توقعت شركة بحثية أن تهيمن شركتا غوغل وفايسبوك سويًا على سوق الإعلانات الرقمية خلال العام الجاري لتستحوذان معًا على 60 % من قيمة هذه السوق التي لا تتوقف عن النمو على حساب وسائل الإعلام التقليدية الأخرى.

إيلاف: أفاد توقع جديد صادر من شركة eMarketer البحثية المعنية بالتجارة والإعلام والتسويق الرقمي، بأن العملاقتين، غوغل وفايسبوك، ستبسطان هيمنتهما على سوق الإعلانات الرقمية في العام الجاري للاستحواذ على 60 % من تلك السوق المتنامية.

إنعاش السوق الرقمية
واتضح، وفق توقعات الشركة، أن الإنفاق على الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة سينمو بنسبة 16 %، ليصل إلى 83 مليار دولار، في الوقت الذي ارتفعت فيه إيرادات غوغل بنسبة 15 %، وإيرادات فايسبوك بنسبة 32 %. 

علَّّقت على ذلك صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بقولها إن "استحواذ الشركتين على الإنفاق الرقمي خلق احتكارًا ثنائيًا سيعنى بتعزيز ودعم صناعة الإعلانات الرقمية بشكل عام".

وأشارت تقديرات الكثير من المحللين إلى حقيقة تقلص صناعة الإعلانات الرقمية في النصف الأول من عام 2016 بعيدًا عن الأنشطة الخاصة بشركتي فايسبوك وغوغل.

عروض للهواتف الذكية 
عاودت "فاينانشيال تايمز" لتقول إن ظهور الثنائي بشكل سريع للعمل كحرّاس رقميين جاء في الوقت الذي يسير فيه الإنفاق الرقمي في المسار الصحيح، ليتجاوز التلفزيون، ويصبح أكبر مصدر للإيرادات في صناعة الإعلانات خلال العام الجاري.

ومن الجدير ذكره في هذا السياق أن غوغل وفايسبوك يطوّران أعمالهما من خلال البحث وعرض الإعلانات، على الترتيب، وقام كل منهما بإنشاء عروض للهواتف المحمولة، بغية جذب المستهلكين، الذين يقضون أوقاتًا أطول على هواتفهم الذكية.

وطبقًا لما ذكرته شركة eMarketer في هذا الإطار، فإن غوغل في صدد الحفاظ على مكانتها الريادية في مجال الإعلانات التي يتم الوصول إليها عن طريق البحث، حيث تعتزم توسيع حصتها لتصل إلى 28.6 مليار دولار، أو حوالى 78 % من السوق الأميركية، بعد تمكنها من سحب بساط الأعمال من محركي البحث ياهو وبينغ.

مضت "فاينانشيال تايمز" تنقل عن مونيكا بيرت، المحللة لدى شركة eMarketer، قولها: "أبرز أسباب هيمنة غوغل في مجال البحث، وخاصة البحث عن طريق الهواتف، هو تزايد ميل المستهلكين إلى استخدام هواتفهم في البحث عن كل شيء، بدءًا من التفاصيل الخاصة بأحد المنتجات، وانتهاءً بتعليمات الاستخدام".

دور إنستغرام
يحظى فايسبوك بالقوة نفسها على صعيد عرض الإعلانات، حيث يتوقع أن تنمو إيراداته وتصل إلى 16.3 مليار دولار، أو 39 % من السوق، ليأخذ بذلك حصة من شركات غوغل، ياهو وتويتر. 

كما ينتظر أن يوسع فايسبوك حصته الخاصة بالهواتف المحمولة، بفضل تطبيقه الخاص بمشاركة الصور "إنستغرام"، المتوقع أن يساهم بنسبة 20 % في إيرادات فايسبوك من الهواتف المحمولة خلال العام الجاري، بعدما كانت تلك النسبة 15 % فقط في العام 2016، ليقترب بذلك من غوغل.

أضافت الصحيفة أن حصة فايسبوك من إجمالي سوق الإعلانات الرقمية ستنمو، وتصل إلى حوالى 20 % خلال العام الجاري، مع تراجع حصة غوغل قليلًا، لتصل إلى 40.7 %. وهنا عاودت بيرت لتقول إن انفتاح فايسبوك على خدمة الفيديوهات عبر منصته وعبر منصة إنستغرام شَكَّل نقطة جذب للمستهلكين والمسوّقين.

هبوط تويتر
ورد أيضًا في توقعات شركة eMarketer أن من بين الشركات الأخرى التي تتنافس على دولارات الإعلانات المتبقية هي شركة سناب شات، التي يتوقع لها "نموًا كبيرًا"، رغم انطلاق أعمالها من قاعدة صغيرة. 

وتكهنت eMarketer في الأخير بأن إيرادات شركة تويتر الإعلانية داخل الولايات المتحدة ستتراجع خلال العام الجاري بنسبة 4.7 % لتصل إلى 1.3 مليار دولار، وأن إجمالي حصتها السوقية من الإعلانات الرقمية سيتقلص ويصل إلى نسبة محدودة للغاية قدرها 1.6 %.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلًا عن «فاينانشال تايمز». المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:

 https://www.ft.com/content/30c81d12-08c8-11e7-97d1-5e720a26771b