فوضى التخوين ...

نزار الرياني: عجيب أمر الطغم الحاكمة في العالم العربي ، وما أسرعها في إطلاق حملات التخوين والتشهير بكل من يعلن موقفا ً مغايرا ً أو حتى يدلي بوجهة نظر ، أو حتى يعتذر ويطلب الصفح معترفا ً بأخطاء فترة سابقة .إن اتهام الغير بالخيانة هو أشد أنواع الظلم والقهر ، لأن كل منا يعرف مقدار حبه لوطنه وتعلقه به ولا حاجة أن يصرح بذلك كلما استيقظ في الصباح وكلما ذهب إلى النوم ، وإن الجهة التي تطلق مثل تلك الأحكام تنصب نفسها وكيلة حصرية عن الوطن وتحتكر محراب حبه وباب التضحية من أجله ، وهذا أشد أنواع الديكتاتورية ، فكيف يحق لجهة ما في وطن ما أن تستأثر بكل مقدرات هذا الوطن وتنهب خيراته وتقتل أبناءه وتزج بهم في السجون وتتنازل عن كيلومترات ( وليس شبرا ً ) من أراضيه وتتآمر على مصالحه ، أن تدعي حب الوطن وتنكر على الغير حبهم و تتهمهم بالخيانة ؟؟؟؟

بمائة مكيال ومكيال ...

بعض الحكومات العربية التي تشجب الممارسة الرعناء للمنظمات الدولية العالمية لأنها تكيل بمكيالين حيث تحابي مصالح الإمبريالية الصهيونية على حساب مصالح العرب القومية ، هذه ( البعض من الحكومات ) نفسها تمارس ذات الشيء بل أمر وأدهى داخل حياض بلادها ، وتنتفي العدالة فيها تماما ً وتسود شريعة الغاب فيأكل كبيرها صغيرها ويعتدي قويها على ضعيفها ويدوس ابن سلطتها على ابن شعبها ويعيش زبانيتها على حساب فقرائها ، فتكثر المكاييل حتى تتجاوز المائة .

الكويت حزينة ...

اتشحت مدينة الكويت بسواد هادئ خيم على شوارعها ومرافقها ، حتى الغيوم التي كان الخليج يلتحفها كانت داكنة تنبئ عن حزن قادم على الطريق ، عرفنا أن رجل الخير جابر العثرات ودعنا بعد أن ترك في أعناق الكويتيين درة تعب كثيرا ً في الحفاظ عليها وحمايتها .
نكست الأعلام وخلت الشوارع من الناس والسيارات في سكون عجيب وهدوء غير معهود في مدينة تعج بالحياة وتنبض بالحيوية ، بكته العيون وأطبقت القلوب على حبه وعاهدته الأيادي على صون الوديعة وحفظ الأمانة .
وداعا ً أيها الأمير النبيل ، فها هي الجنة تفتح أبوابها لاحتضان خصالك الحميدة وأفعالك الخيرة وسيرتك العطرة ...