طُلب من اليابانيين تجنب التجمعات في موسم تأمل أزهار الكرز
Reuters
طُلب من اليابانيين تجنب التجمعات في موسم تأمل أزهار الكرز

في مثل هذه الأيام من كل عام، يستمتع اليابانيون وملايين السياح ببدء موسم "هانامي" أو تأمل زهور الكرز.

وتعد تلك الأيام بالغة الأهمية لليابان من الناحيتين الثقافية والاقتصادية.

وتاريخيا تمثل هذه المناسبة عيدا يلتقي خلاله الأصدقاء والعوائل اليابانية ويخرجون للنزهة تحت أشجار الكرز التي تبدأ براعمها وأزهارها بالتفتح في هذه الأيام. وهي بالنسبة للأجيال الجديدة فرصة لالتقاط الصور التذكارية ونشرها عبر إنستغرام ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

بيد أن هذا التقليد سيتعطل هذا العام جراء تفشي وباء فيروس كورونا. كما أن حشود السواح الأجانب ستظل بعيدا في بلدانها خوفاً من عدوى الفيروس.

ويتحدث كاتسوهيرو مياموتو من جامعة كانساي عن الأهمية الاقتصادية لموسم هاناي قائلا: "إن لموسم تفتح زهور الكرز تأثيرات اقتصادية كبيرة جدا في اليابان سنويا".

موسم هانامي أو تأمل أزهار الكرز تقليد ثقافي ذو جذور عميقة في الثقافة اليابانية
Getty Images
موسم هانامي أو تأمل أزهار الكرز تقليد ثقافي ذو جذور عميقة في الثقافة اليابانية

وقدر عدد السياح الذين يزورون اليابان خلال هذا الموسم، الممتد بين شهري مارس/آذار ومايو/ أيار، بنحو ثمانية ملايين ونصف المليون سائح، ويجلبون للاقتصاد الياباني نحو 650 مليار ين (ستة مليارات دولار).

ويوضح سيجيرو تاكيشيتا من جامعة شيزوكا مدى أهمية هذا الموسم، الذي يلتقي فيه الناس ويتنزهون ويأكلون ويشربون ويستمتعون بالتنزه تحت ظلال الأشجار، للاقتصاد الياباني قائلا: " نحن نستخدم تعبير 'فُتحت المحفظة' في إشارة إلى توجه الناس للإنفاق بسخاء في هذه الأيام".

ويضيف "لدينا ارتباط عاطفي كبير بهذا النوع من الزهور وبموسم تأملها... وثمة العديد من العوامل الثقافية، والكثير من العوامل التاريخية تقف وراء ذلك".

بيد أن هذا العام شهد إلغاء موسم "هانامي" في عموم البلاد في إطار محاولة السلطات الحد من انتشار فيروس كورونا.

وحضت مُحافظة طوكيو، يويكو كويكي، الأسبوع الماضي الناس على التوقف عن عقد تجمعاتهم التقليدية.

تنتشر صور موسم هانامي في وسائل التواصل الاجتماعي
Getty Images
تنتشر صور موسم هانامي في وسائل التواصل الاجتماعي

وفي الوقت الذي أشارت كويكي إلى الأهمية الثقافية لموسم هاماني دعت الناس إلى أخذ الدروس من التجربة الإيطالية وتجنب ما يقود إلى تفشي الفيروس في البلاد.

ويتوقع البروفسور مياموتو أن مثل هذه الإجراءات للتعامل مع تفشي وباء فيروس كورونا ستضرب بقوة موسم السياحة وأعداد السائحين القادمين إلى اليابان، حيث ستنخفض الواردات إلى أكثر من الثلث لتصل إلى أقل من 400 مليار ين.

وخلص مياموتو إلى القول: على الرغم من ذلك فإن الوضع ليس قاتما جدا "فحالما ينتهي تفشي فيروس كورونا، أعتقد أن موسم زهور الكرز سيتفتح في اليابان من جديد".