أمة .. قطر .. طائفة

نزار الرياني :ثلاثة دوائر انتماء تتنافس على الفرد العربي في صراع بدأ منذ بداية الدولة الأموية وتعزز إبان تحرر البلاد العربية من ربقة الاحتلال العثماني وترسخ عشية إقرار بنود quot; سايكس بيكوquot; وتجلى بعد زوال الاستعمار الأوربي من أقطار الوطن العربي واستلام الحركات الوطنية زمام الحكم والسيطرة، وبدأت نتائجه بالظهور في نهايات القرن المنصرم عبر حروب عربية عربية وصراعات دينية ومذهبية داخل القطر الواحد ما يهدد ليس فقط أمل القلة القليلة من القوميين بوحدة عربية متخيلة ، بل ويهدد وحدة القطر الواحد في ظل سيناريوهات غربية معدة سلفا ً وجاهزة للتطبيق عند الضرورة .
أمام كل هذه التحديات إلى أية دائرة انتماء ينزع قلب المواطن العربي عند وقوع خطر ما ؟
وما الذي يدخل الرعب إلى قلب المواطن العربي : تهديد مصالح أمته ؟ أم تهديد مصالح قطره ؟ أم تهديد وجود طائفته ؟
ثم ما هي المرجعيات الحقيقية والصحيحة والأكيدة للمواطن العربي : رجل قومي _على ندرتهم ؟ أم زعيم قطري _ وهم كثر ؟ أم المرجعية الروحية والدينية ؟
أسئلة لا بد من طرحها إذا كنا جادين فعلا ً في بناء الشكل المتميز للشخصية العربية ، ورسم ملامحها الحقيقية أو على الأقل التي نتمناها ، علنا نعثر على النموذج العربي الذي ندخل فيه قرنا ً جديدا ً عنوانه العولمة وصيرورته إلى مزيد من الانفتاح والاندماج .

عيد بأي حال ٍ عدت يا عيد ؟...

في نفس الظروف التي حل فيها عيد الفطر السعيد وعلى وقع القتل والتفجير والتأزم والتراجع ، يقبل علينا عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية ونحن العرب نتشح بالسواد وقلوبنا تعتصر ألما ً وعيوننا معلقة صوب غيمة الأمل التي لما تمطر بعد ، وعقولنا مشغولة في قادم أيامنا ، تأتي الأعياد والقلق ساكن فينا لا يبرح صدورنا ولا يترك في مخيلتنا مساحة ً للسكينة .
فهل لبابا نويل أن يقدم لنا هذا العام هدية استثنائية ، علبة مليئة بالحب ملفوفة بوشاح سلام ربطت بشريطة التآخي نفكها فيعبق المكان برائحة الأخوة ونفتحها فتضج الدنيا بموسيقا الفرح .