أحمد عبد المنعم : بسهولة شديدة يمكنك ان لتحظ الفخر في عيون المصريين بما حققه حزب لله من نصر استراتيجي وتاريخي على العدو الصهيوني -كما وصفه الامين العام للحزب حسن نصرالله- . المصريون في النوادي وعلى المقاهي ، في المنازل وأماكن العمل لايكفون عن الحديث عن الصمود اللبناني أمام الآلة العسكرية الاسرائيلية الجبارة .فعلى مدى اكثر من شهر تسمر المصريين امام شاشات التلفاز لمتابعة اخبار العدوان ، تذرف عيونهم الدمع مع كل مجزرة يسقط فيها عشرات الشهداء من النساء والأطفال ويهللون فرحا عند ورود أنباء عن وجود قتلى فى صفوف الجيش الاسرائيلي . ينتابهم شعور بالقلق عند سقوط احدى قرى الجنوب في ايدي الغزاة وسرعان ما يستعيدون ثقتهم في المقاومة مع دفعات الصواريخ التى تمطر بها حزب الله الدولة العبرية .

كان المصريون- شأن غيرهم من أبناء الدولة العربية- يدركون حجم الانجاز العسكري الذى حققته المقاومة اللبنانية بالصمود أمام الآلة العسكرية الاكثر تطورا في المنطقة ولكنهم بالتاكيد لم يتخيلوا أن يذهب هذا الصمود الى حد هزيمة اسرائيل عسكريا ..فاكثر المتفائلين كان يأمل في بضعة أيام من الصمود ليفاجأ بثلاثة وثلاثون يوما من المعارك الطاحنة دون ان تصاب المقاومة بالضعف أو الوهن.

تباطئت الولايات المتحدة الاميركية في اصدار قرار بوقف اطلاق النار لمنح الفرصة لحليفتها الصغرى للتخلص من حزب الله والقائها فى البحر فاذا بالحليفة تسرع اليها مطالبة بسرعة اصدار القرار للحفاظ على ما تبقى من هيبة عسكرية انهارت على ايدي المقاومين فى الجنوب . قرار وقف اطلاق النار بالفعل جاء لحفظ ماء وجه الدولة العبرية بعد ان فشلت فى تحقيق أي من الاهداف التي اعلنت عنها عند اعلان الحرب ، فلا هي استعادت جنودها ولا نجحت فى القضاء على المقاومة اللبنانية . فصواريخ حزب الله ظلت تمطر شمال اسرائيل حتى اليوم الأخير للحرب وذخيرة المقاومة ظلت تسقط عشرات الجنود الاسرائليين مابين قتيل وجريح.

أحمد مهندس شاب يعتبر الحرب على لبنان بمثابة كلمة النهاية فى فيلم التفوق العسكرى الاسرائيلي الذي ظل الجميع يتابعه على مدى سنوات طوال quot; ففي الوقت الذي وعد فيه قادة الجيش الاسرائيلي بانجاز المهمة خلال أيام وجدناهم يطلبون بالمزيد من الوقت حتى استمر العدوان اكثر من شهر بل واعلنوا قبيل وقف اطلاق النار عن حاجتهم الى شهر آخر لانهاء المهمة وهو ما يبرز بوضوح فشل الآلة العسكرية الاسرائيلية فى كسر ادارة المقاومةquot;.

محمد- 27 سنة- يرى أن الانجاز العسكرى الوحيد الذى حققته اسرائيل خلال عدوانها على لبنان هو قتل المدنين وارتكاب مجازر بشعة ضد الاطفال بالاضافة الى تهجير أكثر من مليون لبناني عن قراهم فى الجنوب ويضيف quot; واذا كانت المعارك الشريفة تعتبر ذلك جرائم حرب وانتهاك لحقوق الانسان فالعسكريين الاسرائليين يعتبرونه نصرا ونجاحا يفاخرون به شعبهم وينضم الى قائمة نجاحاتهم الطويلة فى هذا النوع من المعارك القذرة quot;.

عماد - مرشد سياحى - يعتبر صواريخ حزب الله التطور الأبرز فى المعارك العربية ضد الكيان الصهيونى ويقولquot; في كل الموجهات العربية- الاسرائيلية كانت المعارك تدور على أرض عربية ويكتوي بنارها السكان المدنيين قبل العسكريين ولكن هذة المرة تغير الحال وانتقلت المعركة الى داخل العمق الاسرائيلى بفضل صواريخ حزب الله التى جعلت من مليون ونصف المليون اسرائيلي أسرى للملاجئ وهو تطور ربما يجعل الدولة العبرية تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على عمل عسكري ضد اى دولة عربية فى المستقبلquot;.

لأول مرة يلمس العرب على أرض الواقع أن الوقوف فى وجه الآلة العسكرية الاسرائيلية ليس مستحيلا حتى وان كانت المقاومة مجموعة من الفدائيين لا يحملون سوى أسلحة دفاعية خفيفة لا جيشا نظاميا يملك أسلحة بعشرات المليارات .. فحزب الله أيقظ الأمة من سبات عميق وجعلها تزهو بما حققه من نصر ضد العدوان الصهيوني .. فللهزيمة أب وللنصر الف أب.