quot;النص بين التحليل والتأويل والتلقيquot;

غزة من علي أبو خطاب: في تجمع علمي يعتبر الأبرز حول اللغة العربية بدأت في قاعة مركز المؤتمرات بجامعة الأقصى بمحافظة غزة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول quot;النص بين التحليل والتأويل والتلقيquot; الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الأقصى بمشاركة وزير الإعلام أ.د. يوسف رزقة ورئيس مجلس أمناء جامعة الأقصى أ. جرير القدوة ونائب السفير القطري لدى السلطة الوطنية ود. حماد أبو شاويش رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ود. ناصر محمود عيد رئيس المؤتمر د. سلام الأغا نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية بجامعة الأقصى ود. عبد الله عبد المنعم وكيل وزارة التربية والتعليم ونخبة من الأكاديميين المختصين والمهتمين ورئيس بلدية غزة وعدد من أعضاء المجلس التشريعي. وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وتلاه السلام الوطني الفلسطيني. وقال د. أبو شاويش رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن المؤتمر يضم عدداً كبيراً من الباحثين من مختلف الدول العربية ويهدف إلى مواكبة التطور العملي وإثارة مناهج البحث ونظريات تحليلية مؤكداً على الجانب العلمي والأكاديمي في البحث العلمي quot;وأوضح أن المؤتمر يدعم الحوار البناء مثمنا دور رئاسة الجامعة ودور الجامعات الأردنية حيث تم تحكيم 41 بحثا في 7 جامعات أردنية.
وأشار انه قدم إلى المؤتمر 61بحثاً وبعد مناقشتها تم اختيار 39 بحثا لمناقشتها وهي من مختلف الجامعات الأردنية من بينها الجامعة مؤتة والبتراء وجامعة آل البيت والجامعة الهاشمية مشيرا أن المؤتمر يتضمن 6 جلسات على مدار يومينquot; وتشارك فيه مختلف الجامعات الفلسطينية إضافة إلى جامعتين من المغرب وهي جامعة محمد الخامس وجامعة شعيب الدوكاني ووزارتي الثقافة والإعلام وجامعة عين شمس المصرية مشيراً أنه سيتم نشر البحوث التي تم مناقشتها في المجلة العلمية للجامعة الأقصى.
من جهته قال د. ناصر عيد رئيس المؤتمر وعميد كلية الآداب أن المشاركة في المؤتمر جاءت من مصر والأردن وتونس والمغرب إضافة إلى جامعة بيرزيت والنجاح والخليل والجامعة الإسلامية والقدس المفتوحة مناشدا جميع الجامعات للرقي بالثقافة العربية لتأخذ مكانة مرموقة بين ثقافات الأمم ودعم جهود الباحثين للقيام بهذه المهمة شاكرا كل من ساهم في إنجاح المؤتمرquot; وأشار إلى أن المؤتمر يعقد لأول مرة على أرض الجامعة تدعيما لدورها العلمي والأدبي بين الجامعات العربية وأشاد بالانجازات التي يحققها المؤتمر من الدعم اللامحدود للارتقاء بالعرب والجامعات العربية.
وقال أ.د. سلام الأغا نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في كلمته نيابة عن رئيس الجامعة أن المؤتمر يمثل لقاء فكريا وأدبيا يضم جميع ثقافات المتميزة من الوطن العربي مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعالج قضايا معاصرة من الأدب واللغة وله أثر كبير علي جميع جوانب الحياة البحثية والعلمية ويساعد في موازاة حركة التغيير وإحضار متطلباته حيث أصبح البحث العلمي من أهم خطوات التطوير في هذا العصرquot;.
