مُحيت الزيادة التي حققتها أسعار النفط على امتداد خمسة أيام بإعلان إيران، التي عادت إلى سوق النفط في مطلع العام، أنها ستعارض أي خطوة لخفض إنتاجها، وتأكيدها مجددًا عزمها على ضخ المزيد من النفط إلى السوق، رغم فائض الإمدادات الذي تسبب في هبوط الأسعار أصلًا.

طهران: اسفر اعلان ايران عن انخفاض سعر نفط برينت بنسبة زادت على 3 في المئة الى 38.82 دولاراً للبرميل، بعدما بلغ اعلى مستوياته منذ ثلاثة اشهر. وهبط نفط القياس الاميركي بنسبة 4.2 في المئة الى 36.69 دولاراً للبرميل. &

عكس التيار
وقال وزير النفط الايراني بيجان زنكنة، عقب اجتماع مع نظيره الروسي، إن طهران لن تشارك في أي خفض عالمي تتفق عليه الدول المصدّرة، إلا بعد أن يبلغ انتاجها مستواه قبل العقوبات الدولية، وهو 4 ملايين برميل في اليوم، كما افاد وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك.

تبيّن ارقام منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" أن ايران زادت انتاجها 187800 برميل في اليوم الى 3.132 ملايين برميل في شباط/فبراير، وهي اعلى زيادة شهرية منذ عام 1997. يأتي موقف ايران المعارض لخفض الانتاج على الضد من دعوة العربية السعودية الى تعاون الدول المنتجة عالميًا لإنعاش اسعار النفط التي شهدت هبوطًا حادًا منذ منتصف 2014. &

وبعد هبوط اسعار النفط الى أدنى مستوياتها منذ 12 عامًا، انتعشت خلال الايام الماضية، وسط توقعات بأن تستجيب الدول المنتجة الى دعوة السعودية واتفاقها على وضع سقف للانتاج. وقال نوفاك إن اجتماعًا بين دول اوبك والدول غير الاعضاء في المنظمة يمكن ان يعقد في نيسان/ابريل. &

توافق روسي سعودي
ورغم الاتصالات الدبلوماسية الثنائية الهادئة بعيدًا عن الأضواء بين العربية السعودية وروسيا، تعهد المنتجان العملاقان بألا يتخذا خطوات أحادية من دون موافقة الشركاء الآخرين. وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك إن الباب مفتوح لمشاركة ايران في تحديد سقف للانتاج. &

ورغم محاولات ايران زيادة انتاجها، فإن امدادات النفط العالمية انخفضت 210 آلاف برميل في اليوم الى 92.73 مليون برميل في اليوم في شهر شباط/فبراير. كما تسبب انخفاض انتاج العراق ونيجيريا في هبوط اجمالي انتاج اوبك بواقع 174800 برميل الى 32.28 مليون برميل في اليوم.&

ومن المتوقع ان ينخفض انتاج بلدان خارج اوبك مثل الولايات المتحدة وروسيا بواقع 700 الف برميل في اليوم عام 2016 بعدما توقعت اوبك في وقت سابق من العام هبوطه بواقع 666 الف برميل في اليوم. & &

تخمة السوق
وقالت اوبك إن هبوط العائدات النفطية المتوقعة عام 2016 دفع الكثير من الشركات الى خفض استثماراتها وتأجيل مشاريعها الجديدة الى ان يتسنى الحفاظ على انتعاش مستدام في اسعار النفط.&
&
في هذه الأثناء، من المتوقع ان يرتفع الطلب على النفط هذا العام الى 94.23 مليون برميل في اليوم. لكنّ محللين حذروا من أن الاسعار لن تشهد انتعاشًا مستدامًا من دون مراجعة جذرية لحجم الامدادات العالمية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المحلل جيمس نكسون من شركة اوكسفورد ايكونوميكس الاستشارية أنه من دون تغييرات كبيرة في الامدادات بخفضها ملايين عدة من البراميل في اليوم، فالأرجح أن تبقى السوق متخمة بفائض الامدادات في المستقبل المنظور.
&