محمد الشرقاوي من القاهرة: فجر الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بالمكتبة، قنبلة مدوية بحديثه حول كارثة النشر في العالم العربي. وقال انه رغم ما يمثله عدد سكان العالم العربي مقارنة بعدد سكان العالم فان هناك 600 دار نشر فقط، وحوالي 40 % من حركة النشر في العالم العربي نابعة من دور النشر المصرية، وأضاف د. عزب أن كل من مصر والأردن وسوريا ولبنان والسعودية، يمثلون 57 % من إجمالي حركة النشر في المنطقة.أما الكارثة الكبرى هي أن دور النشر أغلبها يعمل في الكتاب الجامعي مما يجعلها تخرج عن التصنيف المتعارف عليه كدور لنشر الكتب، وجعل عملية النشر مجرد عملية مجردة تتلخص في طباعه الكتاب وتسلميه، وهي من أكبر معوقات النشر.
وتساءل د. عزب خلال ورشة عمل بعنوان quot;تخطي الحواجز: أزد من فرص نشر أعمالك quot;، نظمتها إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية عما إذا كان هناك نشر حقيقي أم لا ؟ وقال : هناك 50 دار للنشر والباقي لا علاقة له بالنشر، هناك 1000 عنوان الي 3 آلاف عنوان، متضمنة الكتاب الديني والجامعي، مما يجعل هناك مشكلة تحديد الإصدار الأول للكتب. فهناك كتب نشرت لآلاف المرات.
أما عن المطبوعات الإلكترونية، فحدث ولا حرج، فقد ذكر د. خالد عزب أن نسبتها لا تتجاوز 1 % من حركة النشر، علي الرغم من أن 60 % من دور النشر لديها مواقع الكترونية. وأشار إلي أن هناك مشاكل كبري ناتجة من أن القانون المصري يمثل إعاقة لعمليات الشراء والبيع من خلال الفيزا ومثال بسيط علي ذلك ما تحققه مكتبة النيل والفرات ودار الشروق، فكلاهما دار نشر عريقة وتحقق مبيعات الا أن مكتبة النيل والفرات تحقق مبيعات أعلي من الشروق عبر الإنترنت.
كما أوضح د. عزب أن دور النشر التي تعمل في مجال الكتب التعليمية تبلغ نسبتها 30 % من دور النشر في مصر، وغالبيتها وكيل لدور نشر أجنبية، فهي لا تملك صناعة الكتاب التعليمي علي أرض الواقع.
وتطرق أيضا الي أزمة النشر باللغة العربية دون غيرها، أنها أزمة داخل دور النشر العربية عامة، كما أن وظيفة مدير النشر غير موجودة بالمرة، وهي التي يناط بها التعرف علي احتياجات السوق و البحث عن الادباء الواعدين وتبنيهم. وأكد أن الجامعة الوحيدة في مصر والتي تملك دار نشر خاصة بها، هي الجامعة الامريكية، وتليها جامعة الكويت ثم جامعة الملك سعود، أما جامعات القاهرة والإسكندرية فلديها دور نشر لكنها لا تعمل. وأوضح أن لا يوجد كتاب يتذوقه الجمهور أثناء تناوله الإفطار أو في المترو أو في القطار، وهو ما يجب توافره ودعمه بالحملات التسويقية في مصر وفي الخارج. مشيرا الي أن حركة القراءة في تراجع مستمر. واستنكر د. عزب ما تقوم به دور النشر في العالم العربي من عدم تبنيها للأدباء الشبان، ودعمها للمشاهير فقط، وأنها تنتظر حتي يكبر هؤلاء الشبان ويلمع نجمهم في سماء الأدب وتستقطبهم لديها، مما يعوق تطور ونمو دور النشر الصغيرة.
من ناحية أخري، تضمنت ورشة العمل جلسة هامة، ناقشت الحقائق والبيانات المقدمة من المتحدثون حول النشر في العالم العربي، وتحديد المناطق التي قد يرغب النشارون بالعربية فيها بتخطي الحواجز، وما هي الأدوات والمهارات اللازمة لإحراز النجاح.
عقبها تعرف الناشرون علي آلية عمل ماكينة الطباعة الفورية، وهي أحدث المشروعات الرقمية وثاني تجربة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، و أول تجربة في نطاق الشرق الأوسط والوطن العربي.وتعتمد فكرة الماكينة على تخزين آلاف الكتب بصورة رقمية، ثم استدعائها طبقًا لحاجة القارئ. حيث يمكن تصفح قائمة تضم آلاف الكتب المتاحة وبضغطة زر يستطيع القارئ أن يحدد اسم الكتاب المراد اقتنائه وما عليه سوى الانتظار عشر دقائق حتى يحصل على الكتاب مغلف بطريقة عصرية تضمن حفظه وسلامته.
وتتطرق المشاركون إلي مستقبل النشر، إذ تلقي نظرة مستقبلية علي عالم النشر وما شهده من تغيرات سريعة وكبيرة، لاسيما في الخمس سنوات الأخيرة، حيث برز النشر الالكتروني والنشر على الانترنت والإنتاج الرقمي.وهو ما يتطلب مهارة وكفاءة فنية وتقنية علي المستوي المعلوماتي.