&صنعاء: قرر مجلس الوزراء اليمني الذي اجتمع الاربعاء برئاسة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي البدء اعتبارا من غدا الخميس بتنفيذ قرار خفض اسعار الوقود الذي تضمنته مبادرة هادي لحل الازمة مع الحوثيين، الا ان انصار هؤلاء تابعوا تحركاتهم الاحتجاجية في صنعاء.واكد المتحدث باسم الحكومة راجح بادي لوكالة فرانس برس ان "مجلس الوزراء اجتمع برئاسة هادي وقرر البدء بتخفيض الاسعار اعتبارا من الغد".كما ذكر ان الحكومة الحالية "ستستمر باعمالها حتى تسمية حكومة جديدة" بموجب المبادرة.

وكان الرئيس اليمني قرر الثلاثاء تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض اسعار الوقود ضمن مبادرة لحل الازمة المتفاقمة مع الحوثيين وابعاد اليمن من حافة الحرب الاهلية، على ان يتم تكليف رئيس للحكومة الجديدة في غضون اسبوع.واتى ذلك بعد اسبوعين من الاحتجاجات التي قادها المتمردون الحوثيون الشيعة الذين ينتشرون بالالاف في صنعاء وعند مداخلها، للمطالبة باسقاط& الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود الذي دخل حيز التنفيذ نهاية تموز/يوليو.ونصت المبادرة على خصم مبلغ 500 ريال من سعر صفيحة البنزين والديزل (20 ليترا) "بحيث يصبح سعر مادة الديزل 3400 ريال (15,8 دولار) وسعر مادة البنزين 3500 ريال" (16,3 دولار).

وبذلك يكون الرئيس هادي وافق على حسم اكثر من ربع الزيادة السعرية التي تم تطبيقها على المحروقات (ربع الزيادة على الديزل وثلث الزيادة على البنزين)، بينما يطالب الحوثيون بالتخلي عن الزيادة كلها.وفي هذه الاثناء، تظاهر الالاف من انصار المتمردين الحوثيين الشيعة الاربعاء في صنعاء مؤكدين الاستمرار في الاحتجاجات بالرغم من مبادرة هادي.وسار المحتجون في عدة تظاهرات صغيرة تفرعت في شوارع وسط صنعاء مرددين شعارات مطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود.

وقام المتظاهرون بقطع عدة طرق في وسط صنعاء مؤقتا.وردد المتظاهرون "الشعب يريد اسقاط الحكومة" و"الشعب يريد اسقاط الفساد".من جانبها، قامت قوات الامن بقطع الطرقات المؤدية الى مقر الحكومة في وسط صنعاء.وكان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام سارع للتاكيد الثلاثاء على ان "انصار الله"، وهو الاسم الرسمي الذي يتخذه الحوثيون، لم يوافقوا على هذه المبادرة التي قال انها تمثل "التفافا" على المطالب.الا ان موقفا اكثر وضوحا يفترض ان يصدر عن زعيم التمرد عبدالملك الحوثي.وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن مؤخرا بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل الى الطائفة السنية، وهم بشكل اساسي التجمع اليمني للاصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة.

ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، الا ان الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في اقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.وعززت تحركات الحوثيين المخاوف من سعيهم الى توسيع رقعة نفوذهم الى صنعاء فيما يتهمهم خصومهم باستغلال مطالب اقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية.وخاض الحوثيون في الاشهر الاخيرة معارك ضارية مع الوية من الجيش ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون) وآل الاحمر الذين يتزعمون تجمع قبائل حاشد النافذة، في محافظات عمران والجوف الشماليتين وفي ضواحي صنعاء، وقد حققوا عدة انتصارات على خصومهم لاسيما عبر السيطرة على مدينة عمران.ويتهم الحوثيون بانهم يسعون الى السيطرة على اكبر قدر من الاراضي في شمال اليمن استباقا لاعلان اليمن دولة اتحادية بموجب نتائج الحوار الوطني.

الا ان الحوثيين الذين يشاركون في العملية السياسية وليس في الحكومة ينفون هذه الاتهامات ويؤكدون انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة ويطالبون ب"تطبيق مقررات الحوار الوطني" الذي شاركوا فيه.ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.واضافة الى التوتر في شمال اليمن، يعاني هذا البلد من نشاط تنظيم القاعدة الذي يتحصن خصوصا في محافظاته الجنوبية والشرقية.