واشنطن: أعلنت شبكة خطوط أنابيب البنزين الأميركية الرئيسية استئناف تسليم منتجاتها الخميس بعدما أغلقتها بسبب هجوم إلكتروني ترجح واشنطن أن مصدره روسيا، لكن محطات الوقود على امتداد الساحل الشرقي لا تزال تواجه نقصا في الإمداد بعدما تدفق عليها الزبائن بدافع الذعر.

أشاد الرئيس جو بايدن بـ"الخبر السار"، وحثّ الأميركيين على التزام الهدوء مع عودة الإمدادات لوضعها العادي خلال الأيام القليلة المقبلة.

وصرح بايدن للصحافيين في البيت الأبيض أنه بينما "لن نشعر بالتأثير في محطات البنزين على الفور" ستكون هناك "عودة إلى الحياة الطبيعية تبدأ في نهاية هذا الأسبوع وتستمر في الأسبوع المقبل".

اصطف سائقو سيارات مذعورين من فلوريدا إلى ماريلاند في محطات الوقود في محاولة لملء خزاناتهم وأوعية جاؤوا بها، وأدى ارتفاع الطلب إلى تجاوز متوسط السعر الوطني ثلاثة دولارات للغالون لأول مرة منذ أواخر عام 2014 على الرغم من جهود الحكومة لتخفيف أزمة الإمداد.

وقالت شركة كولونيال بايبلاين في وقت مبكر الخميس إنها أحرزت "تقدما كبيرا" في استئناف عمليات التسليم بعد أن أعلنت الأربعاء بدء إعادة تشغيل شبكتها.

وأضافت في بيان أنه "بدأ تسليم المنتجات في غالبية الأسواق التي نخدمها. وبحلول منتصف النهار اليوم، نتوقع أن كل سوق نخدمه ستتلقى منتجا عبر نظامنا".

وأوضحت أن بعض خطوطها، بما في ذلك تلك الموجودة في فيرجينيا، ستشهد عودة الإمدادات في وقت لاحق الخميس.

نفد الوقود في أكثر من نصف محطات الوقود في فيرجينيا بعد أن فرغت خزاناتها نتيجة تدفق الزبائن، وفقا لبيانات صدرت الخميس عن موقع "غاز بادي" المتخصص.

واجهت جورجيا مستوى نقص مماثل، لكن الوضع تحسن في العديد من الولايات الأخرى.

وقال بايدن "أعرف أن رؤية طوابير في المضخات أو محطات دون بنزين يمكن أن تكون ضاغطة للغاية، لكن هذا وضع مؤقت. لا تحصل على كمية بنزين أكثر مما تحتاج (...) لا داعي للذعر".

أغلقت شركة كولونيال بايبلاين شبكتها بعد مهاجمة أنظمتها الإلكترونية مساء الجمعة وطلب القراصنة فدية.

وفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ، دفعت الشركة 5 ملايين دولار فدية للقراصنة، وهو ما يتناقض مع تقرير لصحيفة الواشنطن بوست جاء فيه أن الشركة لن تدفع مقابل إنهاء قرصنة أنظمتها.

تشغّل الشركة أكبر نظام خطوط وقود في الولايات المتحدة، ينقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكان عبر 5500 ميل (8850 كيلومترا) من القنوات التي تخدم 50 مليون مستهلك.

وعلّقت الحكومة مؤقتا العمل بلوائح الهواء النظيف وقواعد الشحن والنقل بالشاحنات للمساعدة في إيصال الوقود إلى المناطق المتضررة بسرعة.

من جهته، قال باتريك دي هان المحلل في موقع "غاز بادي" على تويتر، "الآن تهدأ الأمور مع بعض التحسن. سيستغرق ذلك أسبوعين/بضعة أسابيع"، لكنه حذر من أن "التحسّن قد يكون بطيئا".

نبّه دي هان أيضا من أن الأسعار قد تظل مرتفعة لبعض الوقت، خاصة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع في "يوم الذكرى"، البداية التقليدية لموسم السفر الصيفي للأميركيين.

وأضاف أن "الوضع سيستغرق بالتأكيد وقتا وسيتحسن ببطء بسبب ارتفاع عدد الانقطاعات وعدد محطات التزود بالوقود".

أكد الرئيس الأميركي أن لا علاقة للحكومة الروسية بالهجوم الإلكتروني، لكنه أشار إلى أنه سيثير القضية خلال قمة مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتعتقد واشنطن أن مجموعة إجرامية مقرها روسيا استهدفت خط الأنابيب.

ولدى سؤاله إن كان بوتين أو الحكومة الروسية على علم بالهجوم، قال بايدن بعد التفكير للحظات "أنا واثق من أنني قرأت التقرير الصادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي وحاء فيه أن (لا بوتين) ولا الحكومة" كانوا على علم.

وتابع "لكن لدينا سبب قوي للاعتقاد بأن المجرمين الذين نفّذوا الهجوم يعيشون في روسيا. صدر من هناك".

وذكر بايدن أن إدارته أجرت "اتصالات مباشرة مع روسيا" وأن هناك حاجة لمعايير دولية لتشديد السيطرة على مجموعات إجرامية كهذه.

وتابع "أفترض بأن هذا سيكون أحد المواضيع التي سأتحدث مع الرئيس بوتين بشأنها".

ومن المتوقع أن يلتقي بايدن بالرئيس الروسي خلال زيارة مرتقبة إلى أوروبا في حزيران/يونيو، وسيكون اللقاء الأول بينهما منذ تولى السلطة.