واشنطن: أعلنت مجموعتا "ريثيون" و"يونايتد تكنولوجيز" الأميركيتان في مجالي صناعة الدفاع والطيران الأحد أنّهما وقّعتا اتفاقية اندماج، ستنبثق منها واحدة من أكبر المجموعات العالمية في هذين القطاعين.

قالت المجموعتان في بيان مشترك إنّ عملية الاندماج عبر تبادل الأسهم ستُنجز في النصف الأول من عام 2020. وأوضحت المجموعتان أنّ الكيان الجديد، الذي يجمع بين محفظتي المجموعتين المتكاملتين للغاية، سوف يطلق عليه اسم "ريثيون تكنولوجيز كوربوريشن".

يشار إلى أن مجموعة ريثيون هي عملاق في مجال صناعات الدفاع، في حين أن "يونايتد تكنولوجيز" هي مجموعة عملاقة في مجال صناعة الطيران. ويتوقّع أن يبلغ إجمالي مبيعات المجموعة الجديدة حوالى 74 مليار دولار في عام 2019.

قال البيان إنّ مساهمي ريثيون سيحصلون على 2.3348 سهمًا من أسهم شركة "يونايتد تكنولوجيز" مقابل كل سهم من أسهمهم.&

بمجرد اكتمال صفقة الاندماج، سيمتلك مساهمو يونايتد تكنولوجيز 57 % من الكيان الجديد، في حين سيتملك مساهمو ريثيون النسبة المتبقية، والبالغة 43 %، بحسب البيان.

"باتريوت" و"إف-35"
تشتهر ريثيون خصوصًا بأنها المجموعة المصنّعة لصواريخ توماهوك المجنّحة وصواريخ باتريوت المضادّة للصواريخ.

أما "يونايتد تكنولوجيز" فمشهورة من جهتها بمحرّكات "برات أند ويتني"، التي تصنّعها، والتي تعتبر درّة الملاحة الجوية، سواء أكانت مخصصة للاستخدام المدني أم العسكري (مقاتلة إف-35 المتعددة الأدوار، والتي تعتبر واحدة من أكثر الطائرات تطورًا في العالم مزوّدة بمحرك من هذا النوع).

وبحسب البيان، فإنّ "يونايتد تكنولوجيز" ستنجز بحلول النصف الأول من عام 2020 عملية فصل أنشطتها في قطاعي المصاعد (شركة أوتيس) وأنظمة التبريد وتكييف الهواء (شركة كاريير)، واللتين ستصبحان شركتين مستقلتين.

يضع هذا الاندماج، في أحد جوانبه، نقطة النهاية لتكتّل شركات "يونايتد تكنولوجيز"، التي تعمل في اختصاصات متنوعة، ولا يجمعها إلا قاسم مشترك واحد، هو أنّ كلًا منها يعتبر في مجاله من بين الأفضل في العالم. وهذا النموذج من الشركات القابضة، الذي كان رائجًا حتى قبل بضع سنوات خلت، بات اليوم يعتبر باليًا.

ومن المتوقّع لعملية فصل الشركات التابعة لمجموعة "يونايتد تكنولوجيز"، والتي يعمل عليها 500 شخص، أن تنتهي بحلول نهاية 2019، بحسب ما أعلنته المجموعة خلال عرض نتائجها المالية للربع الأول من العام في أبريل.

تكامل
وعلى الرّغم من أن الاندماج يحصل بين مجموعتين عملاقتين في مجالي الطيران والدفاع، فإنّ وزارة الدفاع الأميركية لن تنظر إليه على الأرجح بعين الريبة، لأنّه يتعلق بمجموعتين، يعمل كل منهما في قطاع مختلف عن الآخر، وبالتالي فهو يؤمّن تكاملًا، وليس احتكارًا.

وكان البنتاغون حذّر من أنّه لا يريد عمليات اندماج ضخمة بين شركات تعمل في صناعة الدفاع، وذلك خشية أن يؤدّي غياب المنافسة في ما بينها إلى ارتفاع الأسعار أكثر مما هي عليه الآن.

سيؤدي اندماج المجموعتين إلى ولادة واحدة من أضخم الشركات في العالم في هذا القطاع، إذ تقدّر القيمة السوقية لـ"ريثيون" و"يونايتد تكنولوجيز" مجتمعتين بحوالى 168 مليار دولار وفقًا للأسعار التي أغلقت عليها الأسهم يوم الجمعة، علمًا بأن عملية فصل شركات "يونايتد تكنولوجيز" ستقلّص بعض الشيء القيمة السوقية للمجموعة.

على سبيل المقارنة، فإنّ القيمة السوقية لبوينغ بلغت 199 مليار دولار بحسب سعر الإغلاق في سوق الأوراق المالية يوم الجمعة، بينما بلغت قيمة شركة لوكهيد مارتن 100 مليار دولار وقيمة أسهم شركة إيرباص الأوروبية 94 مليار يورو (حوالى 104 مليارات دولار). وفي 2018 حققت ريثيون مبيعات بقيمة 27 مليار دولار وربحًا صافيًا يكاد يناهز 3 مليارات دولار.

من جانبها، حقّقت "يونايتد تكنولوجيز" في الفترة نفسها مبيعات بقيمة 66.5 مليار دولار، وربحًا صافيًا يبلغ 5.3 مليارات دولار.

ومن المتوقّع أن يحقق الاندماج بين المجموعتين وفرًا بقيمة 1 مليار دولار اعتبارًا من السنة الرابعة من عمر المجموعة الوليدة، بحسب ما أفادت الشركتان في بيانهما المشترك.
&