أحمد عبدالمنعم: ينشغل العروسان فى اعداد عش الزوجية .. كلا منهما يدخل فى سباق مع الزمن سعيا لتحقيق الحلم الذى ظل يراودهما منذ أن التقيا وقررا الارتباط .. هو يبحث عن شقة تناسب امكانياته المادية وهى مشغولة فى العثور على قطع أثاث لا تجعل أسرتها مضطرة للاستدانة عند شراءها .. الأمر قد يستغرق عام أو عامين وربما أكثر من ذلك بكثير وبمجرد الانتهاء منه يكون الطريق ممهدا لتحقيق الحلم فى الوقت الذى يخترنه -أو هكذا يظنان- اختارا الزواج خلال شهور الصيف أن طبيعة عمل العريس كمدرس لن تجعل من السهل عليه الحصول على اجازة شهر العسل أثناء الموسم الدراسي .. الآن ليس عليهما الا التوجه الى احدى قاعات الأفراح لحجزها فى اليوم الذى وقع عليه الاختيار .. يفاجىء بأن أقرب قاعة أفراح من الحي الذىي يقطنان فيه محجوزة لثلاثة أشهر مقبلة .. التاجيل بالنسبة لهما غير وارد والانتظار أمر مستبعد .. عليهما البحث عن قاعة أخرى , ليس مهما أن تكون قريبة من الحى القاطنين به بل الأفضل أن تكون بعيدة قدر المكان لأن ذلك سيقلل من عدد الحضور حيث سيتكاسل البعض لبعد المسافة وهو ما يعنى بالضرورة توفيرا للنفقات .. حصل على قائمة بعناوين عدد لا بأس به من قاعات الأفراح بالقاهرة واستعان بالأصدقاء للاستفسار عن الأسعار ومستوى الخدمة المقدمة عله يوفر على نفسه مجهودا اضافيا قد يبذله فى التردد على كل تلك القاعات قبل اختيار القاعة المناسبة .. قائمة القاعات التى حصل عليها باتت تضم خمس قاعات فقط هي الأنسب بالنسبة له من حيث أعداد الحضور الذين تسمح باستقبالهم اضافة الى الأسعار المطلوبة .. بدأ الاتصال بأكثرهم بعدا عن منزله وجاء رد المدير .. عفوا القاعة محجوزة طوال شهور الصيف .. رد مدير القاعة الثانية لم يختلف كثيرا عن سابقه .. اليأس بدأ يعرف طريقه الى العريس .. الآن أدرك أن الأمر ليس مصادفة ولكنه أقرب الى الظاهرة العامة .. عليه التنازل عن شرط يومي الخميس والجمعه كأيام مناسبة لحفل الزفاف واستبدالهما بأيام أخرى من أيام الأسبوع تكون أقل ازدحاما .. عاود الاتصال ببقية القاعات .. الرد الآن جاء أكثر وضوحا وأكثر قسوة أيضا فالقاعة محجوزة طوال أيام الأسبوع للثلاثة أشهر المقبلة .. فكر قليلا فى جدوى اقامة حفل زفاف وردد بين نفسه " الفرح فى القلب " وقرر الزواج بلا حفل زفاف .. .. فقد ضاع من العمر ما يكفي في الاعداد ولم تعد لديه قدرة على تحمل مزيد من الخسائر فى سنوات عمره .. تحمس للفكرة وأخبر عروسه .. لم تبد حماسا كافيا ولكنها أيضا لم تعلن عن معارضة صريحة .. أسرتها حسمت الأمر .. لن يكون هناك زفاف بلا حفل .. فهى ابنتهم الوحيدة ومن غير المقبول التفريط فى لحظة ظلت تنتظرها الأسرة منذ ميلادها ..الآن أوصدت جميع الأبواب فى وجهه وليس عليه سوى الرضوخ للأمر الواقع .. عليه الانتظار سنة كاملة جزاء عدم مبادرته بحجز القاعة قبل الزفاف بوقت كاف .. استرجع رحلة كفاحه المريرة وصولا الى اعداد عش الزوجية وأخذ يتمتم .. عفوا القاعة محجوزة !
- آخر تحديث :
التعليقات