وأشار إلى أن معظم الدول العربية بدأت تولي البحث العلمي عناية واهتماما لان من خلاله نستطيع أن نحقق الأهداف ونزيل العقبات وقال إن جامعة الأقصى من خلال اهتمامها بالبحث العلمي قامت ببناء مبنى لها في مدينة خان يونس بدعم من الرئيس عباس على الأراضي المحررة حيث تم بناء العديد من القاعات الدراسية والمختبرات العلمية والملاعب والساحات الخضرات مشدداً على ضرورة اهتمام جميع الجامعات بالبحث العلمي وتخصيص ميزانيات لها بهذا الخصوصquot; وقال إن المؤتمر عمل جماعي يجمع كفاءات متميزة من مختلف الأقطار العربي وملتقى العلماء وحلقة الوصل بين الأخوة والأشقاء العرب إضافة إلى أهمية المؤتمر تكمن في أنه يعالج قضايا جوهرية معاصرة في الأدب والنقد بالإضافة إلى أنه يبرز مدى اهتمام الجامعة بالبحث العلمي الذي أصبح من أهم مرتكزات الحياة الاجتماعية خاصة ما يتعلق بالقضايا التعليمية والأدبية.
وشدد رئيس مجلس الأمناء جرير القدوة على ضرورة التركيز في الجامعات الفلسطينية علي العمل وليس علي الكم إضافة إلى ضرورة الاهتمام بغرف البحث العلمي التي هي أهم ن الغرف والمباني الجامعية الأخرى وقال يجب عمل أبحاث علمية لمعرفة من الذي قتل الراحل ياسر عرفات آملاً بان تأتي الأيام المقبلة بالخير علي الشعب الفلسطيني quot;.
وأكد على أن الوقت مناسب لعقد مثل هذه المؤتمرات العلمية التي تحقق الصالح العام للمجمع الفلسطيني مثمنا دور المؤتمر في استهدافه لتطوير الأدب واللغة وقال لا شك أننا كمجتمع فلسطيني ترحب بالخبرات العربي في هذا المؤتمر وتمنى المزيد من التقدم والرقي بالخبرات المحلية والعربية.
وقال عبد الله عبد المنعم وكيل وزارة التربية والتعليم إن البحث العلمي يحتاج إلى وقفة جدية من الجميع لما يشكله ذلك من أهمية كبرى في تحقيق روح التواصل البناء بين العلوم الإنسانية ويكمل المعرفة الإنسانية مشيرا إلى أن المؤتمر يلبي حاجة المجتمع الفلسطيني في ظل المحاولات لطمس الهوية الثقافية لشعبناquot;. وأكد أنه يعمل على الإسهام في تكوين شخصية الفرد الفلسطيني وقال لقد جعل المؤتمر من شخصية الفرد الفلسطيني أطرا فكرية تسهم في الحفاظ علي الهوية الثقافية ووحدة الصف الوطنيquot;. وقال إن المؤتمر استمرار للجهود المتواصلة التي تبذلها الجامعة ودورها في الاستجابة لكافة التحديات وما صاحبها من تطور هائل في الانفجار المعرفي وتقدم الاتصالات التي جعلت من العالم قرية كونية صغيرة وأضاف أن المؤتمر يأتي ملبيا بحاجة ملحة من حاجات المجتمع معربا عن أمله أن يكون المؤتمر نقطة انطلاق لرسم إستراتيجية قادرة على منح مستقبل أفضل.

جلسات المؤتمر
اليوم الأول
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر التي ترأسها د. عبد الجليل صرصور وكان مقررها د. فضل فورا قدمت خلالها ست بحوث علمية حيث قدم وزير الإعلام أ.د يوسف رزقة من الجامعة الإسلامية بحثاً بعنوان الرؤية وتعدد الأصوات في quot;عكا والملوكquot; فيما تناول د. حماد أبو شاويش من جامعة الأقصى في بحثه الشاعر خليل مطران ناقدا وتناول د. أحمد المصري من جامعة الأقصى في بحثه quot;الرمز في شعر راشد حسين في حين جاء التطور الدلالي في التلقي الحديث النبوي نموذجا بينما جاء البحث الذي قدمه د. محمد دوابشة من الجامعة العربية الأميركية بعنوان صورة فلسطين في شعر أحمد مطر فيما جاء بحث د. فؤاد حمادة من جامعة القدس المفتوحة بعنوان quot;ماquot; في باب الشرط والجزاء.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د. عبد السميع العرابيد وكان مقررها د. حسن المسحال قدمت سبعة أبحاث علمية حيث قدم د. محمد العمور من جامعة الأقصى في بحثه الذي جاء بعنوان أثر التأويل في اختلاف الفقهاء في حين قدم د. محمد بخيت بحثاً بعنوان أثر التأويل في ظهور الفرق فيما قدم د. محمد المبيض بحثا بعنوان التأويل وأثره في الاختلاف العقائدي والفكري والفقهي في حين جاء بحث د. عصام زهد بعنوان الإعجاز في نص الخطاب القرآني بينما جاء بحث د. محمود الشوبكي بعنوان quot;ظاهر نصوص الصفات الإلهية عند السلفquot; وجاء بحث د. حسين أبو عجزة لعنوان مفهوم الشرط كأحد طرق الدلالة على الحكم الشرعي وأثره في اختلاف الفقهاء وتبعه بحث للدكتور عاطف أبو هربيد بعنوان أثر تأويل النص الشرعي في الاختلاف الفقهي.
