"سودَه عليه"
كركوك - 2 آب 2005
هذا الصباح، في السابعة والنصف صباحا، انفجرت عبوة ناسفة، مزروعة كانت في مزبلة، فتهاوى اثرها حلم القصيدة التي كنت اكتبها منذ الفجر: عادتي في الكتابة. وطقسي الذي احبه: وصلت شظايا الانفجار الى السطح حيث ينام الاولاد، على عادتنا نحن العراقيون، خاصة والتيار الكهربائي صار ملكا لشياطين لانعرف ماالذي يدور في رؤوسهم.
قبل يومين كنت على الماسنجر، مع الشاعر باسم الانصار، وسألني عما يحدث، فلم املك اجابة شافية، لكني قلت له اتمنى ان تقرأ كتاب: "كيف حكموا العراق" لمؤلفه سيف الخياط، فالكتاب يكشف اوراقا مخفية من سياسة "مجلس الحكم" الذي كان رئيسه الحقيقي، اكبر حمار اميركي اسمه بول بريمر، وعندئذ - ياباسم - ربما تجد اجابة شافية عما يحدث حاليا في العراق، فالمؤامرة اكبر من ان نتصورها، او ان نتصور من هو متورط في صياغة النسيج الذي تتكون منه بدلتها.
نحن في الشوارع الخلفية لانملك الا نعيش ونحب ونسكر ونموت على هوانا، تاركين لأهل صياغة الدستور راحتهم في تدبيج يوتوبيا الطائفيات والقوميات على هواهم، غير مبالين بكل ما تعرضه القنوات الفضائية، فلنا قنواتنا الخاصة، التي ابتكرناها، وعبرها نتناقل الاخبار والمخبؤات والاحلام والدموع والضحكات: "احدهم افتتح مطعما جديدا، وعلّـق على واجهته يافطة كبيرة، تتضمن العبارة التالية: رجاءا، ممنوع وقوف السيارات المفخخة، امام المحل".
النكتة اعلاه نتناقلها عبر الماسج الذي تقدمه خدمات الهاتف النقال، وهي - الخدمات- قنواتنا المفضلة هذه الايام: اقرؤا مايلي:
"صدام يقول انا مثل الانبياء: حاربت الكفار، واختفيت في الغار، لكن مع الاسف خذلني العنكبوت " فيجيب عليه ماسج اخر: " الاميركان وهم يكتشفون مخبأ صدام، اثناء القبض عليه، وجدوا حمامة، فضحكوا عليه قائلين: اطلع ولك قشمر، قابل احنه ازواج مثل قريش"
العبوة انفجرت هذا الصباح، فيما انا اكتب قصيدة عنوانها "ريش العاصفة" وقد اهديتها سلفا الى شاعرعراقي، شتمني بمحبة تفوق الوصف، اثر انفجار عبوة ناسفة في قلب قمر صداقتنا، فكانت تلك الشتائم بعض من شظايا صداقات وحب هذه الايام، فأصدقائنا وصديقاتنا في المنافي، لايدركون - على ما يبدو - ان مواصلتنا الكتابة والمجاملة والزعل والحب، وسط هذا الجحيم، هو بحد ذاته معجزة، تفوق الوصف، ولكن انا لله وانا ايه راجعون، فالبعض يعتبرني كسولا، حينما انقطعت عن كتابة التقارير من الشوارع الخلفية، غير عابيء - البعض - بما نعانيه من اشاعات تطير العقل:
يقولون: ان الحكومة قررت تخفيض رواتب الموظفين بناءا على عجز في الميزانية: اي ميزانية
يقصدون ؟ ميزانية الفساد الاداري ؟ ام ميزانية الحكومة الاميركية، وهي تفتح مكاتب سرية للمخبرين والعملاء والجواسيس، تحت ذريعة الإخبار عن الارهابيين:
عبر المسنجر تصل الرسالة التالية: "احدهم ذهب الى احد هذه المكاتب، فقالوا له: السجل "مقبط " (ممتلئ) تعال بعد شهر على ما تجي التخصيصات المالية ". كما ان الفساد الاداري، الذي عجزت عن معالجته لجنة النزاهة لحد الان، هو فساد اميركي اصلا، ففي الشوارع الخلفية هناك من يحمـّل الكادر الوسطي الاميركي مسؤولية انتشار هذا الفساد، فعلى سبيل المثال: اخبر احد المترجمين العراقيين عن ان بعض المشاريع الاعلامية الممولة من قبل الاميركان، يتم تسليم الدعم المادي لها بشرط هو: تقاسم المبلغ المخصص للمشروع بين الادارة الاميركية، وبين صاحب المشروع، فمثلا اذا كان الدعم مبلغا مقداره 20 الف دولار، فان ما يستلمه صاحب المشروع هو عشرة الاف دولار، اما العشرة الباقية فهي لمافيا الادارة المخولة لتموين المشروع، طبعا بشرط هام هو ان يقوم صاحب المشروع بالتوقيع على ايصال يتثبت انه قد استلم عشرين الف دولار.
