&بكين: رحبت وسائل الاعلام والمسؤولون الصينيون أمس الاربعاء بقرار دول أوروبية عدة منها فرنسا الانضمام إلى المصرف الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية الذي بادرت إلى انشائه بكين، وسخروا من معارضة واشنطن الشديدة للمشروع.وجاء في تعليق لوكالة انباء الصين الجديدة تحت عنوان «لكن ماذا تنتظر بعد الولايات المتحدة؟» «أهلا بألمانيا، أهلا بفرنسا وأهلا بإيطاليا».وعلى خطى بريطانيا اعلنت باريس وبرلين وروما معا الثلاثاء نيتها ان تصبح من «الاعضاء المؤسسين المحتملين» للمصرف الاسيوي للاستثمار الذي سيكون هدفه تمويل مشاريع في البنى التحتية في المنطقة الاسيوية.

وهذا المصرف الYنمائي الجديد الذي كشفت الصين عن مشروعه في تشرين الاول/اكتوبر الماضي – والذي يتوقع ان يكون مقره في بكين برأسمال اولي قدره 50 مليار دولار- واجه انتقادات حادة من قبل واشنطن.وفي الواقع سينافس هذا المصرف الآسيوي البنك الدولي، وكذلك المصرف الآسيوي للتنمية الذي تهيمن عليه اليابان والولايات المتحدة، ويؤجج صراعات النفوذ في المشهد المعقد اصلا لمؤسسات التمويل الدولية على خلفية تنامي قوة الصين المتزايد في آسيا.وتابعت وكالة انباء الصين الجديدة ان اعلان الدول الأوروبية الثلاث يشكل «قرارا شجاعا وعقلانيا» كما يوجه «رسالة شفافة» إلى الولايات المتحدة «النزقة والصلفة».
&
وأضافت الوكالة التابعة للدولة ان واشنطن التي كانت «تحاول بناء تحالف مضاد للمصرف الاسيوي للاستثمار بين حلفائها» تبدو اميركا الان «منعزلة ومخادعة» و»ستشعر بانها وحيدة اكثر فاكثر ان اصرت على البقاء جانبا».وتحدثت صحيفة (غلوبال تايمز) الناطقة باسم الحزب الشيوعي من جهتها بدون مواربة عن انتصار صيني خالص. واعتبرت في مقال افتتاحي «ان الصين فازت في السباق حول ملف المصرف الاسيوي للاستثمار من خلال حصولها ايضا على حقوق هامة للمستقبل».&وبدون مفاجأة استقبلت وزارة المالية الصينية النبأ بحماسة مؤكدة في بيان ان بكين «ستتشاور (من الان فصاعدا) مع الدول الاخرى» المشاركة.واوضحت ان الثلاثي فرنسا-ألمانيا-إيطاليا «سيتمكن رسميا من دخول دائرة الاعضاء المؤسسين المحتملين للمصرف الاسيوي للاستثمار في غضون اسبوعين، ان جرت عملية الموافقة بدون عراقيل».
&
لكن رد الفعل اتسم بالبرودة الشديدة في الجانب الآخر للمحيط الهادىء حيث ذكرت الولايات المتحدة، بدون انتقاد حلفائها الأوروبيين صراحة، بتحفظاتها ازاء المصرف الآسيوي للاستثمار.فقد عبر وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو أمس الأول عن «مخاوفه» ازاء معايير الحوكمة في المؤسسة المقبلة خاصة بشأن حقوق العاملين والبيئة او الفساد.اما الأوروبيون، الذين يواجهون وضعا اقتصاديا قاتما، فقد يتمكنون من خلال المصرف الآسيوي للاستثمار من اقتناص فرص جديدة للقيام باستثمارات في آسيا.
&
وكتبت (غلوبال تايمز) أمس «ان جميع الدول تقريبا ستجد فيه حسابها»، فيما استطردت صحيفة (تشاينا ديلي) قائلة ان المصرف الجديد «ليس اداة قوة ناعمة صينية».
واعتبرت الصحيفة الرسمية «ان ممانعة الولايات المتحدة تأتي بنتيجة عكسية، اذ ليس لدى واشنطن وبكين اي سبب للمواجهة حول هذا الموضوع».وأضافت بلهجة لا تخلو من السخرية «ان واشنطن دعت بإصرار بكين إلى التحرك كقوة مسؤولة.
&
ومبادرة المصرف الآسيوي للاستثمار هو ردنا الاخير زمنيا على هذه الدعوة».وقد شدد على الطابع «الشامل والمفتوح» للمؤسسة المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي في مؤتمر صحافي مؤكدا «ان الباب سيكون مفتوحا على الدوام».وفي هذه الظروف خلصت (غلوبال تايمز) إلى القول «ربما سينتهي المطاف بالولايات المتحدة إلى ان تقرر الانضمام يوما إلى المصرف الاسيوي للاستثمار»، «بالوتيرة التي تتنامى فيها الصين، ذلك ليس امرا مستحيلا».