يحاول رجال الأعمال المصريون استمالة الناخب المصري عبر وعود يقطعونها عليه تمس مشاعره وتدغدغ آماله بدءًا من القضاء على الفقر والبطالة مرورًا بتحسين الخدمات الأساسية وليس انتهاء بالدعم الحكومي للسلع وتخفيض أسعار الوقود والطاقة.
إيلاف - متابعة: أمام ناخبين متحمسين يطلقون ألعابًا نارية في مؤتمر انتخابي في العاصمة المصرية، يضاعف أحمد مرتضى منصور المرشح إلى الانتخابات التشريعية المقررة اعتبارًا من& الأحد، الوعود بالخدمات.
يقول المرشح الشاب البالغ من العمر 34 عاما، وسط تصفيق متواصل من قرابة مئتي شخص تجمعوا في حي ارض اللواء الشعبي بالجيزة، "لا اؤمن بالبرامج الانتخابية، ولكنني اعرف ما تحتاجونه، سوف أبني مستشفى حديثا من الدرجة الاولى، ومدرسة لابنائكم".
ماض غير ملوث
ويتدافع اطفال يرتدون قمصانا قطنية عليها صور المرشح لتقبيل منصور، الذي ينتمي الى حزب المصريين الاحرار، وهو حزب يميني يساند علنا الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يشارك هذا الحزب، الذي أسسه الملياردير نجيب ساويرس، بـ231 مرشحا في الانتخابات التي ستجري على مرحلتين تنتهيان في الثاني من كانون الاول/ديسمبر، والمرجح ان تأتي ببرلمان مؤيد للسيسي، القائد العام للجيش الذي أسكت كل المعارضة منذ اطاحته في تموز/يوليو 2013 بالرئيس الاسلامي محمد مرسي.
ويقر كوادر الحزب بلا حرج بان غالبية مرشحي الحزب من الاعضاء السابقين في الحزب الوطني الديموقراطي، حزب حسني مبارك الذي تم حله اثر اسقاط الرئيس السابق بعد "ثورة" كانون الثاني/يناير 2011.
ويبرر محمد فريد، وهو مسؤول شاب في الحزب، إدراج الاعضاء السابقين في الحزب الوطني ضمن مرشحي الحزب قائلا "تأكدنا انهم لم يكونوا متورطين في قضايا فساد".
والى جانب ساويرس، الذي يترأس امبراطورية للاتصالات في دول افريقية وشرق اوسطية عدة، يضم الحزب بين مؤسسيه ومموليه رجال اعمال اخرين كبار، مثل رؤوف غبور، الذي يدير مجموعة شركات تعمل في مجال تجميع السيارات واستيرادها.
تخفيض الفقر
وتماشيا مع توجهات مؤسسيه، يركز الحزب على ضرورة ازالة المعوقات امام تحرير الاقتصاد المصري، الذي يعاني جراء الاضطرابات السياسية والامنية المستمرة في البلاد منذ سنوات. ويقول فريد "من وجهة نظرنا فان اقتصاد سوق حر وقطاع خاص منتعش تسانده ارادة سياسية سيؤدي الى القضاء على الفقر في مصر" حيث يعيش 26% من السكان تحت خط الفقر.
ويشرح ان حزبه يؤيد خفضا كبيرا للدعم الحكومي، الذي يبتلع اكثر من 30% من موازنة الدولة، ويتيح بيع الوقود والخبز باسعار متدنية. وكانت الحكومة خفضت بالفعل في العام 2014 دعمها للوقود الذي تعد اسعاره في مصر من الادنى في العالم. ويضيف فريد "ان الدعم خدم الاغنياء فقط، فتوفير الطاقة باسعار متدنية شجع انشاء صناعات تستهلك الطاقة بشكل واسع، ولكنها لا تخلق الكثير من الوظائف".
ويؤيد الحزب تطبيق نظام مماثل لذلك المعتمد في البرازيل، حيث تدفع الحكومة اعانات نقدية شهرية للاسر الاكثر فقرا مقابل التزامها بارسال ابنائها الى المدارس وتلقيحهم لتامين الوقاية اللازمة لهم من الامراض. ويرى محللون ان نواب البرلمان الـ596 سيمتنعون على الارجح بعد انتخابهم عن معارضة سياسات السيسي في مجال حقوق الانسان حتى لو أنهم يرفعون شعارات ليبرالية.
تهميش الحقوق والإصلاحات
ويقول استاذ العلوم السياسية حازم حسني "لدى ساويرس حساباته الخاصة لتسيير اعماله ومشروعاته، لذلك لن يغضب النظام. إنه ليبرالي في حدود الواقع المصري". ومنذ اطاحة مرسي، تقمع السلطات كل الاصوات المعارضة سواء كانت ليبرالية او علمانية.
وفي الأشهر التي تلت عزل مرسي، قتل 1400 من انصاره على ايدي قوات الجيش والشرطة، وتم توقيف عشرات الالاف كما صدرت احكام في حق المئات، بينهم مرسي، في قضايا جماعية سريعة. ودانت الامم المتحدة هذه المحاكمات. واتسع القمع ليشمل الحركات الشبابية الليبرالية واليسارية التي شكلت رأس حربة في التحرك ضد مبارك.
ويعتقد الخبير في مركز بروكينغز لسياسات الشرق الاوسط& اتش. اي. هيليار انه "لن تكون هناك شهية كبيرة لمناقشة موضوعات مثل حقوق الانسان او الاصلاحات السياسية" في البرلمان. ويرى ان خلافات قد تنشأ "حول السياسات المالية والاقتصادية بما ان المصالح الاقتصادية ستكون محل اهتمام كبير في البرلمان".
&
التعليقات