إرتفع عدد وفيات السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدن جدة ومكة ورابغ بغرب السعودية إلى 83، فيما تواصلت عمليات الإنقاذ والبحث عن مفقودين.. وقال المتحدث الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة النقيب عبدالله العمري إن غرفة عمليات الدفاع المدني بمحافظة جدة بُلغت عن 83 حالة وفاة تم تسليم 38 منهم إلى ذويهم من الجنسية السعودية. وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان quot;إن الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية التي هطلت صباح أمس شملت معظم أحياء محافظة جدة وتركزت غزارتها على المناطق الجنوبية والشرقية ومركز بحرة بلغ معدلها العام 90 مليمترًاquot;.

تسببتالأمطار في إحداث سيول منقولة عبر الأودية داهمت الأحياء الشرقية والجنوب شرقية من محافظة جدة وأدى ذلك إلى انهيار بعض المنازل الضعيفة وقطع الطرق الرئيسة والفرعية وجرف عدد من السيارات وارتفاع منسوب المياه داخل الأحياء السكنية ونتج عن ذلك عدد من الإصابات ووفاة 77 شخصًاquot;. وتم إنقاذ ما يقارب 853 حالة من الغرق منهم 672 إنقاذًا أرضيًا و181 إنقاذًا جويًا من خلال طيران وزارة الداخلية.

وأشارت محافظة جدة في بيان صدر مساء اليوم أن الأضرار والوفيات كان جراء بعض السيول التي أتت من وادي قوس ووادي فاطمة إضافة إلى الأمطار التي بلغ معدلها 90ملم والذي لم يسبق أن هطل على محافظة جدة مثل هذا المعدل من الأمطار حيث تدفقت المياه بصورة كبيرة جراء السيول أدت إلى حدوث أضرار شرق مدينة جدة وجنوبها . وذكرت أنه تم تشكيل فرق عمل ولجان لحصر الأضرار التي لحقت بالمتضررين وهيئة وسائل الإسعاف والعلاج المناسب للمرضي إضافة إلى إيواء من ليس لديه مأوى .

وأكدت أن الجهات المسئولة تتابع حتى وقت إصدار هذا البيان عمليات البحث والإنقاذ وتمشط الأحياء المتضررة .كما تم دعم موقف عمليات الإنقاذ بفرق جوية إضافية وفرق أرضية وإنقاذ مائي من العاصمة المقدسة وحرس الحدود . وأكد بيان مديرية الدفاع المدني أن الجهات المعنية لا تزال تتخذ ميدانياً كافة الإجراءات اللازمة لمعالجة الحالات وتقديم العون والمساعدة والإغاثة والمأوى للمواطنين, كما تم تشكيل عدد من اللجان الميدانية من الجهات المعنية لإعادة الخدمات الضرورية وإجراءات لإعادة الوضع إلى حالته الطبيعية .

وبينت المديرية في البيان أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض المحافظات بمنطقة مكة المكرمة شملت محافظة رابغ وضواحيها والعاصمة المقدسة تشكلت على أثرها سيول منقولة داهمت الأحياء السكنية داخل المحافظات مما أدى إلى قطع بعض الطرق الرئيسة والفرعية وحدوث انهيارات لبعض المنازل القديمة وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المواقع وجرف عدد من السيارات وأدى ذلك إلى وفاة شخصين في العاصمة المقدسة.

وأوضح النقيب عبد الله العمري quot;أن فرق الإنقاذ ما زالت تباشر أعمالها لإنقاذ عدد من المحتجزين داخل مركباتهم وفي بعض المنازل القديمة في مواقع مختلفة، فيما تم إخراج العديد منهم وإنقاذهم خلال الساعات القليلة الماضيةquot;. وأكد أن البحث ما زال مستمرًّا للتأكد من عدم وجود جثث أخرى في عدد من المواقع، مبيّنًا أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية ونشاط الرياح السطحية وتدفق مياه السيول، تسببت في عدد من الأضرار في الأحياء والشوارع خاصة الواقعة في شرق جدة.

وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة هطول أمطار اليوم على محافظة جدة، مع إمكانية وصول سيول منقولة ناتجة عنها إلى المواقع التي سبق تضررها من الأمطار على المحافظة يوم أمس . ودعت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والحرص على عدم الخروج من المنازل في حالة هطول أمطار إلا في حالات الضرورة القصوى وذلك حفاظًا على سلامتهم .

ووفقًا للعقيد حامد الرقيب مدير مرور جدة المكلف، فقد شلت الحركة المرورية في خمسة طرق رئيسة، إضافة إلى تجمع بحيرات من مياه الأمطار في عديد من الشوارع الفرعية في معظم شوارع أحياء جدة. وبيّن الرقيب أن هطول الأمطار لساعات طويلة أعاق جهود رجال المرور في تسهيل مرور المركبات وفك الزحام، إضافة إلى تسببه في تعطيل الإشارات المرورية ووقوع حوادث خطرة أدت إلى الوفاة.

وشهدت أمس مدينة جدة على مدى أربع ساعات متواصلة, هطول أمطار غزيرة أدت إلى حدوث وفيات واحتجاز عدد من السكان في منازلهم وشل الحركة المرورية في الطرق السريعة الرئيسة وتوقف الحركة التجارية في الأسواق والطرقات العامة وكذلك في المرافق العامة, وازدحام بعض الأماكن التي تشهد هذه الأيام كثافة مرورية للذاهبين إلى مكة المكرمة, وتراكم كميات كبيرة من مياه الأمطار في أحياء جدة وشوارعها وطرقاتها كافة.