كثيراً ما نسمع عن النشرة الاقتصادية في الأخبار أو أسهم الشركات والأسواق المالية، كما أن هذه الأمور تصادف رجال الأعمال ومدراء الشركات. حيث تقترن هذه الأخبار بالعديد من الإحصائيات والأرقام والمؤشرات والرسومات البيانية التي تتحدث عن أرباح وأرقام. فما هي هذه الأرقام.
هذه أسواق التداول، والتي تختلف بحسب طبيعة الأصول المتاحة للبيع والشراء ومكان تواجد السوق وغيرها. سوف نتحدث في التالي عن التداول، كيف يمكنك أن تتداول وتحقق أرباحاً، وما هي أشهر الأسواق المالية.
ما هو التداول؟
يشير التداول إلى بيع وشراء السلع أو البضائع أو الأصول وتحقيق أرباح. ببساطة، يمكنك الربح من التداول عبر شراء سلعة بسعر منخفض وبيعها بسعر مرتفع وتحقيق الفارق كعوائد. هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع وانخفاض الأسعار، منها تغير الطلب والعرض المرتبط بالسلعة المعينة وغيرها.
لنتحدث بصورة سريعة عن الطلب والعرض، إذا ازداد الطلب على السلعة يزداد سعرها، والعكس صحيح. كما أنه عند ازدياد العرض على سلعة (أو وفرتها بكثرة) يؤدي إلى انخفاض سعرها، والعكس صحيح، ندرة السلعة يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
تتغير مؤشرات الطلب والعرض في جميع أسواق التداول بسبب وجود الملايين من التجار حول العالم الذين يقومون بشراء وبيع مختلف السلع. بالتالي، تتذبذب الأسعار، مما يؤثر على عمليات البيع والشراء.
أسواق التداول
عندما نتحدث عن أسواق التداول، فنحن نتحدث عن البضائع أو الأصول التي يمكنك بيعها وشراءها حول العالم، حيث يوجد مختلف طرق تحقيق العوائد من البيع والشراء في الأسواق التجارية التالية.
بورصة أسهم الشركات
يشير سهم الشركة إلى حصة من الملكية العامة للشركة، حيث تقوم بعض الشركات العالمية بإدراج ملكيتها للتداول العام، حيث يقوم المستثمرين ورجال الأعمال بشراء هذه الحصص، أو الأسهم، لوضع الأموال في أيدي الشركات وزيادة السيولة فيها.
تقوم كل شركة مدرجة بطرح عدد معين من الأسهم قد يتراوح من بعض الآلاف إلى مئات الآلاف من الحصص المعروضة للتداول في الأسواق التجارية. ترتبط هذه الأسهم بأداء وأرباح الشركة، فإذا حققت الشركة زيادة في الأرباح الربعية أو السنوية، يزداد الطلب على هذا السهم بسبب قدرته على جلب الأرباح، بالتالي يزداد سعر تداول السهم.
تقوم الشركات بطرح أسهمها في مختلف الأسواق، فمنها الأسواق العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية أو سوق لندن للأسهم، كما يوجد أسواق محلية مثل سوق الأسهم السعودية وغيرها. فتداول الأسهم من أكثر الطرق شيوعاً لتحقيق الأرباح.
سوق صرف العملات الأجنبية (فوركس)
سوق الفوركس، أو صرف العملات الأجنبية هو من أكبر أسواق المال في العالم، حيث تتجاوز قيمة التداولات (عمليات البيع والشراء) 6 تريليون دولار في اليوم الواحد. يشير سوق صرف العملات إلى عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية، فمثلاً، إذا سافرت من السعودية إلى أمريكا، سوف يتوجب عليك صرف الريال السعودي والحصول على دولار أمريكي، وهذه العملية جزء بسيط من سوق الفوركس، فما بالك إذا تم بيع وشراء الملايين من العملات عدة مرات خلال بضعة ساعات. هذا ما يجعل الفوركس أكبر سوق مالية!
يوجد في سوق الفوركس حوالي 180 عملية أجنبية ولكل منها قيمة مختلفة أمام العملة الأخرى، بالتالي، يوجد عدد هائل من الخيارات التي يمكنك التداول بها. كما أن سهولة شراء البضائع حول العالم والاتفاقيات التجارية العالمية، حيث تقوم كبرى الشركات بنقل بضائعها حول العالم، مما يقتضي بيع وشراء الملايين من الدولارات واليورو وغيرها، مما يساهم في جعل سوق صرف العملات من أشهر طرق التداول وجني المكاسب.
تداول السلع
ربما يعود تداول السلع إلى العديد من السنوات والقرون الماضية، حيث اعتاد الناس على تجارة السلع حول العالم، فتلك أبسط أوجه تداول السلع. أما اليوم، لقد تطور الأمر إلى وجود أسواق عالمية يتم فيها تداول السلع الأساسية مثل القطن والسكر والقمح والبن والعديد غيرها.
كما يعد النفط والغاز والذهب والفضة والنحاس من أشهر السلع التي يمكن تداولها، حيث يقوم البعض بتصنيفها في أسواق خاصة وذلك بسبب أهمية هذه السلع في التجارة العالمية وخاصة النفط والغاز. كما أن لهذه السلع قيمة كبيرة حيث يعتبر العديد الذهب مصدر تاريخي لحفظ الأموال عوضاً عن العملات، إضافة إلى النحاس والفضة، التي تعد من أبرز السلع التي يتم تداولها في الأسواق العالمية.
سوق السندات
تعود شهرة أسواق السندات إلى العديد من السنوات القديمة، حيث قامت الشركات الأمريكية بطرح وثائق ملكية لفترة محدودة مقابل مبلغ مالي معين، وبعد انتهاء فترة صلاحية السند يتم استرداده ويسترد المستثمر المبلغ الأولي الذي تم إيداعه لشراء السند. كما تقدم السندات أرباحاً شهرية أو ربعية طول فترة صلاحية الوثيقة، مما يقدم للتاجر عوائد مستمرة، قد تكون ضئيلة ولكنها متكررة.
تعد هذه الأسواق من أكثرها استقراراً وذلك بسبب توثيق جميع الشروط المالية المتعلقة بالسند خلال شرائه، مما يقلص المخاطر المتعلقة بتذبذب الأسعار سواءً في سهم الشركة أم في الاقتصاد العالمي.
العملات المشفرة (الكريبتو)
وهي آخر من انضم إلى الأسواق التجارية العالمية، والتي أصبحت من الحديث الشائع للعديد من هواة التكنولوجيا والتقنية المالية والتجارة الحديثة. تشير العملات المشفرة (عملات الكريبتو) إلى أموال رقمية يتم تخزينها ونقلها عبر الانترنت دون امتلاكها بشكل ملموس. تم ابتكار العملات المشفرة عام 2009، بداية من البتكوين. أما اليوم، فيوجد الآلاف من عملات الكريبتو.
لكل عملة مشفرة قيمة خاصة بالدولار، وتختلف هذه القيمة بحسب الطلب على العملة الرقمية، حيث لا يوجد لها قيمة ثابتة. فمثلاً، في بداية العام 2020 كان سعر البتكوين الواحد حوالي $5,000، أما في عام 2021 ازداد الطلب على العملة وازداد السعر إلى أكثر من $60,000، مما يعني أنه بامتلاكك على بتكوين واحد في ذلك الوقت كان بإمكانك تحقيق أرباحاً هائلة.
يوجد العديد من العملات المشفرة ولكل منها سعر صرف معين وآلية عمل مختلفة تتطلب الكثير من البحث والتعمق من أجل فهمها قبل شرائها.
التعليقات