في إجراءات احترازية باكرة في مدارس السعودية التعليمية قبل عودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم تسعى إدارات التربية والتعليم في محافظة السعودية بالتنسيق مع وزارة الصحة في عقد دورات تدريبية لأطباء وطبيبات الوحدات المدرسية، ومن ثم يقوم هؤلاء الأطباء والطبيبات بتدريب المعلمين والمعلمات في المدارس، في سبيل تطوير ثقافتهم في تعاملهم مع حالات الطلاب المصابة.

جدة:ولم يخفي أباء وأمهات كثر قلقهم من تسريح أبناءهم تجاه مدارسهم في ظل انتشار أنفلونزا المكسيك في مناطق المملكة كافة، لم تعد الإحصائيات تعطي أرقام واضحة وصحيحة في الحالات المصابة، ما عدا الحالات التي توفيت بسبب المرض.

وإن لم تكن إحصائيات دقيقة فالإشاعات تقول أن نسبة الوفيات كبيرة ولكن الصحة السعودية تتكتم على ذلك في سبيل عدم ذعر الناس بسبب انتشار المرض.

وتسربت يوم أمس إشاعات قوية داخل مدارس التربية والتعليم في تأجيل الدراسة مرة ثانية إلى بعد شهر الحج، بداية شهر محرم الهجري، وأوعزت الإشاعات ذلك لسببين أولهما ما أشيع حول العقار الذي استقدمته وزارة الصحة السعودية كون أثاره الجانبية بالغة التأثير، إلى جانب أن السعودية وخلال الأيام القليلة المقبلة ستستقبل وفود الحجاج القادمين من الخارج لأداء فريضة الحج وهو أمر يدعو إلى القلق أيضا.

ومع هذا وذاك بادرت وزارة التربية والتعلم ووزارة الصحة السعودية إلى تنفيذ اتفاقيتهما في التدريب الطبي والعمل بقاعدة الوقاية خير من العلاج إذ تحت رعاية مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداوود وحضور مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة عبدالله الثقفي نظمت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة ممثلة في إدارة الرعاية الصحية الأولية بجدة دورة تدريبية عن أنفلونزا المكسيك H1N1 وذلك لتدريب أطباء وطبيبات الوحدات الصحية المدرسية بمنطقة مكة المكرمة لعدد 100 طبيب و 50 طبيبة وذلك لتأهيلهم لتدريب المعلمين والمعلمات المرشحين من قبل المدارس كخطوة أخرى وقد أقيمت هذه الدورة بمركز الأبحاث والدراسات بمستشفى الملك فهد العام بجدة شارك في هذه الدورة العديد الأطباء والمختصين في المجال الصحي وكذلك من إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة وتهدف هذه الدورة التدريبية إلى التوعية بمرض H1N1 والتعريف بهذا المرض وكيفية الوقاية منه وشرح طرق العدوى والأساليب التي يجب إتباعها للحد من انتشار العدوى وقد سبق هذه الدورة العديد من الاجتماعات بين المسئولين بالقطاعات الصحية والمسئولين بالتعليم بمنطقة مكة المكرمة وذلك للتنسيق ووضع الخطط الخاصة بكيفية التعامل مع الوضع الحالي لأنفلونزا المكسيك ووضع الآليات المحددة للتعامل مع الحالات وقد تخلل هذه الدورة التدريبية العديد من المحاضرات ، حيث ألقى الدكتور عادل تركستاني في محاضرة تضمنت التعريف بمرض أنفلونزا H1N1 ووبائية المرض وطرق العدوى والتشخيص وطرق العلاج وتناول الدكتور التركستاني في ذلك آلية تحديد الحالات المشتبه بها وطرق تحويلها للمراكز الصحية .

كما ألقت الدكتورة سلافه قطب استشارية طب الأسرة والمجتمع بإدارة التدريب والتثقيف الصحي بمستشفى بالمساعدية للولادة والأطفال بجدة محاضرة عن طرق الوقاية من أنفلونزا المكسيك كذلك تم توزيع أكثر من 2500 نسخة CD تحتوي على محاضرة لمرض أنفلونزا المكسيك لتوزيعها فيما بعد لطلبة المرحلة الثانوية والمتوسطة وكذلك محاضرة مبسطة لطلبة المرحلة الابتدائية وتوزيع العديد من المطبوعات والبوسترات التوعوية .

وقد أشاد الدكتور سامي بن محمد باداوود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة بالتعاون الذي بدا مبكراً بين الشؤون الصحية بمحافظة جدة وإدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة وقد تم عقد عدة لقاءت سابقة حيث ستكون هذه الدورة بداية التطبيق الفعلي للتوعية بمرض H1N1 وسيستمر هذا التعاون لأسابيع قادمة وستكون هناك فعاليات وبرامج توعوية في المدارس وبرامج تدريبية للرواد الصحيين والمرشدات الصحيات وكذلك برامج تدريبية توعوية للطلاب وكذلك أولياء الأمور.

وشكر مدير الشؤون الصحية المسئولين بإدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة على جهودهم وعلى التعاون الملحوظ من قبلهم كما طالب شرائح المجتمع كافة بأن يتعاونوا مع القطاعات الصحية حيال الحد من انتشار المرض وذلك بإتباع التعليمات وتطبيق الطرق الصحيحة للوقاية من هذا المرض.

من جهته شدد سعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة عبدالله الثقفي على أهمية رفع درجة الوعي ومعرفة الحقائق عن هذا المرض بما ذلك التركيز على التطعيمات وأن تكون المعلومات مستفاه من مصدرها ومراجعها والتركيز على مراقبة الوضع الصحي بالمدارس وتأمين غرفة خاصة بكل مدرسة لتشخيص الحالات المشتبه بها .