الرياض: موسى بن مروي

أعلنت شركة المملكة القابضة التي طرحت أسهمها في السوق منذ عام ونصف عن خسائر تشغيلية لأول مرة بقيمة 14.7 مليار ريال (3.9مليارات دولار) تشكل نحو 21% من رأسمالها،كما أعلنت عن رصد احتياطات إضافية قيمتها 15 مليار ريال لتعويض أي خسارة في المستقبل.وأرجع رئيس مجلس إدارة quot;المملكة القابضةquot; الأمير الوليد بن طلال خلال مؤتمر صحفي في الرياض أمس الخسائر التي تكبدتها الشركة والتي تدير استثمارات حول العالم إلى تأثرها بالأزمة المالية التي انطلقت من الأسواق الأمريكية التي يعتبر هو وشركة المملكة من كبار المستثمرين فيها.
وأبدى الأمير الوليد تفاؤله في تحقيق الشركة نتائج جيدة خلال العام الجاري أو على الأقل تحقيق نتائج متوازنة، مؤكدا أنquot;المملكة القابضة quot; قوية جدا رغم الخسائر التي تم الإعلان عنها أمس.
وأكد قدرة الشركة على تجاوز هذه الأزمة مضيفاquot; إن أي شركة أخرى قد تنهار قد تنتهي لكن شركة المملكة القابضة في وسط هذه المعمعة العالمية والأزمة التي لا يستهان بها، قادرة على تحمل الخسائر وامتصاصها وهذه تعتبر قوة حقيقية للشركة التي استطاعت رغم هذه الخسارة أن تفتح صفحة جديدة وتبحث عن استثمارات جديدة وتستمر في مشاريعها التوسعية في المملكة وأبرزها مشروعا جدة والرياض العقاريان اللذان تصل مساحتهما 25 مليون متر مربع وسيستمر العمل فيهما أربع سنواتquot;.
وعن أثر الخسائر التي سجلتها الشركة على المشاريع القائمة وتسريح الموظفين قال الأمير الوليد quot; هذا ليس في الحسبان خاصة أن الشركة لا يتعدى موظفوها 25 شخصاً، مستدركاquot; لكن المملكة القابضة تستثمر في شركات كثيرة وقد تسرح بعض تلك الشركات التي تواجه الأزمة المالية
في العالم، بعض موظفيها وهذا يرجع لكل شركة في نطاق عملياتهاquot;، مستطرداquot; لن يتم إيقاف أي مشروع، بل على العكس سنتوسع في المشاريع وسنركز على الاستثمارات المحلية والإقليمية خاصة في المشاريع العقارية لأن الوقت الحالي أصبح مواتيا لاقتناص الفرص في المشاريع العقارية لانخفاض أسعار المواد مثل الأسمنت والحديد وكذلك الأيدي العاملة quot;، مضيفاquot; لو قارنا تكلفة المتر المربع للبناء اليوم مع سعره قبل ستة أشهر فسنرى أنه انخفض بشكل كبير ووصل إلى ربع سعره السابقquot;.
وعن إمكانية بدء الشركة في مشاريع جديدة خاصة في المنطقة الشرقية رد الوليد بن طلالquot; في الوقت الحالي التركيز على مشروعي جدة والرياض لكن نحن دائما ندرس ما قد يأتي به المستثمرون لعرضه علينا فمشروع جدة الذي وضع حجر الأساس له الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو مشروع ضخم جدا ويشتمل على مشاريع سكنية وتجارية وفندقية ومشروع الرياض الذي ينفذ على طريق الدمام يقام به جسران للتعزيز من قيمته السوقية وهناك حافز إضافي للبدء بهما خلال العام الحالي لتدني أسعار المواد الأساسيةquot;، مؤكدا أن المقاولين يرغبون في الحصول على مشاريع مقاولات كثيرة وأسعارهم ستكون منافسة الآن وقت البناء وليس التأجيلquot;.
وعن العقبات في التمويل قالquot;البنوك متحفظة جدا في إعطاء القروض حتى للشركات القوية التي يعتبر تصنيفها عالي ويصل إلى quot;AAAquot; إلا أن البنوك تعطي قروضاً لمشاريع مرموقة ومحترمة ومضمونة العوائد وفي السعودية العقار عملية حيوية وحساسة للاقتصاد لأن هناك طلباً كبيراً على الوحدات السكنية للمواطنين خاصة أن أكثر من60% منهم أقل من 25 سنة، وهناك نظام الرهن العقاري الذي سيبت فيه مجلس الشورى قريباً مما يشكل عاملاً إضافياً كبيراً جداً لتحريك نشاط العقارquot;.
