بعد قرون من تمجيد بطولاتها

مسقط من عاصم الشيدي: قد يقود الانسياق وراء نقولات من كتب غير علمية دون تمحيص وتدقيق لتزوير في الحقائق والأحداث التاريخية خاصة ما إذا تناولت السير الشعبية هذا المنقول ومجدته هذا ما أكدت عليه محاضرة ألقيت بالكلية التطبيقية بصحار (200كم شمال مسقط العاصمة) تناول من خلالها الدكتور محمد علي دقة شخصية خولة بنت الأزور بالبحث العلمي المتقصي ولم يخلص الباحث إلى وجود لشخصية خولة بنت الأزور في الكتب القديمة إلا في كتاب واحد فقط هو كتاب فتوح الشام المنسوب للواقدي والذي يرى المحاضر أن الكتاب ليس للواقدي وإنما هو كتاب يحوي مجموعة من السير الشعبية. والمعاصرون الذين تناولوا شخصية خولة بنت الأزور أخذوا من فتوح الشام. ويقول الدقة في سياق محاضرته أن خولة بنت الأزور حسب فتوح الشام أنقذت أخاه من الأسر مرة في إنطاكية ومرة في حمص بينما تتراوح كتب التراث الموثوقة موت ضرار بين دمشق ومعركة أجنادين بمعنى أن ضرار لم يذهب لإنطاكية والواقدي في المغازي يقول أن ضرار مات في اليمامة في حروب الردة. والكثير من المؤرخين يؤكدون موته في أجنادين. هذا الكلام يقودنا للقول أن شخصية خولة بنت الأزور شخصية من صنع الرواة خاصة رواة السير الشعبية والذي يؤكد هذا الكلام حسب رأي الدكتور المحاضر أن شخصية خولة لم ترد في الكتب التراثية. فهي لم ترد في كتب تراجم الصحابة ولا في معجم شاعرات النساء للمرزباني ولا في كتاب بلاغات النساء وحتى كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر والذي أرخ فيه لكل من دخل دمشق لا نجد ذكرا لخولة بنت الأزور في حين أورد ابن عساكر عشرين خولة غير خولة بنت الأزور. ناهيك أن خولة لم يرد ذكرها في كتب ابن الأثير ولا في كتاب الأغاني ولا في كتب الأنساب ولا في أي كتاب آخر عدى فتوح الشام. ومن ناحية أخرى أكدت المحاضرة على أن خولة بنت الأزور كندية بينما المعروف والمشهور عن ضرار بن الأزور أنه أسدي.
واستنادا على كل الأدلة المتقدمة أكد الدكتور المحاضر أن شخصية خولة بنت الأزور شخصية أسطورية لا تعدوا كونها تلفيق من أصحاب السير لغرض ربما إيجابي من ناحية ولكنه تزوير تاريخي أما الجانب الايجابي أن في وجدان القصاص العربي تمجيد لدور المرأة العربية ولو لم يكن لها دور فعلي لما وجدت سيرتها الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها حتى الآن والتي قد تعد هذه المحاضرة خدشا في حيائها. بعد ذلك فتح باب النقاش للحضور والذي جاء ساخنا وملبدا بالكثير من الانفعالات