حمد عبدالرحمن من القاهرة: تتبع المشوار الفنى للممثلة الصاعدة رولا محمود، يكشف بسهولة حجم التناقضات فى الوسط السينمائى المصري، فخلال 4 سنوات قدمت رولا 5 افلام فقط ولكن مع مخرجين كبار بحجم سمير سيف ورضوان الكاشف ومحمد خان وداود عبد السيد ,ومع ذلك لم تحقق الانتشار حتى الآن، رغم ان داود عبد السيد كانت لديه الشجاعة ليسند لها دور البطولة أمام هند صبرى فى "مواطن ومخبر و حرامي" وهو دور شديد الصعوبة لان رولا قدمت فيه مشاهد إغراء لم تتعودها السينما المصرية منذ سنوات ,كما بدأت الفيلم وهى عشيقة لخالد ابو النجا لتنهيه زوجة لشعبان عبدالرحيم , ورغم ما حدث لدورها فى فيلم "معالي الوزير" يكفيها انها ظهرت فى دور ابنة احمد ذكى ,ومؤخرا قدمت أول بطولة مطلقة فى فيلم "كليفتي" الذى لن يعرض فى دور العرض ,ومع ذلك وكما قالت لإيلاف انها ليست حزينة لتذبذب مشوارها الفنى ,لأنها مازلت مؤمنة أنها ممثلة وأيضا مغنية تقدم ما تقتنع به وان الفرصة الحقيقية ستأتى عاجلا أو آجلا .
كيف بدأ مشوار التمثيل ولماذا اتجهتي إلى غناء مؤخرا ؟

عملي في الأساس مان في الترجمة، لكني أحب الفن بشكل جنوني، والحقيقة بدأت الغناء أولا ووقعت عقداً منذ حوالي خمس سنوات مع شركة إنتاج، لكن للأسف لم يكتمل المشروع وكان مطلوب مني الانتظار حتى انتهاء مدة العقد لأبدأ من جديد. وفي هذه الفترة بدأت أحاول الحصول علي فرصة، وذلك عن طريق التعرف على شركات الإنتاج، وكان هناك اعتراض من الأهل في البداية، ولكن بعد زواجي وافق زوجي علي وجودي في الساحة الفنية، لأنه علم أن التمثيل هو حبي الوحيد.

يف وجدت طريقك للكاميرا لأول مرة؟
أحد مساعدي المخرج سمير سيف رشحنى له وكان وقتها مشغول بمسلسل " أوان الورد " وكانت الأدوار المهمة قد تم توزيعها، فأعطاني دوراً صغيراً في الحلقة الأخيرة ، وبصراحة كنت مرعوبة وخائفة جدا، خصوصاً أنها كانت المرة الأولى وأمثل مع نجوم كبار أمثال يسرا، هشام عبدالحميد، ومع مخرج مثل سمير سيف، ، ولكني وفقت في المشهد والمخرج قال لي: "برافو". اما على مستوي السينما، فقد رشحني المخرج أحمد حسونة للراحل رضوان الكاشف أثناء استعداده لفيلم "الساحر"، و لم يقتنع بي في البداية لأنه رآني وأنا أتكلم فى المحمول بالإنجليزية ، والدور كان لفتاة ليل ولكني صممت عليه حتى أقتنع ، بعدها قدمت دور صغير فى" بحب السيما" الذي بدأ عرضه مؤخراً، وذلك لأنني أحببت العمل مع أسامة فوزي .
ولكن الإنطلاقه الحقيقية كانت مع داود عبدالسيد فى "مواطن ومخبر وحرامي"، أليس كذلك ؟
بالتأكيد ، وكان ترشيحي لهذا الدور عن طريق مدير التصوير سمير بهزان، وعندما قابلت الأستاذ داود لأول مره طلب مني صوراً كثيرة ، لكنني لم أكن أملك وقتها ثم فاتت شهور دون جديد، وكنت مريضة لبعض الوقت وفوجئت باتصاله بي وأرسل لي السيناريو عندما عرف بمرضي ولم أفكر كثيرا ووافقت علي دور "مديحة"، لأني أرى نفسي "ممثلة وبس" أقدم الدور الذي أقتنع به، ولا توجد ممثلة تقبل الأغراء من أجل التعري والإثارة، وهؤلاء يقنع بسرعة من حسابات الجمهور وأنا اقتنعت بأن تلك المشاهد فعلا لها علاقة بالدور كما أن مخرج مثل داود عبدالسيد لن يقدم شيئا دون المستوى !
ولكن بعد ذلك لم تقدمي أدوارا أخرى حتى على مستوى التليفزيون ، هذا قبل بطولتك لفيلم" كليفتي "صاحب الظروف الخاصة، فهل كان لدورك المثير تأثير سلبى عليكى فى ظل ما يتردد عن السينما النظيفة؟

تعبير السينما النظيفة لا يردده سوى حفنة قليلة من الفنانين والغالبية الأكبر لا تقتنع به , ومع ذلك وضعت شروطا لأقبل أدوار إغراء مره أخرى ، حتى لا يتم تصنيفي تحت هذه اللافتة ، ولو جاء لى أدوار تحمل مشاهد إغراء

