د.شملان يوسف العيسى

تبدأ اليوم الاثنين القمة الخليجية في دورتها الثلاثين وسط 3 تحديات كبيرة اوضحها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الدكتور محمد الصباح وهي التحدي الامني ويتمثل في الاحداث الجارية في افغانستان وباكستان والمواجهة الايرانية مع الشرعية الدولية وواقع فلسطين مرورا بمحيط الازمات في القرن الافريقي وازمة اليمن التي تشكل تهديدا لأمن الخليج، اما الخطر الثاني متوسط المدى ويبرز خلال التحديات الاقتصادية التي تواجهها دول مجلس التعاون كونها تعتمد على مورد واحد ناضب وهو النفط وما يقابله من عدم استقرار في المناخ الاقتصادي الدولي وانهيار اسواق رأس المال الدولية والاضطراب في الاسواق الغذائية والتقلبات الحادة في اسواق النفط، اما التحدي الثالث بعيد المدى فهو الواقع الديموغرافي المتمثل في الاختلالات العميقة في التركيبة السكانية لجميع دول المجلس.

نشكر الشيخ محمد لتطرقه للقضايا الجوهرية التي سيناقشها المجلس وهي فعلا تحديات كبيرة لا يمكن معالجتها في مؤتمر مدته يومان.. فهي تتطلب متابعة مراكز للبحوث والدراسات وارادة سياسية قوية تلتزم بالحلول العلمية والواقعية لمعالجة كل ازمة.. لا يتسع المجال اليوم لمناقشة كل القضايا التي تواجه القمة الخليجية لذلك سنركز على الاقتصاد لانه عماد بقاء دول الخليج واستمراريتها على المدى البعيد.

لقد حققت دول الخليج العربية انجازات تشريعية مؤسسية في مسيرتها بتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بينها فالتنسيق بين هذه الدول في المجال السياسي والامني اصبح اكثر قوة بسبب عقد القمم الخليجية بشكل دوري كل عام، هذا لا يعني laquo;انه لا توجد خلافات بسيطة بين القادة حول كيفية التعامل مع كل المتغيرات على الساحة الاقليمية والدولية.. فهنالك خلافات خليجية حول ايران وكيفية التعامل مع تسلحها النووي..

من اهم القضايا التي ستعالجها قمة الكويت هي laquo;العملة الخليجية الموحدةraquo; وقد عملت دول الخليج لفترة طويلة لتحقيق هذا الهدف وقد وافقت اربع دول وهي: السعودية والكويت وقطر والبحرين، وهناك آمال بأن تلتحق الامارات وعمان قريبا، ما هي اهم التحديات التي تواجه الوحدة النقدية الخليجية؟ التحدي الاول هو الارتباط بالدولار حيث يثار جدل حول اهمية الارتباط بالدولار، فالبعض يرى ضرورة الارتباط بالدولار لضمان الاستقرار النقدي لأن فك الارتباط بالدولار والاتجاه نحو سلة العملات مثل ما فعلت الكويت عندما فكت عملتها عن الدولار واتجهت نحو سلة العملات ورفعت اسعار الفائدة لم يكن له تأثير في معدلات التضخم المرتفعة والاشكالية الثانية هي التضخم لكن الركود الاقتصادي العالمي وانخفاض سعر الدولار ادى الى انخفاض معدل التضخم.. والتضخم هنا يعني تزايد الطلب المحلي والخليجي والعالمي على هذه العملة مما يعني طباعتها بكميات كبيرة وهو ما يؤدي الى مزيد من التضخم وتعقد الظروف، يبدو ان دول المجلس متفقة حول اهمية الارتباط بالدولار حتى ان كان ضعيفا هذه الايام بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.. نأمل النجاح والتوفيق للقمة الخليجية.