أريدايا (اليونان): تحت أشجار الدلب في سهل بيلا شمال اليونان، يقوم المزارعون بتنظيف منتجات الكراث باستخدام مياه نهر صافية، في أسلوب قديم يوفّر كميات من المياه ويؤدي إلى خفض البصمة الكربونية المرتبطة بهذه الممارسة.

ويشير المزارع كوستاس أنطونيو (48 عاماً) الذي يتولى أيضاً رئاسة بلدية أريدايا، إلى أنّ النهر "يبقي الكراث طازجاً (...) ويجنّب المزارعين استخدام مياه الصنابير في منازلهم لغسل المزروعات".

وتعلّم أنطونيو هذه الممارسة التي "تتوارثها الأجيال" على قوله، من أجداده. ويوضح أنّ منبع النهر يقع على بعد 500 متر فقط من المنطقة.

ويؤكد زميله الستّيني إلياس كامباكيس أنّ مياه النهر نظيفة جداً، والدليل على ذلك هو أنهت تُستخدم للشرب. ويلفت إلى أنّ "سمك السلمون المرقط يعيش داخل هذه المياه، فيما يُعرف أنّ هذا النوع يبحث عن المياه الصافية".

وبعد قطفه مباشرة، ينبغي أن يبقى الكراث المجموع ضمن حزم بين ست إلى اثنتي عشرة ساعة في المجرى المائي ذي التدفق البطيء.

وعند إزالة الكراث من الماء، يجري تنظيف جذوره التي يُطلق عليها محلياً تسمية "الشوارب"، من الوحل وتصبح المنتجات بذلك جاهزة لبيعها في الأسواق.

إنتاج 1600 طن سنوياً

وفي أريدايا التي يبلغ عدد سكانها نحو 500، يُسجّل إنتاج 1600 طن من الكراث سنوياً يتولاه صغار ملاك الأراضي الذين يشارك جميع أفراد أسرهم من الشباب إلى كبار السن، في هذه "المهمة الشاقة التي تتطلب ممارستها أشخاصاً عدة"، بحسب كوستاس أنطونيو.

وينبغي اقتلاع كل نبتة من الكراث ثم تنظيفها وجمعها يدوياً، قبل أن يصار إلى تحميلها داخل شاحنات تتجه بعدها إلى النهر.

ويستخدم المزارعون مبيدات الآفات العضوية وتحديداً الزبل كسماد، ويتوقفون عن استخدام المبيدات قبل شهر ونصف الشهر أقله من الحصاد.

أما الفائدة البيئية الرئيسة من هذه الممارسة فتتمثل في أنّ الشركات المصنعة تستخدم آلات كبيرة لتنظيف الكراث وتستهلك تالياً كميات كبيرة من الطاقة، بينما تساهم هذه الطريقة في توفير المياه وتخفّض البصمة الكربونية الناجمة عنها.

لولا هذا النهر، لكان مزارعو القرية استخدموا كميات كبيرة جداً من مياه الصنابير لتنظيف الخضر.

وتقول إيفانجيليكا بابادوبولو التي تعمل عائلتها في مجال إنتاج الكراث منذ ثلاثة عقود إنّ "عملنا أسهل بكثير ويحمل نتائج أفضل مقارنة بآلات تنظيف الخضر التي يستخدمها كبار المنتجين".

وتضيف المرأة البالغة 49 عاماً إنّ "القرية بأكملها تجتمع عند مجرى النهر (...) نعمل ونتحادث، ونغيظ بعضنا البعض".