يسود الحذر الشديد الأسواق النفطية العالمية بعد رفع العقوبات عن إيران، لكن الخبراء يشكون في ما تزعمه إيران من قدرة على ضخ نصف مليون برميل يوميًا في الأسواق.

الرياض: كان الجميع ينتظر عودة سوق النفط للعمل الإثنين لمعرفة ساعة الحقيقة وإلى أين ستتجه الأسعار، بعد قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مساء السبت رفع الحظر عن تصدير النفط الإيراني. وكان كثير من المحللين والمراقبين يتوقعون أن تهبط الأسعار تحت 25 دولارًا للبرميل، لكن يبدو أن المخاوف من عودة نفط إيران كان مبالغًا فيها، إذ أن الأسعار أبدت مقاومة شديدة ولم تهبط كثيرًا في بداية اليوم، وهبطت أكثر قليلًا من دولار لتصل إلى 27 دولارا قبل أن تعاود الارتفاع بنهاية اليوم وتتماسك عند مستويات قريبة من مستويات يوم الجمعة عند 29 دولارًا.

حذر نفطي

السوق حذرة حيال عودة إيران. ففي الوقت الذي تقول فيه البلاد على لسان مسؤوليها إنها ستعود بقوة وسترفع إنتاجها بنحو 500 ألف برميل يوميًا قبل أن ترفعه بنحو مليون برميل يوميًا، يظل كثير من المحللين يشككون في هذه الأرقام.

وأصدرت شركة "جي بي سي" لاستشارات الطاقة الاثنين تقريرًا توقعت فيه أن تزيد إيران صادراتها مباشرة بعد رفع الحظر من خلال بيع كميات من النفط الخام المخزن على سفنها، إلا أنها لا تتوقع أن إنتاج البلاد سيرتفع كثيرًا خلال العام الحالي.

تحتفظ إيران بكميات كبيرة من النفط المخزن على متن السفن العائمة في انتظار لحظة رفع الحظر لتصديره. وانخفضت كميات النفط العائم من 60 مليون برميل العام الماضي إلى نحو 47.5 مليون برميل حتى الأسبوع الماضي بحسب أحدث بيانات شركات النقل البحري التي تتابع شحنات النفط على البواخر.

وتتوقع شركة "جي بي سي" أن النفط المخزن على السفن الإيرانية نحو 49 مليون برميل، منها 35 مليون برميل من المكثفات، وهو نوع خفيف جدًا من النفط، إضافة إلى 14 مليون برميل من النفط الخام. وقالت في تقريرها إن إيران قامت بإرسال شحنة من نفطها المخزن إلى الهند في الأسبوع الماضي، وهناك مزيد من ناقلات النفط المتجهة إلى الصين، بحسب ما أوضحته بيانات مراقبة السفن.

ستبقى متماسكة

نقل موقع وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية عن نائب وزير النفط ركن الدين جوادي قوله إن طهران أصدرت أمرًا بزيادة إنتاج النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميًا، لتطبق بذلك سياستها المتمثلة في تعزيز الإنتاج عقب رفع العقوبات عنها. ونقلت شانا عن جوادي قوله: "بإمكان إيران زيادة إنتاجها من النفط بواقع 500 ألف برميل يوميًا بعد رفع العقوبات. وقد صدر اليوم أمر بزيادة الإنتاج".

تقول "جي بي سي" إن إيران قد لا تزيد إنتاجها خلال&عام 2016 بأكثر من 255 ألف برميل يوميًا، وهي نصف الكمية التي أعلن الإيرانيون عنها. أما من ناحية الصادرات، فقالت "جي بي سي" إن صادرات إيران قد لا تزيد خلال كامل 2016 بأكثر من 450 ألف برميل يوميًا، ومن بين هذه الكمية سيأتي نحو 185 ألف برميل يوميًا من النفط المخزن العائم بينما سيأتي الباقي من الإنتاج الجديد.

قال مصرف مورغان ستانلي الأميركي أمس في تقرير إن إيران قد لا تزيد إنتاجها في النصف الأول بأكثر من 600 ألف برميل. وستحتاج إيران إلى مساعدة الشركات الأجنبية لتحقيق هذا الأمر.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن المحلل الكويتي عصام المرزوق قوله: "يبدو أن الانخفاض الذي حدث حتى يوم الجمعة يشمل التوقعات بعودة إيران، ولهذا لم تهبط الأسعار بأكثر من هذا الاثنين. ما زالت السوق في حالة ترقب حيال مدى قدرة إيران على العودة، ومعرفة الكمية التي ستضيفها، ولا أتصور أن تؤثر عودة إيران خلال كامل العام على الأسعار، إذ أن النفط الأميركي سيهبط بنحو 700 ألف برميل يوميًا بنهاية العام، وستعوض إيران هذه الكمية، ولهذا ستظل الأسعار متماسكة".

مصممة لنفط إيران

ويتماشى كلام المرزوق مع توقعات وزير البترول السعودي علي النعيمي الذي أوضح في الرياض أنه متفائل بعودة السوق إلى الاستقرار.

وينتظر كثير من المصافي في أوروبا عودة النفط الإيراني، لا سيما المصافي اليونانية التي تعتبر من الزبائن المفضلين لإيران. وكان رئيس شركة توتال الفرنسية باتريك بيويان أوضح لصحيفة الشرق الأوسط الشهر الماضي أن قدرة مصافي أوروبا على شراء النفط الإيراني ستزيد من ربحيتها، "لأن كثيرا منها مصمم لتكرير النفط الإيراني".

وأظهر تقرير حديث لمصرف بنك أوف أميركا أن المصافي في آسيا والولايات المتحدة ترى تحسنًا في هوامش التكرير (الربح من تكرير طن أو برميل واحد من النفط)، إلا أن المصافي الأوروبية هي التي ما زالت تعاني ضعف الهوامش.

وأثر هبوط الطلب على النفط بسبب الشتاء الدافئ في أوروبا على أسعار الديزل، وبالتالي على هوامش التكرير، كما قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس في تقريرها الشهري.

ويسود الحذر الشديد الأسواق النفطية العالمية بعد رفع العقوبات عن إيران، لكن الخبراء يشكون في ما تزعمه إيران من قدرة على ضخ نصف مليون برميل يوميًا في الأسواق.

كان الجميع ينتظر عودة سوق النفط للعمل الإثنين لمعرفة ساعة الحقيقة وإلى أين ستتجه الأسعار، بعد قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مساء السبت رفع الحظر عن تصدير النفط الإيراني. وكان كثير من المحللين والمراقبين يتوقعون أن تهبط الأسعار تحت 25 دولارًا للبرميل، لكن يبدو أن المخاوف من عودة نفط إيران كان مبالغًا فيها، إذ أن الأسعار أبدت مقاومة شديدة ولم تهبط كثيرًا في بداية اليوم، وهبطت أكثر قليلًا من دولار لتصل إلى 27 دولارا قبل أن تعاود الارتفاع بنهاية اليوم وتتماسك عند مستويات قريبة من مستويات يوم الجمعة عند 29 دولارًا.

&