سوزان فيصل تلحوق: أصابعٌ تراقص قلما"، تداعبه قائلة " لما لا ترمي حبرك لترسم القصة، لوحة أخيرة لوهمٍ لم يُِبقِ أملا بالحلم.
في آخر لقاء، بعد أن رميت رائحتكَ على جسدي، وحان وقت ذهابي تحرَّك ما تبقى فيك من إنسانية فلن نلتقي مجددا في الشارع أو في الحانة أو مع أصدقاء مشتركين . إستيقظتَ وكعادتك جلست قليلا في فراشك بكل هدوء "كم أحسدك", ثم ذهبت للإستحمام وبعدها لإرتداء ملابسك المرمية على الكرسي بتأنٍّ. وقبل خروجك وقفت أمام المرآة لتلقي النظرة الأخيرة على هندامك وخصل شعرك المتناثرة عمدا.
في هذا اليوم تقرر المجيء إلى الإنترنت لكتابة بضعة أسطرٍ لي بعد إصراري. تدخل إلى المحل وكعادتك تنظر بدقة كي لا يفوتك شيئا.
تبحث عن فتاة ما لتقول "كم هو جميل" أو "يا له من أمير" كما يقول الوالد "العزيز". تجلس متجاهلا ذلك الصوت الذي يصرخ بداخلك.. كم أنت مخادعٌ, تناقضٌ كبير بين إحساسك الراقي وحبك العظيم الذي تدعيه وبين أنانيتك وخوفك وإنعدام قدرتك على المبادرة والتضحية.
تبدأ بالكتابة مبررا" نفسك أولا" كالعادة قائلا لا أملك موهبتك في الكتابة لذلك لا اكتب الكثير يعني ماذا أكثر من "سلام وكلام...وأخيرا بحبك"، ربما نسيت أن تقول أنك لا تستطيع إختراع كذبة جديدة كي ترد على اسئلتي .
لكنك وأخيرا" قررت طباعة بضع كلماتٍ جعلتني اكره نفسي . تلك اليد اللتي قامت بطباعة هذه الكلمات هي نفسها اللتي تداعب الأوتار بإحساس رائع، هي ذات اليد اللتي غمرتني وعشقت جسدي.
إذا"، لقد تزوجت قبل أن تأتي بيومٍ واحد. قبل أن تقابلني في المطار وترجوني البقاء كي نتزوج لاحقا فانت كما تقول تضعف حين تراني ولا ترى سبيلا لإبقائي غير وعودٍ كاذبة...وأنا في كل مرةٍ أصدق أنك حقا" تحبني وهذه المرة لن تتركني.
لطالما كنت دائمة القلق والخوف مما تخبأه ، لكني امنن نفسي بوعدك انك لن تجرحني ،وهكذا أنسى كل قلقي عندما أرى وجهك أو عندما أكون بقربك وأنت تقول "لا أشعر بأني حيٌّ إلا بجانبك". فكيف لا أصدق وأنا لم أجبرك يوما على شيء.
خوفك من الإعتراف وأنانية حبك المزعوم جعلك تنتظر اللحظة المناسبة حين اكون بعيدة فلا تلتقي عيوني بعيونك وحينها اتلقى الخبر وأعلم أنه أصبح حقيقة.
ها أنت قد إنتهيتَ من كتابة هذه الأسطر التي حاولتَ جاهدا أن تقولها لي من قبل والآن تستطيع أن تخرج من المحل بإنتظار ردة فعلي...وأنا بعيدة مما يجعل ردة فعلي وغضبي وحقدي وألمي بعيدين عنك وهذا المطلوب.
الآن وقد عرفتك بعد وقتٍ طويل ،وقتا أخذ من روحي وقلبي الكثير ولن يعود.
آمل أنك لم تكن قد خططت لهذا منذ زمنٍ بعيد و آمل بأني لم أنم على كتفك سنة كاملة وأنت تخطط لمستقبلك وزواجك وأحلامك بعيدا عني في وقت كنت أقرن كل خطوةٍ بحياتي وآمالي معك.
أهنئك، وأعزي نفسي بقلبٍ قتلته ، لكني المدانة فمن يهمل قلبه لا يستطيع لوم أحدٍ إذا مزقه.
أخيرا"، هل إخترت زوجة تستطيع أن تسمعها أغنية "ظلمنا الحب" وتروي لها كيف فعلت ذلك؟
لأني سأحرص هذه المرة على أن أختار أحدا "طبعا ليس بنية إعطائي هوية أو جنسية سمع "ظلمنا الحب" ووضع الأغنية في الأرشيف.
فأنا أحببت ما ظننته يوما أنت.
وكما قلت لأعز ما كان عندي أقول لك إلى أن نلتقي..