محمد هادي من الرياض: على الرغم من مرور خمسة أشهر تقريبًا على صدور قرار مجلس الشورى الذي يتيح للطلاب إنشاء إتحادات طلابية، إلا أنه لا يزال العديد من الطلاب بعيدين عن أجواء الأنشطة اللامنهجية التي تفرضها مثل هذه القرارات، إذ لا يزال تفكير طلاب الجامعات السعودية منعزلاً عن النشاطات غير الأكاديمية، على الرغم من وجود لجان متخصصة في النشاطات الثقافية والمسرحية، وأخرى تنظم رحلات مختلفة خارج المدينة التي تقع فيها الجامعة.


فحين تتجول في إحدى كليات جامعة الملك سعود -على سبيل المثال- ستلحظ بالتأكيد كثرة اليافطات المعلقة في الممرات والتي تدعوا إلى العديد من الأنشطة، منها المسابقات والرحلات، وحفلات الشاي الهادفة إلى التعارف بين الطلاب القدامى والمستجدين في الكلية. مع هذا، فإن الحضور ينحصر على شريحة محددة من الطلاب، فالمتدينون وحدهم هم الساعون وراء هذه الأنشطة والتجمعات، وهم أنفسهم القائمون على مثل هذه اللجان.


هناك لجان طلابية ولجان ادارية داخل عمادات شؤون الطلاب، وميزانيات مالية سنوية تدفعها الكليات والجامعة، لتنظيم النشاط غير الأكاديمي. الطلاب السعوديون الذين‮ ‬يمارسون التعليم داخل الجامعات،‮ ‬بدورهم كانت لهم وجهات نظر عديدة،‮ ‬إذ ذكر صالح القحطاني‮ ‬طالب العلوم الإدراية‮ ‬في‮ ‬جامعة الملكسعود خلال حديثه لـ‮ quot;‬إيلاف‮quot; ‬أن‮ quot; ‬الاتحادات الطلابية تحتمل أمرين فقط،‮ ‬إما أن تفشل أو أن تفشل،‮ ‬لأن جميع من في‮ ‬الجامعة‮ ‬يعرف أن اللجان الطلابية في‮ ‬الكليات تقوم على نوعية واحدة من الأفكار،‮ ‬لا‮ ‬يوجد تجديد في‮ ‬طرح الأنشطة،‮ ‬ولا حتى على مستوى الأشخاص‮.‬

هـموم غالبيــة الـطلاب تتعلق بالمعدل التراكمي، وبالمحاضرة الأخيرة في نهاية اليوم الدراسي، وبمواقف السيارات المظللة، مغيبين بقية الأنشطة، ويرجع الباحث العلمي في كلية العلومسعد الحميدان عضو لجنة الجودة والتطوير هذه العزلة إلى مواقف قديمة اتخذها الطلاب عن هذه اللجان، ويرى بضرورة عمل هيكلة جديدةlsquo; تشمل كل شيء بما في ذلك مسميات اللجان الطلابية المنتشرة في كل كليات الجامعة.


وتعد الأنشطة الطلابية في كل الجامعات العالمية، مكانًا خصبًا لظهور المواهب في جميع المجالات، وساحات لإظهار مالدى الطالب على مستوى التعبير وحرية الرأي، وطريقة جديدة ستردم الهوة الكبيرة بين الأساتذة المعمرين وبين طلاب الجامعة.


العديد من الطلاب متفائلون بأن يتجاوزوا المشاكل القديمة التي كان يصادفونها، والتي من أهمها ضعف إدراك إدارات الجامعات والمعاهد لمتطلبات الطلاب والأنشطة الطلابية، يقول عبدالله السهلي الطالب في كلية الهندسة : كنا نضطر في بعض الأحيان لأن ندفع من مصروفنا الخاص على الجامعة، سواءً كان ذلك على هدايا النشاطات التي نقوم بها او على المسارح التي نشيدها من اجل اقامة العروض المسرحية، ويواصل لا الوم الطلاب الذين لا ينتمون نفسيًا الى الجامعة، وتصبح الجامعة بالنسبة إليهم شبحًا يطاردهم في مناماتهم، أتمنى أن تزول تلك المشاكل بعد الإنتخابات الجديدة، وأن يتحول الوسط الجامعي إلى مكان مناسب للدراسة والحياة.


الطالب في كلية العلوم محمد العمران قال لإيلاف: لافتات الجوالة تغطي كل لوحات الجامعة الإعلانية، مع ذلك لا أنا ولا أصدقائي نهتم لوجودها، دائماً نسمع الكثير من المشاكل التي تحدث هناك، كما اننا مشغولون بالواجبات التي تفرض يومياً على الطلاب. ولا نجد الوقت الكافي.


محسن العطيفي ، طالب مستجد يقول بأنه يستفيد من مقر اللجان الطلابية للجلوس فيه فقط وقت الفراغ، ويضيف: لست مستعداً لأن أبقى معهم وقتاً طويلاً، لديهم مكان مكيف أجلس فيه بين المحاضرات المتباعدة، وأستمتع بالحديث معهم، هم أشخاص جيدون لكن، لكن الفاعاليات لديهم مملة ومميتة على حد وصفه.
واعتبر الكثير من الطلاب السعوديين أن إقرار مجلس الشورى السعودي أخيرًا نظامًا جديدًا للجامعات يتضمن للمرة الأولى السماح بإنشاء خطوة مهمة على طريق بث الحياة في المياه الأكاديمية الراكدة.


تضمّن نظام الجامعات في صورته النهائية تشكيل اتحادات طلابية في الجامعات السعودية وانتخاب أعضائها بالاقتراع السري، ونصت إحدى مواد النظام الصادر عن المجلس على أن يتم اختيار عميد الكلية أو المعهد عن طريق الاقتراع السري لأعضاء هيئة التدريس في الكلية أو المعهد لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة ويصدر رئيس الجامعة قرارًا بذلك.

كما أقرّ النظام الجامعي الأخير بعزل كل جامعة عن أخرى بميزانية مستقلة خاصة بها، يقرها المجلس الأعلى للتعليم في السعودية، ويضع عليها أحكام المراقبة المالية السابقة للصرف، وتخضع في تنفيذها لمراقبة ديوان المراقبة العامة في الدولة.