تراجعت أسواق الأسهم في الخليج بشكل كبير اليوم الأحد، غداة رفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية عن إيران بموجب الاتفاق النووي، وتواصل الانخفاض الحاد في أسعار النفط.

&
عواصم: تراجعت اسواق الاسهم في الخليج بشكل كبير الاحد، غداة رفع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات الاقتصادية عن ايران بموجب الاتفاق النووي، وسط تواصل الانخفاض الحاد في اسعار النفط.
وساهم العاملان في تراجع بورصات دول مجلس التعاون التي تعتمد بشكل رئيسي على النفط، والذي يتوقع ان تواصل اسعاره انخفاضها لا سيما اثر رفع العقوبات، ما سيتيح ضخ كميات اضافية من النفط الايراني الى الاسواق العالمية التي تواجه اساسا فائضا في العرض.
وشهدت اسواق الاسهم حالات من البيع اليوم، قام بها مستثمرون تخلوا عن الاسهم خوفا من خسائر اضافية.
وقال المحلل المالي الكويتي علي النمش "غالبية شركات الخليج تعتمد على حكوماتها التي تعتمد بدورها على ايرادات النفط"، مشيرا الى ان "احدا لا يعرف الى اي مستوى (منخفض) يمكن ان تصل هذه الاسعار".
اضاف "التأثير الايراني على الاسواق يبدو انه مضخم الى حد ما، لان صادرات النفط الخام الايرانية لن تكون كبيرة في البداية".
وعلى صعيد التداولات، فقدت سوق الاسهم السعودية، وهي الاكبر عربيا، اكثر من 7,2 بالمئة في مستهل التداولات الا انها استعادت بعضا من عافيتها قبيل الاغلاق، لتنهي بخسارة 5,44 بالمئة عند مستوى 5520,41، والذي يقارب ادنى مستوياتها منذ خمسة اعوام.
وخسر قطاع البتروكيميائيات 5,1 بالمئة، والقطاع المصرفي 3,7 بالمئة.
ومنذ مطلع 2016، خسرت السوق السعودية 20,1 بالمئة، ما يفوق مجمل خسائرها خلال العام الماضي.
اما السوق القطرية، وهي الثانية من حيث الحجم خليجيا بعد السعودية، فتراجعت 7,2 بالمئة لتنهي التداولات عند مستوى اعلى بقليل من 8500.
وسجلت كل الاسهم المدرجة في البورصة خسائر الاحد. وفقدت السوق القطرية منذ مطلع السنة الجارية 18 بالمئة، اي اكثر بثلاثة بالمئة من مجموع ما خسرته خلال العام 2015 بكامله.
اما دبي، ففقدت سوقها ستة بالمئة عند الافتتاح، واقفلت عند خسارة نسبتها 4,64 بالمئة، عند مستوى 2684,9، الادنى منذ ثلاثة اعوام.
ودفع هذه الانخفاض تراجع اسهم شركات كبرى مثل "اعمار" و"ارابتك".
وفقدت سوق دبي 15 بالمئة من قيمتها منذ مطلع 2016.
اما مؤشر سوق ابو ظبي، فتراجع 4,24 بالمئة وبقي فوق مستوى 3700 نقطة. وسجلت كل الاسهم خسائر اليوم، لا سيما المصارف وقطاع العقارات اللذين فقد كل منهما اكثر من خمسة بالمئة.
وتراجعت سوق الكويت 3,2 بالمئة الى حدود خمسة آلاف نقطة، وهو مستوى لم تشهده منذ العام 2004. اما سوقا الاسهم الاصغر حجما في سلطنة عمان والبحرين، ففقدتا 3,2 بالمئة و0,4 بالمئة على التوالي.
وخسرت البورصات الخليجية منذ مطلع 2016، اكثر من 130 مليار دولار منذ مطلع السنة من قيمتها السوقية البالغة حاليا 800 مليارا.
ويأتي تراجع اسهم دول الخليج التي تعتمد بشكل رئيسي على الواردات النفطية، بعد خسائر كبيرة في اسواق الاسهم العالمية الجمعة عشية عطلة نهاية الاسبوع، علما ان الاسواق الخليجية تغلق الجمعة والسبت.
ويتوقع ان يؤدي رفع العقوبات عن ايران الى زيادة صادراتها النفطية، ما سيزيد الكميات المعروضة عالميا ويتسبب بتراجع اضافي في الأسعار.
وفقد النفط اكثر من 20 بالمئة من قيمته منذ مطلع 2016، وتراجع الى ما دون 30 دولارا اميركيا للبرميل. ويأتي ذلك ليواصل نسق الانخفاض الحاد في الاسعار المستمر منذ منتصف العام 2014.