في ضوء الأزمات الإقتصادية التي تعصف بالعديد من دول العالم جراء انهيار أسعار الخام، بالإضافة إلى تباطؤ الإقتصاد الصيني، يبدو بأن روسيا تهرول نحو أزمة إقتصادية كبيرة، لا سيما في ظل النموذج الاقتصادي المعتمد.
&
إعداد عبد الإله مجيد: أكد وزير المالية الروسي السابق الكسي كودرين، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ان الأزمة الاقتصادية في روسيا لم تبلغ ذروتها حتى الآن، مشيرا الى استمرار اجمالي الناتج المحلي في الانخفاض وتراجع الاستثمار وهبوط قيمة الروبل الذي اعاق شراء تكنولوجيات جديدة وتحديث المؤسسات الاقتصادية. &
&
وتحدث رئيس قسم المنظمات الاقتصادية الدولية في مركز الأبحاث الاقتصادية التابع &لمعهد الدراسات الاستراتيجية الروسي فياتشيسلاف هولودكوف عن اسباب هذا الوضع قائلا إن نموذج التطور الاقتصادي في روسيا "ادى الى حقيقة ان اعتمادنا على تصدير النفط والغاز والمواد الخام عمومًا لم يتناقص منذ 90 عاما بل ازداد هذا الاعتماد". &
&
نموذج فاشل
&
ولاحظ هولودكوف تراجع النمو الاقتصادي في روسيا منذ عام 2012 قائلا إن اجمال الناتج المحلي ازداد بنسبة 1.3 في المئة فقط عام 2013 رغم الظروف الخارجية المؤاتية حين ارتفع سعر برميل النفط الى اكثر من 100 دولار ولكن معدل النمو انخفض بحدة. &
&
وكان النمو سلبيا في عام 2015، وهكذا فإن الاعتماد الشديد على تصدير النفط والمواد الأولية أثر سلبا في آفاق تطور الاقتصاد الروسي والتكامل في اطار التجمع الاقتصادي لشرق آسيا، وحمّل هولودكوف النموذج الاقتصادي المتبَّع في روسيا مسؤولية الأزمة داعيا الى تغييره بعد ما أثبت فشله. &
&
واشار هولودكوف الى مثال كازخستان قائلا إن صادراتها النفطية تسهم في اجمالي ناتجها المحلي بنسبة حتى اكبر من مساهمة الصادرات الروسية في اجمالي الناتج المحلي الروسي ولكن هذا الأخير هبط بنسبة 3.8 ـ 3.9 في المئة فيما ارتفع في كازحستان بنسبة 1.3 في المئة. والسبب ان كازخستان تنتهج سياسات اقتصادية أكثر توازنا وحكمة اسفرت عن فتح طريق معبد للخروج من الأزمة.

&