أصبحت السلفادور أول دولة تقبل عملة "بيتكوين" الرقمية عملة رسمية في البلاد، في خطوة دفعت إلى طرح نقاش بشأن فرص ومخاطر استخدام العملة المشفرة.

وسيكون لزاما على المتاجر، قدر الإمكان، قبول العملات الرقمية المثيرة للجدل كوسيلة قانونية للدفع اعتبارا من اليوم الثلاثاء.

وثمة توقعات أن يلجأ ملايين الأشخاص إلى تحميل تطبيق المحفظة الرقمية الجديد للحكومة، والذي يمنح ما قيمته 30 دولارا من عملات البيتكوين مجانا لكل مواطن.

ويشتري مستخدمو بيتكوين في شتى أرجاء العالم ما قيمته 30 دولارا من العملات الرقمية من أجل الدعم والمساعدة في تعزيز قيمة العملة المضطربة.

حماس لعملة بيتكوين

قال دانيال هرقل، سائق سيارة أجرة في السلفادور يبلغ من العمر 26 عاما، إنه متحمس لهذه الخطوة، لكنه قلق بشأن مدى استقرار أرباحه.

وأضاف: "قبلت الدفع بعملة بيتكوين منذ شهرين تقريبا بعد أن علمت أن الخطوة ستُتخذ. دفع لي أحدهم 40 دولارا بعملة بيتكوين مقابل رحلة إلى المطار، بيد أن ذلك نادرا ما يحدث، نحو 10 في المئة فقط من الزبائن يفضلون الدفع بعملة بيتكوين".

ويقول دانيال إن تكلفة تحويل بيتكوين إلى العملة المحلية - الدولار الأمريكي - مرتفعة بنسبة 10 في المئة، لذلك فهو يستخدم هذه الأموال في حساب توفير.

دانيال هرقل في سيارته
BBC
يقبل دانيال هرقل، سائق سيارة أجرة، عملة بيتكوين منذ أسابيع لكنه قلق بشأن استقرارها

ويأمل في زيادة محفظته إلى نحو ألف دولار بعملة بيتكوين، بيد أنه يخشى انهيار العملة.

ويضيف: "إنها واحدة من أكثر الأشياء التي تقلقني. خسارة الأموال بعد أيام طويلة من العمل لن يكون جيدا".

تقلبات بيتكوين

شهد العام الماضي ارتفاعا كبيرا في قيمة بيتكوين ثم تراجعت العملة بشكل حاد.

وسجلت العملة الواحدة زيادة من نحو 10 آلاف دولار في سبتمبر/أيلول عام 2020 إلى مستويات مرتفعة بلغت 63 ألف دولار في أبريل/نيسان 2021 ثم تراجعت إلى 30 ألف دولار في يوليو/تموز العام الجاري.

كما سجلت قيمة بيتكوين زيادة خلال الأسابيع الأخيرة إلى 51 ألف دولار، وأرجع بعض الخبراء ذلك إلى الوضع في السلفادور.

وكُتب منشور على صفحة بيتكوين، التي يتابعها 3 ملايين شخص على موقع ريديت: "كلنا نشتري بيتكوين بقيمة 30 دولارا يوم الثلاثاء؟"

شكوك بشأن التشفير

على الرغم من ذلك خلص مسح استقصائي، أجرته جامعة أمريكا الوسطى، إلى أن 4.8 في المئة فقط من أصل 1281 شخصا شملهم المسح يعرفون ما هي بيتكوين وكيف يستخدمونها.

وقال ما يزيد على 68 في المئة ممن شملهم المسح إنهم لا يوافقون على استخدام العملة المشفرة كعملة رسمية.

وقالت جانيت ساندوفال، البالغة من العمر 70 عاما، والتي تعمل في بيع منتجات البقالة مع ابنها وتوصيل الطلبات إلى المنازل، إنها لن تتورط.

وأضافت: "أنا منفتحة دائما على التغيير، لكن هذه المرة أنا لا أوافق. يقول الزبائن إنهم لن يدفعوا بعملة بيتكوين".

جانيت ساندوفال
Google
تشك سيدة الأعمال جانيت ساندوفال في اعتماد بلدها عملة بيتكوين

وقالت: "يوجد في بلدي كثير من الأميين ولا يكادون يملكون هاتفا محمولا، ليس هاتفا ذكيا، بل أحد الهواتف القديمة. ولن يستخدموه".

وأضافت: "في الوقت الحالي، لن أقوم بتحميل التطبيق، لكن يوما ما سأضطر إلى ذلك، لست مهتمة بهذه الثلاثين دولارا التي سيمنحوها، أنا أفضل كسب النقود بالجهد والعرق، دائما أفعل ذلك".

اعتراضات على بيتكوين

وضعت البلاد ما يزيد على 200 ماكينة جديدة للصرف النقدي في جميع أنحاء البلاد، لتوفير إمكانية تحويل عملات الدولار إلى بيتكوين.

وكانت الاحتجاجات الأخيرة في العاصمة، سان سلفادور، قد أظهرت انعدام ثقة المواطنين الذين يشعرون أن هذا الإجراء يهدف إلى صرف الانتباه عن أداء الحكومة المثير للجدل.

سيطرة الحكومة

تسير العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم، مثل الصين، في الاتجاه المعاكس وتحاول تقييد استخدام العملة المشفرة بزيادة اللوائح.

وعلى الرغم من ذلك يعتقد جيرسون مارتينيز، المقيم في السلفادور سابقا والمتحمس الآن لبيتكوين في الولايات المتحدة، أن السلفادور لن تكون آخر دولة تتبنى عملة بيتكوين.

وأضاف: "يصعب وصف الأمل والفرح اللذين يجعلاني أشعر بأن بلادنا هي أول قطعة دومينو تقع في هذا التحول الذي لا مفر منه".