رزق علي: : لم يعتد الشعب الفلسطيني على أيام تتميز فيها حياتهم العادية المليئة بمشاهد الموت والدمار والقصف والتشريد حتى في اكثر الاوقات سعادة..فحتى اعيادهم المحدودة التي تكاد لا تمر عليهم تحمل بين ثنايها جراح جديدة لهذا الشعب الذي بات يعايش مشهدا متكررا لحالتهم الانسانية المبكية لجيرانهم في الدول العربية المحيطة.
جاء عيد الفطر السعيد بعد رحلة ايمانية قضاها اهل فلسطين في الصلاة والعبادة وقضاء مناسك الشهر الفضيل ليكلل هذه الرحلة بعطاء وفرح لهؤلاء الصائمين والمغلوبين على امرهم.
وكما اعتقد الجميع ان هذا العيد سوف يمر مرور المسافر الخفيف الظل صاحب الطلعة البهية بأوانه وكلامه وهيئته، وبهداياه المعبقة بروائح الذي مضوا الى دنيا اخرى. لكنه حمل معه هذا العام مأسي جديدة تضاف لسجل المعاناة الفلسطينية .
توشحت غزة من جديد بوشاح اسود يحيط بديارها ومساجدها وكنائسها التي دقت اجراسها ونكست اعلامها في يوم المسلمين المشهود.فاستيقظت في ذلك اليوم على وقع مجزرة اسرائيلية جديدة كانت مقدمة لتهنئة اسرائيلية او عيدية قدمها الجيش الاسرائيلي للشعب الفلسطيني ليتحول بذلك عيد الفرحة والسرور الى بركة شكلت معالمها دماء تسعة ممن سقطوا دفعة واحدة في شمال غزة .
في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية يقيم صلاة العيد في ملعب اليرموك بغزة، كانت القوات الخاصة الاسرائيلية تدور في حلكة الليل الى ان طلعت شمس الاثنين بحثا عن المطلوب رقم واحد في شمال قطاع غزة الشهيد عطا الشنباري قائد الوية الناصر صلاح الدين احد ابرز الاجنحة العسكرية العاملة على الساحة الفلسطينية والذي تتهم اسرائيل هذا التنظيم بالمسؤولية عن عملية اختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط . في الوقت الذي اغتالت معه ايضا اثنين من اشقائه وثلاثة من افراد اسرته واخرين.
كان عطا الشنباري في تلك الوقت يقدم واجب العزاء لعائلة احد الشهداء في بلدة بيت حانون ومسقط رأسه حين استهدفته قوات خاصة ترتدي زيا مدنيا عربيا وبواسطة غطاء جوي اسرائيلي مكثف.
ويعد هذا العيد السادس خلال انتفاضة الاقصى الذي ترتكب فيه اسرائيل مجازر بحق الفلسطينين فقد تعاقبت في سنوات الانتفاضة الماضية على اغتيال نشطاء من المقاومة الفلسطينية بينما كانوا يقومون بزيارات عائلية خلال صبيحة الاعياد وايضا اجتياحات اسرائيلية متكررة لمناطق في قطاع غزة الذي يعيش حاليا حالة من الحزن ، على فقدان تسعة فلسطينين في اول ايام عيد الفطر السعيد الامرالذي جعل الفلسطينين ينهون سريعا مراسيم احتفالهم بالعيد والتوجه الى تقديم العزاء لعوائل الشهداء التي تحولت اعيادها الى اعياد تزف ابناءها الى القبور..غزة التي لم تنفك تداوي جراحها بعد ثلاثة اجتياحات خلال اسبوع واحد لشمال وجنوب قطاع غزة المهددين بعملية عسكرية برية وجوية واسعة النطاق من اجل الافراج عن الجندي الاسير جلعاد شاليط.
ويعيش اهالي غزة تحت سيف مسلط في هذه الاثناء في ظل حالة الاحتقان السياسي الذي تشهده الاراضي الفلسطينية بين مؤسستي الحكومة والرئاسة وبين الاجهزة الامنية من جهة وجهاز القوة التنفيذية الذي شكله وزير الداخلية سعيد صيام والمحتجز هو ايضا على الجانب المصري والممنوع من دخول القطاع في ظل الوقت الحالي.
وكان لاتصال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت برئيس السلطة الفلسطينينة محمود عباس موضع سخط واستهجان من قبل الفلسطينين حيث تزامن الاتصال مع عملية اقتحام بيت حانون واغتيال التسعة فلسطينين واصابة اكثر من 25.ولا يزال المئات من الفلسطينين عالقين على الجانب المصري من معبر رفح بعد احتلال اسرائيل للمعبر قبل اكثر من اسبوع .وختم الفلسطينين عيد الاحياء باكرا بعيد للاموات جاء على غير موعد ولا وانذار
التعليقات