هذا المثال اضربه للاجابة عن سبب تأخر اعادة بناء البنية التحتية للبلد: عن سبب انقطاع التيار الكهربائي، عن سبب شحة المياه، عن سبب غلاء السوق، وعن سبب عدم استلامنا موادا عديدة من الحصص التمونية، وارتفاع سعر علبة الحليب الى ستة الاف دينار، حسب ما تكشفه لنا مقالة موجزة وجريئة بعثتها الانسة مها الخطيب الناشطة الرائعة - وهي تجازف بحياتها بين عبوات الجشع الناسفة - عبر الماسج، متحدثة عن الانسة ازمة، التي تحكم البلاد والعباد، ومن بينهم صاحبكم عادل كمال، الذي اطاحت شظية عاطفية بقلبه المليء بالاغاني، بسبب انفجار بركان الغضب عند صاحب الدار الذي اسكنه، فقد ادى انفجار عبوة الصباح الى ان يقع بعض السياج على سيارته المركونة الى جانب الدار، فحطمها، وعندما سالته: "وما علاقتي انا بالموضوع" هز يده، واعتذر: "يا اخي.. مو انتم صحافة، ما تحجون، ما تشوفون هذا الغضب مال الله؟"
يبدو ان الشظايا التي اصابت جارنا الاخر، وهو عائد بالخبز لأولاده، في الصباح، لم تكن الا بعضا من ذلك الريش الذي وصلنا مع عاصفة الصحراء، قبل حوالي اكثر من عشر سنوات، ، ولذلك فقد هرعت الى الشارع، ناسيا قصيدتي، وركضت باتجاه الانفجار، فوجدته قد حدث في مزبلة، واصابت شظاياه - فيما اصابت- احد الاطفال في ساقه، كما دمرت سيارة اجرة بكاملها،ناسيا ان الزجاج في غرفتي قد تحطم هو الآخر، متلما تحطمت تماما ساق رجل عجوز، كان ممتطيا دراجته الهوائية، وهو يذهب - ربما - الى موعده الغرامي، كأي عاشق مبتل ببرج العذراء او القوس، كما يعتقدني بعض " الاعدقاء" حين اكتب تقاريري، او قصائدي واهديها لكِ، ايتها العالقة برقبتي و بكل لفتة من هيامي، وانا انقلك من تقرير الى اخر، الى مقاهي الشوارع الخلفية استجابة لرغبتكِ، عندما طلبتِ ان تشربي معنا الشاي على الرصيف،ولازلت معتقدا انك تستحقين وراثة الضحك والغضب والاسرار: كافرة مثلي بكل مقدس مطلق، لكنك.. مهما كنت، تبقين بلا رأس، مادام عقلك لم يرتد على خالقه، ويرفع عاليا قبضته، ليضرب بها جدار الخلق والخالق.