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها أ.د نظمي أبو مصطفى وكان مقررها د. صلاح الدين حماد قد قدم د. محمود الأستاذ بحثا بعنوان أبعاد التفكير كنسق دلالي لسلطة النص الديني في مناهج العلوم المدرسة في حين تناول د. محمد عسلية من جامعة الأقصى في بحثه الدلالات التفتيشية للخيال الرمزي في النص الأدبي عن منظور التحليل النفسي بينما تناول د. حمدي معمر من جامعة الأقصى في بحثه البعد الاجتماعي لشعب الإيمان فيما تناول د. يحيى أبو جحجوح من جامعة الأقصى بعنوان quot;القيم التربوية في نماذج من الشعر الفلسطيني المعاصرquot; بينما تناول د.نبيل الجندي من جامعة الخليل في بحثه النفاذية إلى النص quot;نموذج مقترح لتحليل المضمونquot;.

اليوم الثاني
قدم أ.د.أحمد الخطيب من جامعة البتراء في الأردن في الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر التي ترأسها د.حماد أبو شاويش بحثاً بعنوان تداخل الأجناس قصيدة quot;شنق زهرانquot; لصلاح عبد الصبور نموذجاً فيما قدم د.رائد عكاشة من جامعة الإسراء الأردنية بحثه الذي جاء تحت عنوان تقنيات التعامل مع النص تأمل في خطاب الفرق الإسلامية في العصر الأموي، بينما قدم د.عيسى برهومة من الجامعة الهاشمية بحثاً بعنوان التجليات الاجتماعية في المشهد اللغوي العربي من خلال مجمع الأمثال للميداني في حين قدم د. فهمي مبيضين ود.جمال مقابلة من جامعة آل البيت بحثاً بعنوان صورة الروح قراءة في تصميم الغلاف لدى زهير أبو شايب بينما قدم د.عاطف خليل من جامعة الإسراء الأردنية بحثاً بعنوان البنية اللغوية والتنموية وجدلية التأويل مثل من الأساليب التنموية منهج وتطبيق في تيسير الإعراب تبع ذلك د.محمد كلاب من الجامعة الإسلامية الذي قدم بحثاً بعنوان بنية القضاء الكتابي بين الإبداع والتأويل قراءة في شعر انتفاضة الأقصى، فيما قدم خضر أبو جحجوح من وزارة التربية والتعليم بحثاً بعنوان البناءات الفنية للنص في شعر كمال أحمد غنيم.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د.أحمد شعث قدم أ.د.شكري الماضي من جامعة آل البيت الأردنية بحثاً بعنوان القرآن الكريم وعلم النص، فيما قدم د.خالد الجبر من جامعة البتراء بحثاً بعنوان سلطة النص ونسبية التلقي نحو نظرية للمعنى الحر، فيما قدم د.عبد الباسط الزيود من الجامعة الهاشمية بعنوان المتوقع واللامتوقع في شعر محمود درويش دراسة في جمالية التلقي، فيما قدم د.ناصر شبانة من الجامعة الهاشمية الأردنية بحثاً بعنوان القارئ في مواجهة النص الشعري من بنود التبعية إلى آفاق السيادة، في حين قدم د.علي غسان من الجامعة نفسها بحثاً بعنوان المحكم والمتشابه بين التلقي والأصول والتأويل الصوفي quot;كتاب رد معاني الآيات المتشابهة إلى معاني الآيات المحكمات لابن عربيquot; نموذجاً، فيما قدم د.زياد المصري من كلية العلوم والتكنولوجيا بخان يونس بحثاً بعنوان استراتيجية النص ومستويات التأويل في حين قدم د.عاطف سلامة بحثاً بعنوان ثقافة النص في الرسم الكاريكاتوري وتأويلات المتلقي.
