بكين: منحت الصين عددا من البلدان الاجنبية - من بينها 12 بلدا اوروبيا - مساعدات قدرها نحو تسعين مليار يوان (10,7 مليار يورو) بين &2010 و2012، وفق تقرير نشرته الحكومة الصينية الخميس.وتتمثل المساعدات التي قدمتها ثاني قوة اقتصادية في العالم خلال السنوات الثلاث الاخيرة، بهبات وقروض بدون فوائد او بشروط تفضيلية ل121 بلدا -- منها 12 في اوروبا -- كما اوضح التقرير الرسمي.وتمثل هذه المساعدة 0,06 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في الصين خلال تلك الفترة (139 الف مليار يوان) اي في مستوى ادنى بكثير من نسبة 0,7 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي الذي تدعو اليه الامم المتحدة للدول النامية. من&جانبها خصصت الولايات المتحدة التي تملك اقتصادا اقوى من الصين بضعفين مساعدة حكومية دولية بلغت 31,2 مليار دولار (22,9 مليار يورو) خلال السنة الضريبية 2012 فقط، وفق الوكالة الاميركية للتنمية الدولية.

ولم توضح الحكومة الصينية الدول ال12 الاوروبية التي استفادت من دعمها.ومن بين الدول الاخرى المستفيدة من هذه المساعدة 51 في افريقيا وثلاثين في آسيا و19 في اميركا اللاتينية والكاريبي و 9 في اوقيانيا وكذلك منظمات اقليمية مثل الاتحاد الافريقي.وفي حين تحدثت الصين عن زيادة في المساعدة التي تقدمها، لم تتوفر معايير المقارنة اذ ان تقريرا سابقا اكتفى بالحديث فقط على انه حتى نهاية &2009 قدمت الصين مساعدة اجمالية قيمتها 256,3 مليار يوان لبلدان اجنبية.من جهة اخرى افاد التقرير ان بكين لم تفرض ابدا "شروطا سياسية" مقابل مساعدتها وانها لا تتدخل في سياسة الدول المستفيدة.
&
غير ان الصين تعرضت الى عدة انتقادات في هذا الشأن خلال السنوات الاخيرة واتهمت خصوصا بانها توفر مساعدتها في افريقيا مقابل وصولها بشكل تفضيلي الى الموارد الطبيعية والطاقة والمعادن التي تحتاجها كثيرا.لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي نفى ذلك قطعا الخميس في ندوة صحافية مؤكدا "اننا نحاول كلما مضينا قدما في تنمية الصين تحسين حياة اصدقائنا في البلدان النامية".وقال ان "التعاون مع البلدان الافريقية لا يقتصر على الموارد الطبيعية بل يمتد الى العديد من المجالات" مؤكدا انها "طريقة هامة بالنسبة للصين لتحمل مسؤولياتها الدولية".
&
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2013 - وهي فترة لا يغطيها التقرير - تعرضت الصين الى انتقادات شديدة لعدم تعاطفها كثيرا مع ضحايا الاعصار الذي اكتسح الفيليبين التي تتعارض معها بشأن خلافات حدودية في بحر الصين الجنوبي.وفي حين وعدت الولايات المتحدة واليابان والنروج وحتى شركة ايكيا بتقديم مساعدة قيمتها عشرات ملايين الدولارات تحدثت بكين اولا عن منح مانيلا مئة الف دولار قبل ان تزيد مساعدتها لتبلغ 1,8 مليون دولار بعد بضعة ايام من ذلك الجدل.وافاد التقرير ان القروض بشروط تفضيلية الرامية الى "مشاريع بنى تحتية متوسطة الحجم" تمثل القسم الاكبر من المساعدة الصينية في 2010-2012 ب55,7 بالمئة من اجمالي المساعدة، في حين ان الهبات تمثل 36,2 بالمئة والقروض بدون فائدة 8,1 بالمئة.