الازهر يمنع كتابا عن"الاسلام الوهابي"

القاهرة من توماس بيري:قالت الجامعة الامريكية في القاهرة يوم الخميس ان السلطات الدينية المصرية حظرت كتابا عن مذهب اسلامي متشدد شاركت الجامعة في نشره بحجة أنه مسيء للعقيدة. وقال تيم سوليفان عميد الجامعة الامريكية في القاهرة ان قرار الازهر بحظر كتاب "الاسلام الوهابي.. من الاحياء والاصلاح إلى الجهاد العالمي" هو انتهاك للحرية الاكاديمية. وقال سوليفان لرويتز "يكتفون فقط بالقول انه مسيء للاسلام. يقولون فقط لا. لا يبررون الامر أو يفسرونه أو يخوضوا في تفاصيل."
وأفادت صحيفة الجمهورية يوم الخميس بأن الازهر قال إن الكتاب "يحتشد بالاخطاء ويقطر حقدا على الاسلام ويطعن في القران." وأضاف سوليفان أن جهات الرقابة الرسمية رفعت القرار إلى الازهر إذ أن الكتاب يتطرق الى الدين.
ويقوم الكتاب الذي ألفته ناتانا ديلونج باس على تحليل كتابات محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب المتشدد في شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر. وتطبق السعودية تعاليم المذهب الوهابي. وتقول حكومات غربية وبعض رجال الدين المسلمين ان الوهابية هي التي افرخت التطرف. ويقول سوليفان "ان الكتاب يدفع بشكل رئيسي بأن الجهاديين سطوا على (مباديء) الوهابية" مضيفا أن مراجعا متخصصا في الموضوع "أوصى بحماس أن ينشر الكتاب."
وأشار سوليفان إلى أن الجامعة الامريكية في القاهرة تشارك في نشر الكتاب على المستوى الاقليمي مع دار نشر جامعة أكسفورد ودار نشر أي.بي.تاوريس اللتين اشتركتا معا في نشر الكتاب في دول أخرى العام الماضي. وصادرت السلطات نحو ألف نسخة جرى استيرادها للبيع في مصر. وقال سوليفان "يبدو أن هيئة رقابة الازهر راجعته مرتين وخلصت إلى أنها لا تريد ادخاله إلى البلاد." وأضاف "هذه هي أول مرة يخضع فيها كتاب نشرته الجامعة الامريكية في القاهرة للرقابة."
وتابع بأنه يمكن ربط هذا القرار بالانتخابات البرلمانية في مصر حيث المجتمع محافظ دينيا. ومن المتوقع أن يشكل الاخوان المسلمين أكبر تحد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في الانتخابات التي ستبدأ في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

مؤسسة ابن رشد للفكر الحر تمنح جائزتها للكاتب المصري نصر حامد أبو زيد

القاهرة: منحت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر جائزتها هذا العام للكاتب المصري نصر حامد أبو زيدالذي نجح نشطون اسلاميون في استصدار حكم قضائي بتطليقه من زوجته. وقالت المؤسسة التي تتخذ من برلين مقرا لها في بيان يوم الخميس انها منحت الجائزة لابو زيد الذي غادر مصر اثر صدور الحكم قبل نحو عشر سنوات عن مجمل أعماله التي وصفتها لجنة التحكيم بأنها قراءة معاصرة للقران تقرب بين الفكر الاسلامي والحداثة. وتابعت في البيان الذي تلقت رويترز نسخة منه بالبريد الالكتروني "جائزة هذا العام للمفكر العربي الاسلامي المتميز والمجتهد في أصول الدين نصر حامد أبو زيد وذلك لكفاحه المتواصل من أجل اعادة قراءة معاني القران قراءة مستقلة عن التفسير التقليدي."
وأضافت أن أبو زيد المقيم في هولندا بعد أن اضطر الى ترك عمله أستاذا بجامعة القاهرة "دفع حريته الشخصية ثمنا لذلك. المفكر الاسلامي المصري والباحث في علوم اللغة العربية والعلوم الاسلامية نصر حامد أبو زيد ينقد القراءة التقليدية للقران ويدعو الى تفسير علمي مدعم بالحجج ينطلق من النص ليصنفه في سياقه التاريخي فيفرق بين المعاني العقائدية والمعاني التي فرضها السياق التاريخي."
ووصف البيان منهج الفائز بأنه قراءة معاصرة للقران تستعين بمناهج علوم اللغة والتاريخ "خاصة وأن النص القراني يحتمل قراءات وتفسيرات مختلفة. وقد ظهرت في التاريخ الاسلامي قراءات وتفسيرات متنوعة قبل أن يحتكر المسلمون المتشددون تفسيراتهم الاحادية المنفردة لمعاني الكلمات الالهية والتي حصروها في اطار المسموحات والمحرمات لا غير."
وأضاف أن أبو زيد يحاول "انقاذ القران من التقليدية التي تؤدي الى تشويه جوهر الدين. يريد اعادة تفسيره وتأويله من منظور همومنا الراهنة."
كان أبو زيد (62 عاما) في شبابه قريبا من جماعة الاخوان المسلمين وقد تخرج في كلية الاداب جامعة القاهرة عام 1972. وأثارت كتبه خاصة (مفهوم النص.. دراسة في علوم القران) جدلا في مطلع التسعينيات. وأقام بعض النشطين الاسلاميين دعوى حسبة ضد أبو زيد على اساس كتاباته وقدم للمحاكمة بتهمة الردة وقضت المحكمة بالتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس أستاذة الادب الفرنسي بالكلية نفسها وهذا ما دعاه للهجرة الى هولندا حيث يشغل كرسي ابن رشد بجامعة الانسانيات بمدينة أوتريخت.
ولابو زيد كتب منها (فلسفة التأويل.. دراسة في تأويل القران عند محيي الدين بن عربي) و(اشكاليات القراءة واليات التأويل) و(الامام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية) و(نقد الخطاب الديني) و(المرأة في خطاب الازمة) و(التفكير في زمن التكفير).
ومؤسسة ابن رشد للفكر الحر التي أسسها في ألمانيا عام 1998 عدد من المثقفين العرب في الخارج مؤسسة عربية تأخذ على عاتقها دعم حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي وبدأت تمنح جائزتها السنوية منذ عام 1999