رزق علي : يقف محمد القشاش (21 عاما) معدلا في صفوف المحتجين المصطفين على درجات مبنى ادارة جامعته مطالبا اياها برفع الظلم عن الطالب الجامعي . يقول محمد طالب السنة الاخيرة quot;اعتبرنا احتجاجنا هذا على ممارسات ادارة الجامعة .يجب فك القيود وتسهيل كافة الامور على زملائي الطلاب الجامعيين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل انقطاع دفع الرواتب وارتفاع ظاهرة البطالة في صفوف الشباب الفلسطينيquot;.
محمد واحد بين ثلاثين طالبا اعتصموا امام مبنى رئاسة الجامعة الاسلامية رافعين شعارات تطالب رئاسة الجامعة بالوقوف مع الطالب الفلسطيني في محنته الاقتصادية الصعبة.
في الوقت الذي رفع محمد ورفاقه شارات سوداء كان عدد اخر من الفلسطينين يجوبون الشوارع احتجاجا على عدم دفع الرواتب للموظفين ومن اجل توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل .
تعيش الاراضي الفلسطينية حالة من الغليان حاليا بعد ارتفاع حدة المواجهات بين الحكومة والرئاسة الفلسطينية الى جانب الاضراب الشامل الذي اعلن عنه الاتحاد العام للمعلمين في محاولة منهم للحصول على مستحقاتهم قبل بدء العام الدراسي . في المقابل وقفت مجالس الطلبة وهي مجالس نيابية تمثيلية في الجامعات الفلسطينية وقفة مماثلة لوقفة المعلمين حيث قاموا بالاضراب يوما واحدا منتصف الاسبوع الحالي باستثناء الجامعة الاسلامية التي رفضت القيام بهكذا خطوة .
الجامعات الفلسطينية والتي تعد اكبر تجمع للشباب تسعى للقيام بحركات احتجاجية للمطالبة بالدعم وتحقيق مطالبهم في حين تقوم جبهة العمل التقدمية _وهي اطار شبابي تابع للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين _ بتوزيع بيانات احتجاجية بين اوساط الطلاب داعية اياهم للإضراب والوقوف معا حتى تحقيق مطالبهم .
وادى الاضراب في بعض المناطق في قطاع غزة والضفة الغربية الى شل الحركة التعليمية بالكامل اضافة الى شلل في القطاع الصحي حيث توقفت المراكز الصحية , في بعض الاحيان عن استقبال المرضى في ظل نقص الادوية والمستلزمات الصحية جراء الحصار. ولن يتوقف الامر عند الحركات الاحتجاجية فحسب بل من المرجح ان تتجه الامور نحو التصعيد وفي هذا الاطار يجد الشباب الفلسطيني نفسه منقسم بين مؤيد ومعارض لظاهرة الاضراب في الوقت الذي ترهقهم مشاكل الحياة اليومية .
يقول احمد عبد الوهاب _طالب جامعي_quot; الاضراب من شأنه ان يخل باداء وعمل المؤسسات الحكومية وهو ما سيشكل مؤشرا قويا لانهيار مؤسسات الدولة الامر الذي سيعود سلبا على القضية الفلسطينية و مظهر الشعب الفلسطينيquot; ويتابع أحمد quot; نحن كشباب فلسطيني منقسمين دائما بفعل الانتماءات السياسية ما بين مؤيد ومعارض، وهو مدعاة دائمة للمواجهة بين الشباب الفلسطيني في الجامعات وخارجها, تكون غالبا النتائج عكسية وسلبية ايضاquot;.
من جهته يرى حمزة جمال ان على جميع الفلسطينين الوقوف صفا واحدا ويقول quot; البلد تتعرض لمخاطر جمة وفي الوقت الذي علينا ان نقف موقفا جماعيا وشجاعا ، يأتي المضربون لزيادة الطين بلة وتعطيل مسار الحياة الفلسطينية وتخريب ما يتم اعادة اعماره بعدما دمره الاحتلال quot;. ويتابع quot; المضربون اصبحوا اكثر خطرا على المجتمع الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي لانهم ينفذون سياسة اسرائيلية بحتةquot; .
ويعتقد احمد احد المعارضين لموجة الاضرابات و التظاهرات التي تعم الاراضي الفلسطينية بأن أي اضراب لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني بل هو مسيس وتحقيق لرغبة سياسية خارجية بعيدة عن هم المواطن الفلسطيني الامر الذي ينذر بحدوث ظاهرة عصيان جماعي ضد الحكومة الفلسطينية.
وعلى الجانب الاخر يؤكد المساندون للاضراب بان خطواتهم عادلة وسلمية يكفلها القانون، بينما يقول احد المدرسين الشباب quot; انا من حركة فتح واؤيد الاضراب ولكن لا اؤيد ان يكون الاضراب مخلا بالرسالة التعليمية وبالاداء الوظيفي. كان الاجدى بالجميع القيام بخطوات سلمية لا تؤدي الى حدوث مشاكل مع الحكومة او مع الطلاب تعرض حالة البلاد عامة للخطر quot;. ويضيفquot; لا شك ان الاضراب بمجمله مفيد لتحقيق مطالب عادلة لنا كمدرسين ومعلمين, ولكن تسييسه واستغلاله اسوأ استغلال جعله يظهر بمظهر الاضراب الهدامquot;.
وتأتي موجة الاضرابات وتعليق الدراسة والعمل في مؤسسات السلطة في وقت يستعد فيه الفلسطيني لاستقبال بداية العام الدراسي الجديد الامر الذي يمكن ان يؤثر سلبا على كافة نواحي الحياة هذا ومن المقرر ان يقوم المضربين بخطوات اخرى قالوا بانها سوف تفاجيء الجميع.
وكانت الاضرابات التي يقوم بها الشباب الفلسطيني تاخذ اشكالا عدة منها الاضراب عن العمل كما حدث قبل عامين للتضامن مع الاسرى الفلسطينين حيث قام عشرة طلاب فلسطينيين بالاضراب عن الطعام لمدة تزيد عن الاسبوعين ، او بتشكيل سلسلة بشرية حول الجامعة الفلسطينية بعدما تعرضت للقصف الاسرائيلي وتم تدمير مجلس طلابها.لكن الاضرابات اليوم تتخذ اشكالا مختلفة ..ونتيجتها الهدامة او البناءة ستظهرها الايام المقبلة .
التعليقات