مجلة quot;تشكيل مغربيquot; هي مجلة مغربية خاصة بالفنون التشكيلية، صدر عددها الأول بمراكش في وقت لا زال يعرف هذا المشهد شحا على مستوى الإصدارات المواكبة للمشهد التشكيلي في المغرب، والذي يعرف غنى على مستوى تجاربه بل ودينامية ملحوظة أعطت للثقافة التشكيلية ولمنجزها أفقا خصبا تولده تجارب عديدة تؤثث المشهد ككل.
تتكون مجلة quot;تشكيل مغربيquot; والتي يديرها الأستاذ جمال الدين القشيري من قسم تحريري بلسانين الأول عربي والثاني فرنسي وتتشكل هيئة التحرير من النقاد والباحثين: محمد زهير، محمد أيت لعميم، ابراهيم الحيسن، جمال الدين القشيري، أمال غالا، مصطفى بودجفاد، عبدالغني أوبلحاج.
في عتبة المجلة يؤكد الدكتور الناقد والقاص محمد زهير أن إصدار مجلة تشكيلية في شرط كشرطنا الثقافي quot;لا يحتاج لتعداد ودواعي هذا الصدور، بحكم أن الحاجة قائمة وماسة وملحة، الى درجة الاستغراب من أن لا تكون لنا أكثر من مجلة فنيةquot; خصوصا الشأن التشكيلي الذي يعوزه الكثير من quot;شروط التواصل والتداول والتعرف والانتشار بل والقراءة والتأطير والاستبار..quot; بفعل الدينامية وحيوية حركة التشكيل المغربي وتعدد تجاربه ورؤاه ويأتي إصدار مجلة quot;تشكيل مغربيquot; لسد حاجة ثقافية جمالية ملحة.
في القسم العربي عتبة أولى للناقد والمترجم محمد أيت لعميم يثير فيها الوضعية الشاذة لقاعة باب دكالة بالحيز من السور الأثري لمدينة مراكش منبها لضرورة التفكير في إنعاش قاعة العرض الوطنية، في حين يخطط الناقد التشكيلي ابراهيم الحيسن بورتريه للفنان الراحل عمر أفوس الذي يعتبر تجربته الصباغية غنية ومتنوعة وذات قوة إبداعية عالية تعكس مكانته الاستثنائية داخل ساحة التشكيل المغربي المعاصر. ويعود الناقد ابراهيم الحيسن لإثارة موضوع quot;التدريس بالكفايات في مادة التربية التشكيليةquot; ويروم المقال تسليط الضوء على ديداكتيك التربية التشكيلية بالتعليم الثانوي والإعدادي من خلال اقتراح مجموعة من الإجراءات والأنشطة العملية التي ينهض عليها تدريس المادة.
أما الدكتور عبدالغني أوبلحاج فيتناول موضوع quot;التراث بين التربية والسياحةquot; إذ تطرح مسألة التربية على التراث باعتبارها شعارا وطموحا، ليعود في القسم الفرنسي لإثارة موضوع quot;التراث والفن التشكيليquot; متلمسا كونية اللوحة المنفتحة على أفقها لكنها تستذمج آليات مقوماتها الحضارية. في القسم الفرنسي أجندة خاصة بالمعارض الفنية بالمغرب، إضافة لمقال تعريفي بالتشكيلي بن دحمان والذي يروم من خلاله الناقد جمال الدين القشيري فتح جسور جمالية بين النقد والتشكيل ولعل تجربة بن دحمان الغنية درس صباغي مفتوح على القراءة.
حوار quot;تشكيل مغربيquot; استضاف التشكيلي المغربي محمد شبعة أحد الوجوه التشكيلية الفاعلة في المشهد الفني المغربي ومن خلال حوار أجراه للمجلة ذ.عبداللطيف بنصفية يقدم الفنان محمد شبعة مساره الفني الذي أنطلق منذ سنة 1965 سنة عودته للمغرب بعد رحلة دراسية بروما واليوم يتابع فتح مسارات جديدة أمام التشكيل المغربي من خلال حركة البحث والأسئلة التي ظلت دائما تشغله..
ويعود الدكتور عبدالغني أوبلحاج لتأمل حركة الدعم الفني بالمغرب من طرف المؤسسات ومن خلال هذا السؤال يقدم الباحث وضعية الفن التشكيلي في المغرب وراهنه ولعلها صورة مصغرة على تركيبة الفعل والإنتاج الثقافي والفني داخل النظام المجتمعي ولعله أيضا نفس الأفق الذي تفتحه دراسة جمال الدين القشيري إذ لا يمكن الحديث على حركة نقد جمالية أسست تقاليدها داخل هذا النظام المجتمعي المركب ويربط الناقد القشيري أسئلته بسؤال عن اللوحة الفنية ذاتها التي تحتاج لتسمية بعيدا عن عزلتها ويتمها. يقارب ذ.مصطفى بودجفاد الحق الجمالي والثقافي الإنساني من خلال سؤال إنكاري عن الفن الذي يساهم البعض في تشويه درجة ألقه وتميزه ولعل بعض التجارب ساهمت في تثبيت هذه الرؤية، إذ ألا تعتبر حركية هذا المشهد التشكيلي في المغرب تعبيرا عن واقع مأزوم؟؟؟..
لقد تعزز المشهد الثقافي والإعلامي في المغرب بصدور مجلة quot;تشكيل مغربيquot; التي أريد لها أن تكون quot;بطاقة وفاء للفنانquot; هذا المشيد لقيم جمالية صباغية، ولعل ثقافتنا اليوم في أمس الحاجة لفضاء إعلامي يقارب مستويات وأنظمة هذا السياق الجمالي المفتوح اليوم على تعدد رؤاه وتجاربه..