إيلاف من دبي: قال تقرير نشرته صحيفة "غلوبز" الاقتصادية الإسرائيلية إن المتضرر الأول من هجمات الحوثيين عند مضيق باب المندب بالبحر الأحمر هو الاقتصاد المصري، وليس الاقتصاد الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تساهم عائدات قناة السويس بنسبة 2 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي المصري، وهي جزء مهم جدًا من اقتصاد البلاد الغارق في الديون. تضيف: "في القاهرة، يخشى المصريون من أن تؤدي هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى ارتفاع تصنيف المخاطر للقناة، وبالتالي تتخلي السفن عن المرور بها، بوصفها طريقًا حيوية بين الشرق والغرب.
يقول الدكتور أوفير وينتر، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب للصحيفة: "أحد المخاوف الرئيسية لمصر هو أن تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية، وتزعزع استقرار الشرق الأوسط وتؤثر سلباً على وضع مصر الأمني والاقتصادي".
يتحرك عبر القناة نحو 12 في المئة من التجارة العالمية، و5 في المئة من النفط الخام، و8 في المئة من الغاز الطبيعي المسال، و10 في المئة من المنتجات النفطية، وهي البوابة الشمالية للمدخل والخروج إلى البحر الأحمر، حيث يتمركز الحوثيون، وتعتبر مصدرًا مهمًا للدخل المصري، ويمر عبره في المتوسط 50 سفينة يوميًا ويمثل 30 في المئة من حركة الحاويات في العالم.
قفزة كبيرة مهددة
في العام المالي 2022-2023، أدخلت مصر مبلغًا قياسيًا قدر بنحو 9.4 مليارات دولار من القناة، بعد 8 مليارات دولار في العام السابق. وفي الوقت نفسه، سمح التعافي من كورونا لمصر، بحسب البنك الدولي، بإنهاء عام 2022 بنمو 6.6 في المئة. وفي خلال النصف الأول من العام المالي الماضي، ارتفعت مساهمة قناة السويس في الناتج المحلي الإجمالي المصري إلى نحو 2.91 مليار دولار، ما يمثل قفزة بنسبة 75 في المئة على المستوى السنوي.
تقول الصحيفة الإسرائيلية: "بسبب هذا الاعتماد المتزايد على قناة السويس، تستثمر الحكومة المصرية نحو 4 في المئة من إجمالي استثمارات الدولة فيها. ونمت الاستثمارات في النصف الأول من العام الماضي بنسبة 25 في المئة إلى نحو 390 مليون دولار. ومع ذلك، فإن مصر غارقة في الديون. وبينما زادت الاستثمارات في القناة، تقدمت القاهرة العام الماضي بطلب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، لكنها لم تستوف الشروط. ولذلك فإن الحل الذي تم التوصل إليه في أكتوبر من العام الماضي هو قرض بقيمة 3 مليارات دولار موزعة على 46 شهرا".
يقول دين شموئيل إلمز، المحلل العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي، في مقالته بالصحيفة إن هجمات الحوثيين تقلق قطاع الشحن الإسرائيلي والعالمي، وإن شركة "زيم" الإسرائيلية حولت بالفعل خط سير السفن إلى طريق حول إفريقيا للوصول إلى إسرائيل، وكذلك فعلت "ميرسك"، متوقعًا أن يستمر ذلك لفترة طويلة. يضيف إلمز: "القلق الرئيسي في إسرائيل يتركز على التأخير وزيادة تكلفة سلاسل التوريد، لكن مصر قلقة فعلًا من العواقب على قناة السويس، فعندما ترفض السفن عبور البحر الأحمر، فهذا يعني خسارة كبيرة لقناة السويس".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غلوبز" الإسرائيلية
التعليقات