ارتفع عدد الوفيات جراء الأمطار والسيول التي ضربت مدينة جدة السعودية الأربعاء المنصرم إلى 106, في حين واصلت فرق الإنقاذ أعمالها بحثا عن جثث أخرى قد تكون طمرتها السيول جراء الأمطار الغزيرة.

تركي العبدالله من الرياض: مصدر في الدفاع المدني السعودي قال إن عدد الوفيات بلغ 106 حتى ظهر أمس في حين نجحت فرقها في إنقاذ 1400 مواطنا ومقيما ممن احتجزتهم السيول. وعثرت فرق الإنقاذ على أكثر من 5 جثث كانت بداخل السيارات المتراكمة على طريق الحرمين في جدة، خلال عمليات البحث المستمرة منذ مساء أمس الأول وحتى صباح أمس.

وأوضح مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة اللواء محمد الغامدي أن 17 لجنة تعمل بشكل عاجل وميداني على رصد الأضرار التي تعرض لها طريق الحرمين إضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تعرض لها المواطنون داخل حي قويزة والأحياء المجاورة, وكانت لجان الحصر قد تجولت على عدد من المنازل في حي قويزة وقامت بحصر الأضرار والتلفيات فيما استكملت اللجان مهامها والتي ستتواصل على مدار الأيام الماضية. وأكد اللواء الغامدي أن أعمال اللجان جارية وتم توفير المسكن لعدد 1500 أسرة جرى إسكانهم في شقق مفروشة وفنادق كما يوجد إعاشة وبدل إعاشة لمن لا يرغب بالإعاشة المقدمة. وقال إن اللجان ستستمر بالعمل على مدار الأيام المقبلة حتى تستكمل مهامها.

وأكدت إدارة الدفاع المدني في بيان اليوم أن طائرات الدفاع المدني مازالت تقوم بعمليات المسح الجوي في المحافظات والأحياء المتضررة للبحث عن المفقودين. كما تواصلت عمليات إزالة الأنقاض المستمرة منذ يومين في جدة، لإعادة الحياة إلى شوارعها التي غرقت الأربعاء الماضي، مع تطمينات أطلقتها أمانة جدة للأهالي برفعها دراسة للجهات المختصة تتضمن إزالة المناطق المتضررة والواقعة في مجارى السيول شرق الخط السريع في محافظة جدة وإعادة تخطيط تلك المناطق وفتح الأودية ومجارى السيول، إضافة إلى تعويض الملاك المتضررين، حسبما أعلن أمس المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل أمين محافظة جدة للتعمير والمشاريع.

وأكد كتبخانة أن الأحياء المنكوبة التي اجتاحتها سيول الأربعاء بحاجة إلى مشروعات تصريف الأمطار بمبلغ 1,2 مليار ريال، ونفى أن يكون هناك تمييز في المشروعات بين أحياء الشمال والجنوب، موضحا أن أحياء الشمال لا يوجد بها هي الأخرى شبكات صرف للمياه وهو الأمر الذي يضاعف المشكلة. واعتبر وكيل أمانة جدة بأن المشكلة في جوهرها معقدة بسبب نشوء أحياء في جنح الظلام في بطون أودية ومجاري سيول مثل قويزة والنخيل.

وأعلن وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف اليوم البدء في صرف التعويضات المالية التي أمر بها الملك عبد الله بن عبد العزيز للمتضررين من سيول جدة . وأشار العساف إلى أن الأولوية حاليا للتعويضات الضرورية التي تشمل الغذاء وتوفير المسكن.

من جهته, أجل المجلس البلدي في جدة اجتماعه الطارئ الذي كان مقررا السبت لعدم اكتمال نصاب الأعضاء، بسبب وجود ستة منهم خارج المملكة، وحدد يوم الثلاثاء المقبل موعدا جديدا للاجتماع الذي يناقش فيه المجلس الأضرار التي وقعت بسبب الأمطار. وقال نائب رئيس المجلس والأمين العام لجمعية مراكز الأحياء في جدة المهندس حسن الزهراني، إن المجلس دعا أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه ووكيل الأمانة الدكتور خالد أبو راس ومساعد الأمين الدكتور عادل فيده، إلى الاجتماع الطارئ لمناقشة أوضاع المحافظة بعد المطر والخروج بتوصيات مهمة ترفع إلى إمارة مكة المكرمة ليتخذ بشأنها قرارات عاجلة، مشيرا إلى أن جهات ذات علاقة ستكون حاضرة من خلال ممثلين عنها، كالدفاع المدني ووزارة المياه. وبين في تصريحات لصحيفة عكاظ أن أعضاء من المجلس وقفوا أمس على بعض المواقع المتضررة، غير أنه تعذر معاينة بعض مواقع أخرى عن قرب لصعوبة الوصول إليها وانقطاعات الطرق التي خلفتها الأمطار.

في غضون ذلك، أعلن محام سعودي انه سيقاضي أمانة مدينة جدة. وقال المحامي والناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وليد أبو الخير إن عائلات ضحايا السيول تدعم مسعاه وانه يعتزم التنديد بفشل نظام الصرف الصحي في المدينة. وأضاف أبو الخير أن مسؤولي أمانة مدينة جدة ldquo;لم يقوموا بأعمال الصرف الصحي رغم أنهم يقولون منذ ثلاث سنوات أو أكثر بأنهم فعلوا ذلكrdquo;، مؤكدا أن مسؤولي المدينة أنفسهم ldquo;اقروا بوجود أخطاءquot;.