احبك رغم ذلك، لأنك تعرفين صدقي وتقدرينه، خاصة عندما اتلقى صفعتكِ باندهاش، كهذا الذي حدث في الصباح، عندما وقفت الى جانب عبوة ناسفة اخرى، وانتظرت انفجارها انتقاما منكِ: اريد ان اموت لأنسى انكِ اكثر امرأة بحت بها بضعفي، فتحولتْ الى نمر، يفترسني كلما دخلت عليه القفص، مقدما له اغنية من اغنياتي، التي يلح الشاعر سعد جاسم على القاء القبض عليها، هو الملحن خاصته،واهرب منه،الى ان افتح حصاري عن بريدك وبريد كل من احبهم ، مفكرا ان يكون صوتك المسكون بالبوح والحنين جاهزا للانفجار غضبا ، كعبوة هذا الصباح، وهي تنسف القصيدة والدستور، وتؤكد لي ان مفصول عن العالم هذا: منتميا الى عالم الازقة، حيث الحشاشين والجرحى والمهربين واولاد الخائبات:
نكتة احتجاجية، تطفر من قاع الخوف الذي نقبع فيه، تأتي عبر ماسج هاتف نقال لجارتنا رويدا:
"يقولون ان الزرقاوي اصيب في معركة، فاحتاج الى دم، ولم يجد الارهابيون غير راقصة، اختطفوها ونقلوا كمية من دمها الى الى جسد الزرقاوي، فتعافى الرجل، لكنه في المساء، حين أمّ جماعته للصلاة، ابتدأ خطبته قائلا: احلى تحية لاحلى مصلـّين، ثم التفت الى المؤذن قائلا باللهجة المصرية: سمـّعني الأذان، ياجدع". نضحك ام نبكي، لانعرف!! أوَ تعرفون؟
هناك قنابل تنوير في سماء كركوك، يبدو انها تستنكف ان تضيء المزابل او الجزرات الوسطية،المكان المفضل لعمل الارهابيين، فهؤلاء على ما يبدو يرتدون قبعات اخفاء، يصل حجمها احيانا الى ان يغطي بدن سيارة مفخخة، تنفجر في سوق القلعة الشهير، مثيرة الشكوك حول جدوى وجود وزارة اسمها الداخلية.وقنابل التنوير، بالرغم من انها تكاد ان تكون مشهدا ليليا دائما، الا انها في كل مرة، عندما تنبثق في فضاء مدينة تغرق في بحر النوم مبكرة، تثير تداعيات قديمة - يبدو ان هدفها هو ذلك: ترسيخ الحرب في عقولنا - انها تثير ذكريات عن حروب خضتها في كل مكان، من دون مبرر سوى آلية الانصياع للاوامر: آلية القبول بالحياة كما هي، دون البحث عن هاجس لتغييرها، عدى بعض الالاعيب الماكرة: السكر مثلا، الذي كان يمثل نوعا من الاحتيال على الواقع: نسميه احتجاجا، وما هو بالاحتجاج اطلاقا: انه هدنة مع النفس، ولدت بحكم العادة، وليس بحكم الحاجة الى الابتكار: لااحد الان يجرؤ على الاعتراف بذلك: اذ "لااحد ينفض الغبار عن روح ملاكه - ع. فنجان".