وفيما يتعلق بتمويل مشروعي جدة والرياض قال quot;ناقشنا بنوكاً كثيرة ومساهمين للدخول كشركاء فعملية التمويل لا تأتي فقط من القروض تأتي من إيجاد مساهمين للدخول في رأس المال وكذلك تمويل من البنوك ولم نر أي صعوبة في تمويل هذه المشاريع قد تأخذ وقتاً أطول لكن التمويل ما زال موجوداًquot;.
وعن التوقعات المستقبلية لسعر سهم الشركة في السوق السعودية قال الوليد quot; انخفاض سعر السهم إلى المستوى الحالي هو نتيجة وانعكاس لانخفاض الأسواق المالية بشكل عام في أمريكا وأوروبا وشرق آسيا والعالم العربي لأن شركة المملكة جزء من الكيان الاقتصادي العالميquot;، لافتاً إلى أن السوق السعودية تعد من أكثر الأسواق تأثرا بعد أن فقدت نحو 50% وهي نسبة أكثر انخفاضا من السوق الأمريكي الذي انطلقت منه الأزمة، مشيرا إلى أن مؤشرات داو جونز وإستاندرد آند بورز وناسداك نزلت بمعدل مابين 37 و 38 % متوقعا أن يكون هذا الانخفاض شيئاً مؤقتاً مؤكداً أن تحسن الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية سينعكس على سعر السهمquot;.
وفي رد على سؤال حول تقليص استثمارات الشركة في بنك سامبا رد الوليد هذا نتيجة تخفيض جزء متوسط من حصتنا في سامبا ونحن ما زلنا مستثمرين إلا أن حجم استثماراتنا لا يزيد على 5% من رأسمال البنك الذي يعلن حصص الاستثمار لكل شركة تتجاوز حصتها5%.
وحول صفقة سيتي بنكquot; قال الأمير الوليدquot; تم الدخول في صفقة مع الصندوق الحكومي في أبو ظبي والصندوق الحكومي في الكويت وبعض الصناديق الحكومية في دول أخرى لمحاولة إيجاد رأسمال إضافي لسيتي بنك لكن سيتي بنك ما زال في مرحلة التطوير ومرحلة امتصاص بعض الخسائر وهو بنك قوي جدا وموجود في أكثر من 100 دولة في العالم ورأسمال أكثر من 118 مليار دولار والحكومة الأمريكية دعمته في الآونة الأخيرة باستثمار 45 مليار دولار وضمنت 306 مليارات دولار من ديونه وهذه أمور كثيرة لم يستوعبها السوق حتى الآن.. ونأمل استقرار الوضع في سيتي بنك خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة ليعطي السوق سيتي بنك حقه ليستطيع السهم النمو مرة أخرىquot;.
وعن استثمارات الشركة في مجال الفنادق قال الوليد quot; كما أن هناك ركوداً بشكل عام في العالم هذا سيؤثر نوعا ما على الوضع الفندقي بشكل عام سيكون من بسيط إلى متوسط ونعمل على أن تعود الأمور إلى وضعها السابق ما إن تنتهي الأزمة الاقتصادية ويبتدئ الاقتصاد العالمي في النموquot;.
وحسب النتائج المالية للشركة والتي نشرت على موقع تداول أمس فقد
بلغ صافي الخسارة خلال الربع الرابع من العام الماضي 30.976 مليون ريال، مقابل صافي ربح 255.6 مليون ريال للربع المماثل من العام الذي سبق.

و بلغت خسارة السهم خلال الاثني عشر شهرا الماضية 4.75 ريال، مقابل ربح للسهم0.19 ريال للفترة المماثلة من عام 2007. و بلغت الخسارة التشغيلية للشركة عن العام الماضي 14.65 مليار ريال، مقابل ربح تشغيلي مقداره 1.21 مليار ريال للفترة المماثلة من العام الذي سبق. ويعود سبب الخسارة حسب البيان بصورة رئيسية للخسائر المحققة في استثمارات الشركة في الأسواق المالية. و توضح الشركة أن صافي الخسارة للسنة المنتهية في 31 ديسمبر الماضي والبالغة 29.91 مليار ريال تشمل مبلغاً وقدره 15.25 مليار ريال كمخصص لتعويض انخفاض استثماراتها.