بهية مارديني من دمشق: تشهد سوريا ارتفاعا كبيرا في الأسعار وزيادة في أسعار العقارات والأراضي ومواد البناء ومعظم المواد الغذائية التي تتطلبها الحياة اليومية، وبشكل خاص أسعار كل شيء من ارتفاع الى ارتفاع حتى البطاطا أكل الفقراء ، كما يردد السوريون، الغلاء طال كل شيء من البنزين الى الخضروات واللحوم والألبان والبيض والبقول ....وصعود الاسعار بات إلى أسعار خيالية لا تتناسب ومتوسط دخل المواطن في سورية، الأمر الذي بدأ معه الشارع السوري يشهد حالة من الضيق ويثير موجة من التساؤلات حول غياب دور الحكومة في ما يحصل، ومدى قدرتها ورغبتها بضبط ذلك والقيام بمسؤولياتها.
ويحذر دائما ناشطون في الشأن العام من مغبة اتساع الهوة بين متوسط الدخل المتدني والارتفاع في الأسعار ويحضون الدولة لحماية لقمة عيش المواطن وكبح التلاعب بها، ويطالبونها بسرعة ضبط ولجم هذه الموجة المنفلتة من عقالها، والقيام بواجباتها القانونية والدستورية على أكمل وجه.
ووسط هذا الغلاء الذي عادة ما يبرر بتبريرات مختلفة فتارة اللاجئين العراقيين وتارة الغلاء العالمي يبدو الشاب يفضل زوجة تحصل على دخل لتعينه في أعبائه المادية اليومية ، منهم من يعتبر ذلك أمرا عاديا وطبيعيا وقلة من يعتبرون ان المرأة ليس من واجبها ان تشارك زوجها مسؤولياته المادية ولكن بشكل عام يسر الزوج أن يتخلص من الأعباء حتى لو كان مصروف زوجته حتى لو لم تشارك في مصروف المنزل فيبدو الزواج من موظفة اكثر راحة ويقال ان الزوجة الموظفة اقل نكدا.
عامر (موظف ) قال : شيء طبيعي في هذا الزمن الصعب أن يبحث الشاب عن زوجة موظفة تساعده على توفير حياة لائقة لأولادهما فالشاب في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها وغلاء الأسعار لا يستطيع أن يتحمل أعباء بناء أسرة ومصاريفها لوحده وأتحدث عن الشاب الذي ليس لديه أرضية مادية يبني مستقبله عليها وهؤلاء كثر فمنهم من يعتمدون على الراتب لبناء أسرة وشراء منزل وتأمين مستقبل ثم إن العادات والتقاليد الاجتماعية في بلدنا تحمل الشاب أعباء الزواج كلها مثلاً في مصر أهل الفتاة يتكفلون بتوفير (عفش) المنزل أما عندنا الشاب عليه تأمين المنزل وتأمين الفرش ناهيك عن تكاليف الزفاف والمهر ومصاريف أخرى وحتى أن الأهل لا يرضون إلا بمهر عال وحفلة في ناد فماذا سيفعل الشاب.
اما علا (موظفة ) فقالت : ليس شيء معيب أن يبحث الشاب عن الموظفة خصوصاً بعد أن وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الغلاء ، الموظفة تساعد زوجها على متطلبات وأعباء المنزل وعلى مصاريف الأولاد وفي هذا الوقت إذا لم تكن المرأة موظفة الوضع المادي يكون سيئا فالرجل يعمل بدوامين وبالكاد يوفر مستوى معيشة متدنيا وتصبح المرأة في نظره عالة هي وأولادها ويضطران أن يعيشا بالحرمان فعمل المرأة يكون دعما للرجل وللأسرة .
وراى عماد( مدرس ) انه :ليس مقياس أن المرأة الموظفة مطلوبة أكثر وتحظى بالعريس أكثر من غير الموظفة والدليل أن نسبة العنوسة بين الموظفات مرتفعة لأن الفتاة التي تصل إلى حد معين من الثقافة وتصبح مستقلة مادياً تبدأ البحث عن العريس المثقف والغني وفي هذه الأيام نادراً ماتجده والموظف قليلاً ماترضى به كونها تطمح لحياة أفضل وتشعر أنها تستطيع أن تكفي نفسها مادياً وتستغني عن الرجل في كثير من الأوقات وبالنسبة لي أريد زوجة موظفة وحصراً مدرسة لأن التدريس أفضل مهنة للمرأة إذ إن هناك العطلة الصيفية والعطلة الانتصافية وأيام الجمعة والسبت عدا عن أيام التفريغ خلال العام الدراسي هذا يمنحها وقتا جيدا للعناية بالبيت والأولاد والعناية بزوجها أما الموظفة التي تلتزم بدوام يومي سينعكس ذلك بالتأكيد على بيتها وسينعكس على تربية أولادها لأن غياب الأم عن المنزل يفقد الأطفال الكثير من الحنان والعناية .
من جانبه قال ميلاد (مهندس) ان : الكفة ترجح فعلاً للفتاة الموظفة وهذا ما أصبحنا نلمسه بشكل كبير في أيامنا هذه بسب الوضع المعيشي السيئ وأول ما يعجب الشاب بفتاة يسأل عن عملها وإذا كانت لا تعمل شيئا وأحبها وطرح الموضوع على أهله فإنهم يعارضون وينصحونه بفتاة موظفة حتى أن أصدقاءه ينصحونه بفتاة موظفة ، وبالنسبة لي الحب أهم ولا تعني لي الوظيفة مع أن أحوالي المادية عادية المهم أن أحبها فالشاب الذي يبحث عن موظفة معناها انه لا يبحث عن الاستقرار والراحة بل يبحث عن بنك أو عن مصدر للرزق وتنتفي هنا صفة الزواج وتكثر المشاكل لأنه بالأصل يفكر براتبها قبل أن يفكر فيها .
واوضحت سها(موظفة قطاع خاص) قصتها الخاصة وقالت: لقد عانيت من هذا الموضوع وأكثر من عريس تقدم لخطبتي عندما يعرف أن وظيفتي ليست ثابتة أو أنني سأتركها بعد زواجي يعدل عن فكرة الزواج وهذا شيء محبط ومعيب ، وبعد كل قصة كنت أعزي نفسي وأقول الحمد لله أن هذا الشاب ظهر على حقيقته ولم أبتل به لأنه يريد راتبي ولا يريدني لكن في الحقيقة شيء محزن فما ذنب الفتاة إذا كانت متعلمة ولم تحظ بوظيفة.
مهند :إذا كان الشاب لا يجد عملاً وإن وجد فان راتبه لا يكفيه فمن المؤكد انه سيبحث عن شريكة حياة موظفة على الأقل توفر عليه مصروفها فالمرأة هذه الأيام تريد لباسا على الموضة وماكياجا وأدوات تجميل وما إلى ذلك فمن أين يوفر لها الشاب إذا كان راتبه لا يكفي مصروفه إن لم تساعده في مصروف البيت تريحه على الأقل من مصروفها ومن النكد.
التعليقات