قنبلة تنوير اضاءت السطح، قبل شهر تقريبا، في مساء منعش جدا، بددت الفكرة التي حاصرتها منذ فترة طويلة، من اجل جعل هذا التقرير جاهزا للنشر، رغما عن حزني بموت ابنتي الجميلة لينا: انا رجل صارت احالاته الى الماضي هي الحبل السري الذي يشده الى الحياة: فمنذ نشوء الدولة العراقية الحديثة، ونحن لانملك لحظة هدوء تنقل نظرة رؤوسنا الى الامام، فالمستقبل امر من الصعب تحصيل او ترسيم ملامحه حسب الوقائع: نحن شعب يستنجد بالاغاني والشعر لترسيم المستقبل، بعد ان فقدنا الثقة بالواقع، وبعد ان فقدنا ثقتنا بالسياسي: نحن شعب خيالي، يمشي على قدمين من دخان نحو المستقبل، غير مكترث بمن سيكون رئيس البلدية او رئيس الجمهورية... لكثرة "ما مرّ فوق جثته من فاتحين - قصيدة علبة الصفيح":
مع ذلك فقنابل التنوير مشهد سحري، يكشف لجارتنا الكردية " ام احمد " الاعيب زوجها، وهو يخفي - بأي ذكاء - قنينة الخمر في زاوية معتمة جدا من السطح، تعرّيه فجأة الانوار الساطعة، فتستنجد بي: " عادل.. الحق صاحبك، سيسقط الليلة بالضربة القاضية، وأنا لم اعد احتمل.. "
يصيح ابو احمد: "الله اكبر.. المفروض ان قنابل التنوير تكشف الارهابيين.. وليس بطل العرق.." : اشعر به وهو يمضغ ريقه بصعوبة امام زوجته المتسلطة: "تعال عدولي.. تره انلاصت ْ" فينفجر الجيران على السطوح بالضحك: تزغرد ام ناديا: "عادل.. خليه الليله.. يشوف جهنم"
المحلة التي اكتب تقريري هذا منها، هذه المرة، نموذجية: نموذجية جدا في توزيع اطياف المجتمع العراقي، ونموذجية في التآخي ايضا، فلم اشعر يوما أن ثمة فرق بين اي احد واخر، فالنساء لهن عادتهن في الجلوس امام عتبات البيوت، وتبادل الاحاديث والاخبار، و.. تشغيل "المقص" في تقطيع اوصال الحكومة واميركا معا، والاولاد في الشارع يمارسون هواياتهم الكثيرة والمتنوعة: ليس ثمة فرق بين عربي او كردي او تركماني أو.. لافرق مطلقا، و " ام نمير " المسيحية سافرت لزيارة كربلاء قبل مدة، وهي فقرة هامة في حياتها مذ سكنت المحلة، ومذ تعاضد اهلها على هذه الزيارة، بعد سقوط النظام: يستأجرون حافلة، وينطلقون بها، في جولة سياحية ودينية: يزورون بما يتيسر لهم من وقت جميع الاماكن المقدسة، تاركين الشارع لحراسة بعض من يتخلف عن الزيارة، وطبعا هي فرصة لصاحبكم عادل كمال لأن يلعب " جوبي " وعلى راحته بغياب " وزارة الداخلية ": اللقب الذي يطلقه العراقيون على زوجاتهم بالاجماع، وانا اعتقد ان احد العوامل التي ستوقف الانفصال- لا سامح الله - هو هذا اللقب - وزارة الداخلية - ، الذي لو استغله الداعون الى الوحدة الوطنية بشكل جيد لنجحوا في مسعاهم، بالرغم من ان جارنا " ابو سامي " له رأي اخر مفاده: ان الاكراد صاروا يطلقون على زوجاتهم " وزارة الخارجية " بناءا على احتفاظ السيد " هوشيار زيباري " بحقيبة وزارته حتى في فترة مابعد الانتخابات: نكتة لم يزعل منها الكردي " ابواحمد " وهو يستمع الى هذا التعليق، لكنه اضاف بلطف بالغ: " والله اني سميت زوجتي: جيش المهدي، لأن وين ماتلكه بطل عرك.. اتكسره ".
نهر الضحك الذي كنا نعوم فيه في تلك اللحظة، احالني ايضا الى الماضي: تذكرت سلطان النكات: " كاظم عريبي " عندما سأله رجل امن: " كاظم.. وين وصلت بالحزب " فأجابه كاظم ببديهية: " ماكو شي.. بعدني مؤيد البدري " يقصد: انه لايزال بدرجة مؤيد في الحزب، لكن رجل الامن استشعر في كلام كاظم اهانة لحزبه، فصاح به " ها كاظم.. ماتخاف.. شلون اتصنف على الحزب " فهز كاظم كتفيه، وقال معلقا: " اووووهووووه.. عاد انته هم كامل الدباغ !! ".
