طائف لبنان – جامعة العراق

نزار الرياني:يبــدو أن سيناريو اتفــاق الطائف أثبت جدارته دوليا ً وباتت صيغته " روشيته " مناسبة لأوضاع مشابهة ، فاليوم وبعد أن بدأت جامعة الدول العربية تحظى بدعم دولي ومباركة عربية ، يبدو أنها ستدشن عصرا ً جديــــدا ً باتفـاق عراقي عراقي على طريقة الاتفـــاق اللبنــــاني اللبنـــاني " صيغة الطائف " ، بعد أن عز على فريق الحكم في بغداد ايجاد طريقة يمكن أن تحكم بها بلاد عصفت بها كل أنواع الاضطرابات مرة واحدة ، وبعد أن فشل الاحتلال الأميركي البريطاني في بناء النموذج الديمقراطي الذي وعد به ، وبعد أن عجزت دول الجوار وباقي الدول العربية عن المساهمة في ترتيب البيت العراقي .

مصطفى العقاد بطل المشهد الأخير ...

لا أظن أن اشد المتشائمين كان يتوقع أن تكون نهاية قامة سينمائية عالية بعلو قامة المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد ستكون بهذا الحجم من المأساة ، والمأساة تكمن في أن مصطفى كان بطلا ً لمشهد لم يقرأ السيناريو الخاص به ولم يضع اللمسات الاخراجية عليه ، مصطفى الذي التصقت الكاميرا بعينه التصاق الابن بأمه والتصاق البشر بأوطانهم والتصاق الوردة بغصن الياسمين ، كان اليوم أمام كاميرا الرعب التي تساوي بين كل الأبطال وتعطيهم ذات الدور ( كلكم ميتون ) .


ولم تكن ابنته ريما أوفر حظا ً ، ريما الصبية المتألقة مثل شقائق النعمان في سهول حلب الشهباء ، غاردتنا مع أبيها يدا ً بيد ، بعد أن قبل كل منهما الآخر قبلة ً ظنا أنها قبلة اللقاء لكنها في الواقع كانت قبلة الوداع ً .
مصطفى العقاد مختار المخرجين ورسالة سينما الضمير إلى العالم .