كل شخص على فرصة حقيقية في سوق العمل".&
&
وسجلت اعلى معدلات البطالة في اليونان حيث بلغت 26,5% تليها اسبانيا بنسبة 25,1%.&
&
الا ان البطالة في البرتغال انخفضت من 17,3% الى 14,6% خلال الاثني عشر شهرا الماضية، كما انخفضت في ايرلندا من 13,7% الى 11,9%.&
&
غير ان معظم البيانات التي نشرت مؤخرا تشير الى ان على البنك المركزي الاوروبي التحرك.&
&
وسجل النمو في منطقة اليورو نسبة مخيبة للامال لم تتعد 0,2%، كما ان القروض للقطاع الخاص والتي تعتبر عائقا رئيسيا لمزيد من الانتعاش المستدام للاقتصاد، واصلت انخفاضها.&
&
ويدعو منتقدو البنك المركزي الاوروبي دراغي الى الاقتداء ببنك انكلترا (المركزي البريطاني) والاحتياطي الفدرالي (المركزي الاميركي)، اللذين بدآ عمليات ضخمة تسمى التسهيل الكمي اي شراء السندات باعداد كبيرة، لتحفيز بدء الانتعاش.&
&
الا ان معظم مراقبي البنك المركزي الاوروبي يرون انه من غير المرجح ان يقدم على هذه الخطوة.&
&
وقال الخبير الاقتصادي الكبير في البنك المركزي الاوروبي بيتر برايت الشهر الماضي ان ذلك لن يحدث "الا اذا تدهور الاقتصاد والتضخم بشكل اكبر من المتوقع".&
&
ويتفق معظم المراقبين على انه رغم ان التضخم اظهر انخفاضا في ايار/مايو، فانه يجب ان يصل الى مستويات حرجة لتبرير القيام بعمليات تسهيل كمي.