إيلاف من لندن: تبدأ جامعة كوين ماري في لندن بتدريس نجمة البوب العالمية تايلور سويفت كمادة تضيفها قريباً الى منهجها الدراسي، وقد سبقتها إلى ذلك جامعة في بلجيكا، أعلنت عن دورة مماثلة تبدأ هذا الخريف وتحمل عنوان "الأدب: بنسخة تايلور".

في هذا السياق، تناولت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في تقرير مشوق ظاهرة الانتشار الواسع لنجمة البوب العالمية، والتأثير الضخم الذي حققته في وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الأرباح الباهرة التي تحققها هذه النجمة.

وفي مثال مُلهم، تقدم الصحيفة البريطانية معلومة تُظهر مدى قوة تأثير تايلور سويفت على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، حيث جذبت 35,000 مصوت في يوم واحد فقط. هذا الإنجاز يثبت مدى تأثيرها على جمهورها عبر هذه الوسيلة.

ومع التركيز الأكبر على ما أُطلق عليه "اقتصاد الشهرة"، يُشير التقرير إلى أن تايلور سويفت قادت هذا الاقتصاد إلى مستويات غير مسبوقة من النمو مقارنةً بغيرها من الشخصيات العامة والمشاهير العالميين. حيث يبدو أنها تُحفز النمو وتزيد من الإيرادات في أي مكان تذهب إليه، كما حدث عندما أقامت ثلاث حفلات في شيكاغو وساهمت في انتعاش قطاع السياحة فيها، وفقاً لتصريحات حاكم ولاية إلينوي الأميركية. وعندما انتشرت أخبار علاقتها بلاعب كرة القدم المشهور ترافيس كيلس، ارتفعت مبيعات قمصانه بنسبة 400 في المئة.

وينكب الاقتصاديون على تحليل مفهوم "سويفتونوميكس" أو "اقتصاد سويفت"، القائم على مقولة "حيثما تخطو تايلور، تنمو الشركات وتزدهر".
وتعقيباً على الزيادة الكبيرة في أرباح الأعمال المرتبطة بتايلور سويفت، يقول رئيس إحدى الشركات الرائدة في مجال أبحاث السوق أن اقتصاد تايلور سويفت يفوق حجم اقتصاد 50 دولة، وإن ولاء جماهيرها لها يقترب من الولاء لتاج ملكي من حيث أعداد المعجبين.

ومع ذلك، تحذر الصحيفة من أن اقتصاد الشهرة غالبًا ما يكون هشًا ومعرضًا للانهيار، مشيرةً إلى أن هناك عددًا قليلًا جدًا من نجوم الموسيقى والفنون الذين يحققون ثروات هائلة، بينما يعاني العديد من الفنانين من صعوبة في تحقيق النجاح، حيث يحتاجون إلى ملايين الاستماعات لأغانيهم لتعويض الحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة لعام كامل. ونظرًا لتركز الثروات في أيدي عدد قليل من الأشخاص، يُعتبر الاقتصاد هشًا ومعرضًا للانهيار بسهولة.

ويشير تقرير "ذا غارديان" إلى ارتفاع الخطورة فيما يتعلق بإمكانية انهيار اقتصادات الشهرة، خاصةً عندما نأخذ في الاعتبار أن 1 في المئة فقط من المغنين يحصلون على 90 في المئة من أرباح هذا القطاع، وهو الوضع الذي ينطبق على قطاعات أخرى مثل الرياضة والفنون. ومع انتشار هذه القطاعات على مستوى العالم، تزيد مخاطر انهيارها نتيجة غياب طبقة متوسطة داخلها.

غالباً ما تكون أذواق الجمهور متقلبة وغير متوقعة، وسواء أكانت تايلور سويفت تستحق الشهرة التي حققتها أم لا هو السؤال الخاطئ، إذ من الأجدى القلق بشأن ثقافة ترتقي بعدد قليل جدًا من الأفراد إلى مستويات كبيرة جدًا، من دون أن تهتم وترعى وتحتضن البقية.

* أعدت إيلاف هذا التقرير عن "ذا غارديان". للاطلاع على التقرير الأصل هنا