حاول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين طمأنة الفرنسيين الذين ترهقهم الازمة الاقتصادية داعيا اياهم الى الوثوق بانفسهم وواعدا بخفض الضرائب العام 2015.
&
وقال هولاند "سنحرص على ان يدفع مئات الاف الفرنسيين ضرائب اقل" في العام المقبل، وذلك في مقابلة مع قناتي تي اف 1 الخاصة وفرانس 2 العامة لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني في 14 تموز/يوليو.
&
واضاف هولاند "هناك نوع من مرض ليس خطيرا ولكن يمكن ان يكون معديا (...) ما احاول قوله للفرنسيين هو انه ينبغي ان يثقوا بانفسهم".
&
وجاءت مداخلة الرئيس التلفزيونية على خلفية ازمة اجتماعية ونسبة بطالة قياسية في فرنسا ناهزت عشرة في المئة ما دفع قسما من النقابات الى مقاطعة المؤتمر الاجتماعي.
&
واقر الرئيس الاشتراكي بانه اذا كان النهوض الاقتصادي قد بدأ فانه يبقى "هشا جدا ومترددا جدا"، لكنه لفت الى اهمية دور الشركات والصناعات الحرفية والزراعة.
&
واقر هولاند ايضا بانه اخطا حين وعد بالتمكن من خفض نسبة البطالة مع نهاية 2013 علما بانها واصلت ارتفاعها ابان ولايته.
&
وتابع "قلت اننا سنخفض نسبة البطالة لكن الامر لم يتحقق". الا انه تحدث عن "اندفاعة" جديدة لمكافحة البطالة مضيفا "كان يمكنني ان اتوقف هنا واقول +لم ننجح+. لكنني قلت +لم ننجح وسنعطي اندفاعة جديدة+ وهذا هو ميثاق المسؤولية والتضامن".
&
وميثاق المسؤولية هذا الهادف الى اعادة التنافسية لفرنسا يلحظ تخفيف العبء عن الشركات في مقابل وعد بمزيد من التوظيف والاستثمارات حتى العام 2020.
&
وفي هذا السياق، اعتبر هولاند انه يعود الان الى الشركات ان تظهر ثقتها بالاقتصاد الفرنسي.
&
واعلن ايضا اصلاحات في مجال الصحة وتغييرا "رئيسيا" من اجل مواكبة التقدم في السن، وقال "اريد ان يكون الشباب دائما اولوية". كما اعلن "خطة كبيرة على الصعيد الرقمي في المدارس".
&
واضاف "الصحة، الشيخوخة، الشباب، التربية، ثم هناك الاصلاحات داخل المجتمع والمؤسسات" التي ستتم في 2016.
&
من جهة اخرى، اكد هولاند ان النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين "لا يمكن ان يستورد" الى فرنسا وذلك غداة صدامات في باريس بعد تظاهرة دعم لغزة والفلسطينيين.
&
وقال هولاند "لا اريد ان تكون هناك عواقب ممكنة في فرنسا. النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين لا يمكن ان يستورد".
&
وتابع "اننا بلد علماني، يجب احترام الديانات، كل الديانات"، مضيفا "ان العداء للسامية لا يمكن ان يستخدم لانه نزاع بين اسرائيل وفلسطين". وحذر الرئيس الفرنسي من "انه لن يكون هناك اي تساهل بالنسبة لاي تسلل او اي تعد".
&
ويوم السبت حاول عدد من المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين في ختام تظاهرة ضمت الاف الاشخاص في باريس، التوجه الى كنس مجاورة. فتدخل عناصر الشرطة لصدهم ووضع حد ل"بداية صدامات" مع افراد من الطائفة اليهودية امام كنيس، ما سمح بتفادي الدخول الى اماكن العبادة.
&
واضاف الرئيس الفرنسي "ان فرنسا تريد قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل"، مجددا دعواته الى وقف فوري لاطلاق النار.
&
وتطرق هولاند ايضا الى اتهام سلفه نيكولا ساركوزي اخيرا بالفساد واستغلال النفوذ، مؤكدا انه لم يتدخل ابدا في المسائل القضائية المتعلقة بالرئيس السابق.
&
واضاف خلال المقابلة "انه امر مخالف تماما لمفهومي للديموقراطية ولمسؤولياتي. الذين يعتقدون انه (في الاليزيه) يمكن التاثير على القضاء ليس فقط لا يفهمون الطريقة التي افكر بها بل لا يفهمون مطلب المواطنين" المتعلق باستقلالية القضاء.
&
وقبل المقابلة مع الرئيس الفرنسي نظم العرض العسكري في ذكرى الحرب العالمية الاولى في جادة الشانزليزيه بحضور حوالى سبعين بلدا شاركت في هذا النزاع. واختتم العرض باطلاق الحمام رمز السلام.
&
وبهذه المقابلة يعود هولاند الذي تحسنت شعبيته قليلا مؤخرا، الى واجهة الساحة الاعلامية بعد توقفه عن الحديث مع وسائل الاعلام مدة شهرين.
&
وقال هولاند الاحد في خطابه امام الجيوش ان "14 تموز/يوليو هذا ليس كالاخرين" مذكرا بان قبل مئة سنة أتى "جنود من العالم اجمع (...) لانقاذنا".&