انني لااتفق مع البعض في اننا شعب حزين، بل اجد ان الشعب العراقي اكثر الشعوب حبا للنكتة والقفشة، وهو في اشد حالات حزنه او غضبه، سرعان مايبتكر نكتة يلوذ بها:
في ازمة البنزين الشهيرة التي مازالت قائمة على قدم وساق لحد الان، يروي لي احد المترجمين، الذين يعملون مع قوات التحالف، حادثة وقعت له قبل مدة: " كنا في الطريق الخارجي، في دورية، بين ناحية تازة ومدينة كركوك، فلفت انتباه قائد الرتل العسكري حينها، وجود سيارة تاكسي واقفة في احد جوانب الطريق، فأمر قواته بالتوقف والتحري عن السيارة فقد تكون مفخخة: هكذا الجنود بعدتهم واستعدادهم متنكبين السلاح - تخيلوا المشهد جيدا - وهم في اشد حالات الاستنفار والحذر، وانا بينهم، نقترب شيئا شيئا فشيئا من السيارة، وقد قطعنا السير على الجانبين، فحل سكون عام وشامل، قطعه - ونحن نقترب ببطء وحذر - صوت شجي ينبعث من جهة السيارة، وهو يغني: " هاي وين جانت لي " وعندئذ شعرت ببعض الامان، فاستأذنت القائد بالتوجه الى السيارة وحدي وذهبت، فوجدت السائق جالسا على الارض، وقد اتكأ بظهره على الجهة الغير مرئية من السيارة ، والى جانبه علبة بلاستيكية فارغة، يستخدمها لنقل البنزين: لم يحرك ساكنا عندما رآني، واستمر يغني، وعندما استفسرت عن سبب وقوفه، اخبرني ان البنزين قد نفد في خزان سياراته، وحاول طلب النجدة من السيارات القادمة والذاهبة بدون جدوى، فيأس وجلس على الارض بانتظار الفرج: عندما قامت القوة العسكرية الاميركية بتجهيزه بالبانزين، رفع يديه بالدعاء، فلم املك ان امنع نفسي من الضحك، مما حدى بقائد القوة لأن يستفسر مني باستنكار، ولم اعرف كيف اترجمها، فقد كان الرجل يقول: اللهم انصرهم على هاي الامة... من الصبح ليهسه واكف وماحن عليه واحد، بس هذوله الكفره ".
مسج (رسالة الكترونية)اخر يشعل فينا، نحن الذين لم نذهب الى دوائرنا، متفقدين الاضرار التي تركها الانفجار:
اقول مسج اخر يصل فيشعل فينا الحياة، تبعثه احدى صديقاتي في الشوارع الخلفية، عبر موبايل جارنا ابواحمد: "عادل.. ياريت اشفايفي طيارة، وخدك مبنى التجارة، نتصادم كل يوم، ونخلي اميركا محتارة.."فنضحك ونضحك، ونحن نرفع الشظايا من على الجدران والارصفة، ساخرين من ساستنا الجدد، يصيح شامل من بعيد: " عادل اسمع وصلني هذا الماسج ": " سياسي لنكه من جماعتك، راح لمؤتمر، فقالوا له في الاستعلامات: ممنوع دخول الموبايل، فما كان منه الا ان قال: والله العظيم.. اني هسه توني بايل"
وصول الاميركان كان الذروة الاخيرة الذي انفجرنا فيها بالضحك حد البكاء، فبعد الانفجار حامت المروحيات فوق المكان، فيما قامت قوة انضباطية بتفتيش القادم والذاهب من الناس: امرأة ما نتبادل انا واياها الطرف والنكات في كل وقت، سيما باللغة الانكليزية ، هي من اطرف الكائنات التي عرفتها في حياتي، اطلت براسها الى الشارع، اذ يبدو انها، طيلة الانفجار ومابعده، كانت نائمة، ولم تعلم شيئا مما جرى، فوجدتني اتحدث مع احد الجنود الاميركان، فسألتني: " عادل خو ما كوشي ؟ ": " لاشيء " قلت لها: " حدث انفجار في المزبلة " فلطمت خدودها وقالت بعفوية، كأنها تريد ان تقول للجندي الاميركي، انها تفهم في اللغة الاميركية: " يع" black over me... `فضحكتُ، فيما حاول الاميركي ان يعرف ماالامر، وساعتها لم اعرف كيف اتصرف، او ان اوصل له الفكرة، فالمرأة كانت تقول ببساطة: " يع.. سوده عليه "
التعليقات