طوكيو: يشارك في الاجتماع وزير الخزينة الاميركي جاكوب ليو ورئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي، ويعقد في بلدة تشتهر بينابيعها الحارة في شمال طوكيو لمدة يومين ابتداء من الجمعة. 

وتسعى اليابان، التي تستضيف المحادثات، الى الحصول على الدعم لموقفها المنادي بالتحفيز المالي، كطريقة لدفع نمو الاقتصاد العالمي، بعدما اثر ارتفاع سعر الين على المصدرين، وسرع في تباطؤ الاقتصاد داخل البلاد. 

قائمة مراقبة

الا ان تهديد طوكيو بالتدخل في السوق لخفض سعر الين، وضعها على مسار تصادمي مع دول مجموعة السبع الاخرى، ومن بينها الولايات المتحدة التي رفضت التلميحات إلى أن الين قوي اكثر من اللازم. ووضعت واشنطن اليابان أخيرًا على قائمة جديدة لمراقبة العملات، اضافة الى الصين والمانيا. 

ستستغل مجموعة السبع، التي تضم كذلك بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا، الاجتماعات، لطرح استراتيجيتها لمنع حدوث ركود عالمي. وفي ابريل خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي للمرة الثالثة على التوالي خلال ستة اشهر، بعدما اثار التباطؤ في الصين وغيرها من الاقتصادات الناشئة المخاوف من حدوث الأسوأ. 

ويتوقع ان تشارك مديرة صندوق النقد الدولي في الاجتماع. وصرح وزير المالية الياباني تارو اسو في طوكيو الثلاثاء، "هناك اوجه في الاقتصاد العالمي غير مستقرة". اضاف: "سيكون تنسيق جهود مجموعة السبع للتعامل مع هذه الاوجه موضوعًا مهمًا للمناقشات"، الا ان التوصل الى اتفاق قد يشكل تحديًا. 

فقد لقيت مساعي رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الى طرح صفقة انفاق واسعة لتحفيز الاقتصاد رد فعل فاترًا من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هذا الشهر. 

النار في الهشيم
واشارت ميركل الى أن المانيا تؤدي دورها لإعادة الاقتصاد العالمي الى مساره، مشيرة الى زيادة النشاط الاقتصادي، بسبب وصول مليون لاجئ ومهاجر الى المانيا في العام الماضي. 

واشار وزير المالية الالمانية وولفغانغ شويبله خلال هذا الاسبوع الى ضرورة تطبيق الاصلاحات للتقدم بدلاً من التركيز على زيادة الانفاق الحكومي والسياسة المالية. وصرح لصحيفة "نيكاي" اليومية للاعمال في مقابلة نشرت الاثنين أن "استراتيجية تحفيز الاقتصاد بأموال مقترضة تفقد زخمها بسرعة - تمامًا مثل النار في الهشيم". 

اضاف أنه "من المهم تشجيع الاصلاحات الهيكلية وخفض الدين العام بدلاً من استخدام سياسة مالية لتحفيز النمو". يأتي اجتماع وزراء المالية قبل اسبوع من قمة مجموعة السبع، التي ستعقد في منطقة ايسي-شيما، الواقعة بين طوكيو واوساكا. 

عقب القمة سيتوجه الرئيس الاميركي باراك اوباما الى هيروشيما، في زيارة لها معنى رمزي كبير، نظرًا الى انها اول زيارة يقوم بها رئيس اميركي اثناء توليه منصب الرئاسة الى المدينة التي تعرضت لقصف بقنبلة نووية. 

الإرهاب والضرائب
ويتوقع أن يتبنى وزير الخزينة الاميركي ليو - الذي ستنضم اليه في اجتماع هذا الاسبوع رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي جانيت يلين - موقفًا متشددًا ضد أية خطوات يمكن أن تطلق حرب عملات، تقوم خلاله الدول بخفض قيمة عملاتها للاستفادة تجاريًا، بحسب مسؤول بارز في وزارة الخزينة الاميركية. 

واتفق عدد من دول مجموعة العشرين، ومن بينها اليابان، في السابق، على عدم التلاعب بعملاتها. وصرح مسؤول اميركي أن "صانعي السياسة يجب أن يعملوا معًا لضمان ألا يصبح ضعف نمو الاقتصاد العالمي أمرًا راسخًا". واضاف أن "الوزير ليو سيؤكد على أن على جميع اقتصادات مجموعة السبع استخدام جميع ادوات السياسة الاقتصادية، ومن بينها النقدية والمالية والهيكلية لمعالجة" تباطؤ الاقتصاد العالمي. 

وسيناقش اجتماع مجموعة السبع كذلك تمويل "الارهاب" والملاذات الضريبية، التي هي محور التحقيقات في اوراق بنما. كما سيناقش الاجتماع الاستفتاء الذي ستجريه بريطانيا في الشهر المقبل على مستقبل عضويتها في الاتحاد الاوروبي.