نيويورك: يحفل معرض ديترويت للسيارات الذي يعود الأربعاء بعد توقف عامين بسبب جائحة كوفيد-19، بعدد كبير من السيارات الكهربائية، في مؤشر على الخطوات الأولى نحو التحوّل الذي بدأ في قطاع تصنيع السيارات الأميركية.

وينعقد المعرض هذه السنة في أيلول/سبتمبر بينما كان يُقام في العادة خلال كانون الثاني/يناير. ويعود السبب في ذلك إلى إمكان تنظيم بعض فعالياته في الهواء الطلق. وتعتمد المعرض العائد مقاربة جديدة تتمثل في بهرجة أقل من التي كانت سائدة في نسخاته السابقة.

وتحمل أجواء المهرجان طابعاً مختلفاً هذه السنة، بينما كان يشتهر سابقاً بتوزيع حلوى الـ"بيتي فور" وصناديق الشمبانيا من كبرى شركات تصنيع السيارات في ديترويت والمجموعات العالمية الكبيرة من أمثال "تويوتا" و"مرسيدس بنز" تزامناً مع عروض صاخبة لمركباتها الجديدة.

ألبرتس

ويقول المدير التنفيذي لاتحاد أصحاب الامتياز في ديترويت رود ألبرتس "لا يمكننا الاستمرار في القيام بما كنّا نفعله سابقاً"، مضيفاً "إنّ المخاطرة ضرورية في مرحلة ما".

وخلافاً للمرحلة الزمنية التي كان خلالها يُقام المهرجان في الشتاء، ستُتاح للزوار فرصة اختبار السيارات في مركز مدينة ديترويت. ومن شأن عرض عنوانه "معرض فوق معرض" أن يظهر قدرات مركبات التنقل الجوي الناشئة.

ويشكل هذا العرض كذلك خطوة لتعويض النقص الحاصل في تصنيع سيارات جديدة، والذي يعود سببه إلى غياب المجموعات العالمية الكبرى.

وتقول المحللة ميشال كريبس من "كوكس أوتوموتيف" إن "الأيام التي كانت فيها معارض السيارات تأخذ حيزاً كبيراً من تغطيات وسائل الإعلام ولّت".

في أوروبا

وليس معرض ديترويت للسيارات الأول الذي يواجه مسائل مرتبطة بوجوده. ففي أوروبا، أُلغي معرض جنيف للعام الرابع على التوالي وسيُنقل إلى العاصمة القطرية الدوحة، فيما نُقل معرض فرانكفورت إلى ميونيخ وأصبح مخصصاً لـ"التنقل".

ومن المتوقع أن يكون معرض باريس للسيارات المقرر انعقاده في الشهر المقبل أصغر مما كان عليه سابقاً.

تغييراتٌ رئيسية

ويرتبط أحد التغييرات الرئيسية في المهرجان بإطلاق نماذج جديدة، إذ اكتشف مصنعو المركبات خلال فترة الجائحة مزايا عرض السيارات عبر الإنترنت، وهي خطوة أقل تكلفة من عرض المركبات على منصة في المعرض.

ولجأت شركة "جنرال موتورز" إلى هذا الخيار مع سيارتها المنتظرة Equinox EV، التي عُرضت الخميس عبر الإنترنت، أي قبل أسبوع على انطلاق مهرجان ديترويت.

وقد تشكل شركة "فورد" الحدث في المهرجان مع كشفها عن الجيل السابع من سيارات ماستانغ الذي لم تكشف المجموعة أي تفاصيل عنها لا سيما تلك المتعلقة بمحركاتها وما إذ كانت كهربائية أم محركات احتراق داخلي.

وكان مدير "فورد" العام جيم فارلي أعلن في تموز/يوليو الفائت عبر تويتر إطلاق الجيل الجديد من ماستانغ، فيما نظمت الشركة سباقاً جمع الأجيال الستة السابقة وعبر تسع ولايات انطلاقاً من واشنطن وصولاً إلى ميشيغن.

وتعتزم شركة "ستيلانتس" أيضاً الكشف عن بعض مركباتها الجديدة في مهرجان ديترويت.

ويعتبر المحللون أن تطور المهرجان ينبغي أن يستمر بعيداً عن كونه حدثاً إعلامياً ضخماً ليعود إلى أهدافه الأساسية ويقترب من المستهلكين.

وترى جيسيكا كلدويل، وهي المديرة التنفيذية للأبحاث في شركة "إدموندز" للسيارات أنّ "تجربة الزبائن ووجود مكان يتيح لهم مشاهدة السيارات من دون التعرض لضغوط خطوة بالغة الأهمية".

إلا ان مهرجان ديترويت يبقى حدثاً إعلامياً مع أكثر من 2000 صحافي من نحو 30 دولة يتولون تغطية فعالياته. ويرى رود ألبرتس أنّ التحول إلى السيارات الكهربائية يتيح أيضاً للجمهور "فهم هذه التقنية الجديدة واعتمادها بصورة أفضل".

وبينما يصعب التكهّن بصورة دقيقة لحجم الحضور بعد عامين من الغياب، يشير ألبرتس إلى أنّ وصول عدد الزائرين إلى 500 ألف شخص سيُسجل نجاحاً لمهرجان جذب أكثر من 700 ألف زائر في عزّ مجده.