جيدة الاستخدام سأقبلها علي الفور , وبالمناسبة رفضت دور إغراء في فيلم "معالي الوزير" ، حتى أعطانى سمير سيف دور ابنة الوزير ، واستمتعت كثيرا بالعمل مع أحمد ذكي , حتى أنني كنت أحضر المشاهد الخاصة به أيا كانت ظروف عملي , وأكثر ما لفت نظري قدرته الفائقة على دخول الشخصية ثم الخروج منها بعد انتهاء التصوير بمهارة عالية ، ثم جاء عرض الفيلم في مهرجان السينما عام 2002 لتكون صدمة كبيرة لي , عندما اكتشفت تشويه دوري وظهرت كأنني ضيفة شرف .
وكيف جاءت فرصة العمل مع محمد خان ؟

شاهدني الأستاذ خان أكثر من مره فى السينما لأنه طبعا متابع جيد ثم تعرفت عليه في منزل المخرج خيري بشارة , وعندما فكر في ترشيحي لدور حنان في "كليفتي" , قال لازم وزنك يزيد شوية ، وهو ما سبب لي مشاكل صحية لأن طبيعة جسمي لا يناسبها معها الوزن الزائد , وبعد ذلك أعطاني 4 جمل فقط عن الشخصية وقال لي أمامك 10 أيام وتأتي فى ملابس حنان بطلة الفيلم ، وتمشي مثلها وتتصرفي وتتكلمي كما يجب , ولم يوافق علي إعطائي

السيناريو كاملا , كان الاختبار صعبا ، فقمت بجولات كثيرة فى الأحياء الشعبية واتبهدلت في الأتوبيسات العامة ، وعندما ذهبت له مره أخرى لم تعرفني ابنته وأعطاني هو السيناريو على الفور وقبل بدء التصوير كان وزني قد زاد عدة كيلو جرامات .
وهل كان من السهل اعتياد التصوير بكاميرا الديجيتال ؟
المشكلة ليست فقط في اختلاف نوع الكاميرا ولكن في نظام العمل الصارم الذي اتبعه محمد خان والذي كان يشمل علي سبيل المثال 18 ساعة تصوير في اليوم تبدأ في السادسة صباحا , ولما كان خان يحب " يدلع " فريق العمل كان التصوير يبدأ فى الثامنة ، كان الهدف هو سرعة الإنجاز وتطويع الظروف لتلائم كاميرا الديجيتال , التى لا تحب التصوير في الظلام , كما كنا نرتدي ألوانا معينة من الملابس .

بصراحة هل أنتي حزينة للطريقة التى يتم بها عرض كليفتي وهو أول بطولة مطلقة لك ؟
بصراحة شديدة ، أنا سعيدة بالفيلم ، الظروف أتغيرت ولن ننتظر تحسن أحوال السينما ودور العرض لنعرض أفلامنا ، لابد من السعي نحو الجمهور فى أي مكان ، ثم أن فيلم يصل في نهاية المطاف جمهور التليفزيون وكليفتي أختصر الطريق لأنه سيعرض في التليفزيون مباشرة .
أفلامك الخمسة أيا كانت مساحات أدوارك فيها ، لمخرجين كبار ، ما عدا أسامة فوزي ، هل لديك مشكلة مع شباب المخرجين ؟

كثيرون يقولون لي , كيف لم تحققي الانتشار وملامحك وطريقتك من الممكن أن تجد مساحة في أفلام النجوم الجدد ، ولكني أقول وهذا رأي أنا مسئوله عنه , أنني تشرفت بالعمل مع مبدعين يواجهون حربا

شرسة في الوسط الفني والدليل المشاكل التي تواجههم عند بدأ أي مشروع جديد ، وحتى أسامة فوزي كلنا تابعنا مشكلة فيلمه "بحب السيما" ، ولو كان هذا الفيلم شاهده الجمهور وقت الانتهاء منه ، ألم يكن أسامة الآن قد قدم فيلما آخر ، وعن التليفزيون يمكن القول بصراحة أن مخرجي التليفزيون لا يشاهدوا السينما جيدا ، إلا نسبة قليلة , ولهذا تتكرر الأسماء في معظم المسلسلات !
ننهي الحديث بنقطة انطلاقك الفنية ، الغناء ، ما هي أخر أخبارك فى هذا المجال ؟
بعد تصوير كليفتي ، بدأت بالفعل تسجيل أغاني أول ألبوماتي ، وهو من إنتاجي الشخصي حتى الآن ، وقد انتهيت من تسجيل نصف الألبوم تقريبا وحاليا أفكر في شكل الفيديو كليب الذي سأقدمه للجمهور في الشهور القليلة المقبلة والالبوم به أغاني كلاسيك ومودرن، ويوجد أغنية من تأليفي وستكون الألحان لخالد حمدي، محمد طايع، هيثم حمدي (ابن أخو الملحن الراحل بليغ حمدي)، ويوجد أيضا فيلمان قصيران للمخرجين شريف العظمة وأدهم راضي، وهما مخرجان جديدان.


[email protected]