أعلنت نوكيا غلق معملها لانتاج الهواتف الخلوية جنوب بكين بحلول نهاية آذار/مارس وغلق معملها الآخر جنوب الصين في وقت لاحق بعد قرار شركة مايكروسوفت العملاقة التي تملك نوكيا نقل استثماراتها الى فيتنام. &


&
بكين: تأتي خطوة نوكيا التي اثارت اهتماما كبيرا في الأوساط المالية أحدث مثال على فقدان الصين بريقها السابق وجاذبيتها للشركات العالمية بعد سنوات ظل نجمها الأسطع في سماء الاستثمار العالمي. &وخلصت دراسة جديدة أجرتها غرفة تجارة الاتحاد الاوروبي في بكين الى "ان العصر الذهبي للاستثمار في الصين يقترب من نهايته".&وما زالت الصين سوقا هائلة لا يمكن ان تتجاهلها شركة عالمية كبيرة واقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة ينمو بنحو 7 في المئة سنويا. &ولكن اسباباً متعددة ، من تلوث الهواء الى القيود القانونية وارتفاع تكاليف الاستثمار والعقبات التي تعترض الوصول الى السوق ، تضافرت لجعل الصين مكاناً صعباً على المستثمرين يدفع كثيرا من الشركات الأجنبية الى العزوف عن الاستثمار فيه.&
&
ومن اكبر المشاكل التي تواجه هذه الشركات تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني. &فان 7 في المئة سنوياً معدل نمو مرتفع بالمعايير الدولية ولكنه يقل كثيرا عن معدلات النمو التي لم تقل عن 10 في المئة طيلة السنوات الثلاثين الماضية. &ويتوقع أغلب الخبراء الاقتصاديين ان يستمر معدل النمو في الهبوط.&وتوصلت دراسة اجرتها غرفة التجارة الاميركية في بكين الى ان اسباباً أخرى جعلت عام 2014 "أصعب عام في التاريخ الحديث" على العديد من الشركات الاعضاء في الغرفة. &&
&
ويأتي في مقدمة هذه الأسباب الاحساس واسع الانتشار بين الشركات بأن القوانين الصينية ليست واضحة وكثيرا ما تُطبق تطبيقاً اعتباطياً. واعربت 57 في المئة من الشركات الاميركية التي استطلعت الغرفة آراءها عن اعتقادها بأن الشركات الأجنبية تحديدا هي المستهدفة في حملات بكين الأخيرة ضد الاحتكار والفساد وتحديد الأسعار.&يضاف الى ذلك ان الشركات الأجنبية تُستبعَد من فرص الاستثمار المربحة في القطاع الخدمي الصيني. &ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن رئيس غرفة التجارة الاميركية جيمس زيمرمان ان القطاع الخدمي هو من اكثر القطاعات قيودا بالنسبة للاستثمار الأجنبي. &
&
وقالت نصف الشركات تقريبا التي شملها استطلاع غرفة التجارة الاميركية انها لم تعد محل ترحيب في الصين كما كانت سابقاً ، وسجل الاستطلاع للسنة الثالثة على التوالي زيادة في عدد الشركات التي نقلت انتاجها خارج الصين او تعتزم نقله.&وبعد عشر سنوات تضاعف خلالها تدفق الاستثمارات الأجنبية على الصين، توقف معدل التدفق عن النمو. &وتوقع جهاز التخطيط الصيني في تقريره الى البرلمان مؤخرا ان يكون حجم الاستثمارات الأجنبية هذا العام بقدر حجمه البالغ 120 مليار دولار في عام 2014 ، دون زيادة. &
&
ولا شك في ان قرار مايكروسوفت نقل معاملها الى هانوي كان مدفوعاً في احد اسبابه بانخفاض تكاليف الانتاج في فيتنام. &وقالت وكالة التجارة اليابانية في دراسة اجرتها عام 2012 ان الأجور في فيتنام تبلغ نحو ثلث الأجور في الصين. &ولكن مايكروسوفت قررت غلق معاملها في الصين وتسريح 9000 شخص لأن مبيعات هاتف لوميا من نوكيا لم تكن كبيرة في السوق الصينية ايضاً. &ويعود هذا الى ان السوق الصينية اصبحت سوقاً أشد تنافسية ويصعب البيع فيها. &وقال سيج برينان الذي يدير شركة استشارية لمساعدة شركات البضائع الفاخرة على دخول السوق الصينية ان الصين "لم تعد الفردوس البكر لمن يريد تسويق بضاعته كما كانت في السابق".&
&
وقال المحامي دان هاريس الذي يساعد الشركات الاميركية الصغيرة والمتوسطة على العمل في الصين لصحيفة كريستيان ساينس مونتر ان غالبية الشركات التي ساعدها على تصفية اعمالها في الصين أنهت نشاطها بسبب المبيعات المخيبة وليس لأنها قررت الانتقال الى بلد آخر. &وأوضح هاريس ان الشركات الصغيرة لا تستطيع نقل إنتاجها بسبب الاموال التي استثمرتها لتثبيت مواقعها في الصين وانها ليست كبيرة بما فيه الكفاية للاستفادة من هبوط تكاليف الانتاج بحيث يكون الانتقال من الصين الى فيتنام مجدياً كما هو لشركة مايكروسوفت وانتل وسامسونغ من بين شركات عالمية أخرى نقلت انتاجها خارج الصين. &ولكن هاريس اضاف انه اذا رحلت الشركات الكبرى فان الشركات الأصغر ستحذو حذوها في نهاية المطاف. &
&
وقال الاستشاري برينان ان الصين اخذت تصبح مجرد سوق واحدة من بين اسواق أخرى في حين ان بلداناً اخرى مثل اندونيسيا تمنح فرصة نمو اسرع في الايرادات. &واضاف برينان ان الشركات كانت تركز على الصين وهي تتطلع الآن الى جنوب شرق آسيا والهند ايضاً. &
&