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها د.محمد السلطان قدم أ.د. سليمان أبو عرب بحثاً بعنوان خطاب النص الشرعي والنص الشعري بين الحقيقي والمجاز النص الشرعي في ضوء الواقع والمعاصرة quot;دراسة نقديةquot;، فيما قدم أ.د. محمد عزة من جامعة محمد الخامس بالمغرب بحثاً بعنوان تحولات الدلالة بينما قدم د.محمد جكيب من جامعة شعيب الوكالي بالمغرب بحثاً بعنوان إشكالية مقارنة quot;النص الموازيquot; وفق قراءة بحثية العنوان نموذجاً، في حين قدم د.محمد عبد الرحمن من جامعة عين شمس المصرية بحثاً بعنوان البنى الميثولوجية والنص التاريخي، وتبعه د. محمد حسونة حيث قدم بحثاً بعنوان إحالات النص الشعري دراسة تحليلية أسلوبية في حين قدم د.عبد الجليل صرصور بحثاً بعنوان الاستشراق واستدعاء الذاكرة في شعر عمر شلايل، وقدم خضر محجز بحثاً بعنوان سلطة النص ونسبية التلقي.

مؤتمر أم مؤامرة على الأدب الطليعي الحداثي وما بعده
مزايا المؤتمر لا ينكرها أحد من حيث كونه الأول من نوعه ومن حيث امتداده العربي..الخ، لكن يبقى السؤال معلقاً: لماذا ركزت بعض الأوراق على موضوعات هامشية في الجدال الثقافي المعاصر؟ وركزت بعضها على كُتاب مغمورين؟ وركزت بعضها على شعراء من زمن الرومانسية وشعر التفعيلة ولم يصلوا حتى لجيل مجلة quot;شعرquot;؟ ولماذا كان غياب عقود من الحداثة الشعرية العربية وما بعدها حيث الأدب التجريبي في الشعر والقصة والرواية وغيرها؟ لماذا لم تقبل الجامعة مقالة نقدية عن حسين جميل البرغوثي الشاعر المبدع التجريبي الذي اختطفه الموت مبكراً في محور quot;سقوط الأجناس والنص المفتوحquot;، في حين قبلت مقالاً آخر عن قصيدة لشاعر ndash;هو صلاح عبد الصبور- من زمن ما قبل النص المفتوح؟ ولماذا لم تقبل الجامعة مقالاً آخر عن حسين البرغوثي في محور آخر هو quot;الشاعر ناقداًquot; رغم تميز البرغوثي بدراساته النقدية القيمة، في حين قبلت مقالاً عن خليل مطران الذي لم يبقَ من مجلداته الثلاثة المليئة بقصائد المناسبات ومدح الأمراء سوى بضع قصائد تدرس في المدارس، ولم يعرف عنه أنه ناقداً متميزاً؟
كل هذه الأسئلة وغيرها نوجهها للقائمين.. علـّنا في العام القادم نرى مؤتمراً أكثر طليعية يناقش قضايا الحداثة وما بعدها ومصطلحاتها والنقد الثقافي والنسوي والترجمة وقصيدة النثر والنص المفتوح وغيرها من القضايا الغائبة عن أذهان الأكاديميين والطلبة داخل أسوار الجامعة، بل وجلـّهم يشنون عليها حرباً لا هوادة فيها، لكنها مواضيع حاضرة في النقاش الثقافي المحموم بين مبدعي غزة ومبدعاتها على هامش نشاطاتهم التجريبية وأمسياتهم الشعرية التي ينشدون فيها لغزة وخرابها أجمل قصائد الشعر الحر وقصيدة النثر.