أبرمت كندا والاتحاد الاوروبي رسميا الجمعة اتفاقا للتبادل الحر يرى فيه الاوروبيون "نموذجا" لتفاهم مماثل مع الولايات المتحدة.
&
ونشر نص الاتفاق الذي يقع في 1600 صفحة الجمعة باللغتين الفرنسية والانكليزية مما يطلق عملية المصادقة عليه على الرغم من التحفظات التي ابدتها بعض دول الاتحاد الاوروبي.
&
وطلب وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابرييل الخميس اعادة التفاوض حول نقطة مهمة في الاتفاق تتعلق ب"حماية الاستثمارات" معتبرا انها "غير مقبولة في نظر المانيا".
&
هذه الآلية التي تنص خصوصا على اللجوء الى التحكيم الدولي يمكن ان يسمح للشركات المتعددة الجنسيات بالاعتراض امام القضاء على سياسات الحكومات الوطنية كما في اتفاق التبادل الحر بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
&
&لكن المفوض الاوروبي كاريل دي غوشت حذر الخميس من اي حاولة لاعادة التفاوض حول الاتفاق. وقال لصحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ "اذا اعدنا فتح باب التفاوض (...) فهذا سيعني موت الاتفاق".
&
من جهته، قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في مؤتمر صحافي في اوتاوا مع رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ان "الاتفاق لقي الدعم الكامل من كل اعضاء الاتحاد الاوروبي بما في ذلك المانيا".
&
واضاف "سيكون غريبا جدا" ان تعرقل المانيا المصادقة عليه لانها "البلد الاوروبي الذي سيجني اكبر فائدة منه"، نظرا لحجم اقتصادها واكبر بلد مصدر.
&
وتابع "اعتقد اننا حصلنا على افضل اتفاق ممكن ولا شك لدي في ان كل الدول الاعضاء ستصادق عليه".
&
وقال باروزو انه بعد ترجمته الى كل اللغات الرسمية للاتحاد، ستتم المصادقة عليه العام المقبل وسيدخل حيز التنفيذ في 2016.
&
ويقضي الاتفاق الذي جرى التفاوض حوله لخمس سنوات منذ 2009، على الغاء كل الحواجز الجمركية تقريبا ويشمل السلع والخدمات في المنطقتين وكذلك ملاءمة المعايير والتشريعات.
&
وسيكون بامكان شركات الاتحاد الاوروبي امكانية الدخول بحرية الى الاسواق العامة على كل المستويات في كندا بما في ذلك المدن والمقاطعات بموجب الاتفاق الذي تبلغ قيمته 150 مليار دولار سنويا.
&
كما حصل الاوروبيون على حماية كاملة لاسماء المنتجات باستثناء نحو 15 منها.
&
في المقابل منح الكنديون حصصا جديدة لاستيراد لحوم البقر والخنزير.
&
ورأى هاربر الذي يعول على حصيلة الاداء الاقتصادي لحكومته لضمان اعادة انتخاب حزبه، حزب المحافظين، في الانتخابات التشريعية المقبلة العام القادم، ان هذا الاتفاق "يغير وضع" العلاقات بين كندا والاتحاد الاوروبي.
&
واضاف ان "كندا هي اول دولة في مجموعة السبع التي يبرم معها الاتحاد الاوروبي اتفاقا تجاريا". واضاف "انه على الارجح الاتفاق الاكثر تقدما في عالم اليوم في مجال تكامل الاسواق".
&
والاتحاد الاوروبي هو الشريك التجاري الثاني لكندا لكن بفارق كبير، بعد الولايات المتحدة بينما تحتل كندا المرتبة الثانية عشرة للشركاء التجاريين للاتحاد الاوروبي.
&
وتبلغ قيمة المبادلات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي وكندا اكثر من ستين مليون يورو سنويا (85 مليار دولار كندي).
&
ويتوقع قادة الجانبين ان ترتفع المبادلات بينهما بعد الاتفاق بنسبة 28 بالمئة.
&
وقال غوشت الخميس ان "الاتفاق نموذج للمفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة" التي تجري حاليا.