ويصدرون نشرة أسبوعية ثقافية

رام الله ndash; اللجنة الإعلامية : عقد مؤخراً اللقاء الأسبوعي الرابع حول التطبيع في بيت الشعر بدعوة من لجنة الطوارئ الثقافية .. وقد تناول المثقفون ضرورة إعلاء صوت المثقفين على اختلاف قطاعاتهم في وجه الهجمة المسعورة التي يشنها قراصنة الاحتلال على أبناء شعبنا في غزة ونابلس ورام الله وجنين وطولكرم وقلقيلية وبيت لحم .. وكافة المدن والقرى والمخيمات .. في سياق سعي الاحتلال لتقويض بنية المجتمع الفلسطيني وإبادة قواه وأدواته الحية .. وقد أكد المثقفون أن اجتماعهم ليس اجتماع صالونات أدبية، بل هو ضرورة اقتضتها الحالة التي نعيشها يومياً بمرارة واستهداف لا يتوقفان، ما يقتضي حشد الطاقات واجتراح الحلول والتقدم بقوة الفكرة والفعل لمنازلة النقيض.
وفي ظل حالة الغياب التي تشهدها المؤسسة الثقافية فإن من الملزم أن يتم سدّ الفراغ حتى يخرج الصامتون عن صمتهم ويظهر المتوارون لقول كلمتهم والقيام بمسؤوليتهم وواجبهم. فيما طالب المتحاورون بضرورة الخروج عن الفعل ورد الفعل .. مؤكدين أن الاستهداف اليوم هو نكبة لا تقل عن العام (1948) . وتوقيت الهجوم اليوم على إيقاع الفيفا يشبه توقيت اجتياح بيروت العام (1982). وأشار المتحاورون إلى ضرورة أن يكون ثمة هم كبير، توضع سياسة لنصل لهدف ، والهدف تفعيل الثقافة الفلسطينية واشتقاق وسائل وحوار داخلي ضد الشرذمة، حوار يجمع الطاقات ليصل الصوت إلى دوائر الحراك الثقافي عربياً وعالمياً. وأشار المتحاورون إلى ضرورة وجود مساحة حرة في الصحافة المحلية للحوار والجدل بدلاً من الإلغاء والإقصاء وسياسة الحذف. وطالب المتحاورون بضرورة التشبت باللقاء الأسبوعي كتقليد ثقافي بصرف النظر عن هوامش الغبار والمنزعجين من صوت الحق والمعجبين بالتطبيع مع الاحتلال .. فلا بدّ من جرّ المثقفين إلى الساحة حتى لا يبقوا متفرجين، ففي فرنسا العام (1968) فعل الطلبة ذلك.
وأشار المتحاورون إلى وجوب اتساع آفاقنا لنناقش. أكثر الناس يختلفون هم المثقفون، نحن تحت الاحتلال، سارتر قال : أستغرب من المثقف إذا لم يلق القلم ويحمل البندقية. ونحن في هذه المرحلة يمكن أن نكون مع ذلك. لسنا مع إطلاق النار على الآراء الأخرى. ليكن الحوار حواراً ثقافياً، وليكن الاختلاف نقطة تفجير شكل من أشكال الاتفاق ولا نريد أن ندير ظهر المجن لكل من يختلف معنا . وإذا كنا متجانسين فهناك خلل. لدينا أكثر من أسلوب يدين الصامتين. فلا يوجد احتلال بقي طوال هذه المدة، أين المثقفون !؟ تساءل المتحاورون
وقد اتفق المتحاورون على إصدار نشرة ثقافية أسبوعية تكون صوت المثقفين وتحمل همومهم وتساؤلاتهم وهواجسهم ورؤاهم لمقاربة ما يحدث تحديداً في هذه اللحظات التي تتعرض فيها غزة وباقي الأراضي المحتلة إلى شتى أنواع التدمير والعدمية والإبادة من قبل الاحتلال وأدواته الإجرامية .. وقد دان المجتمعون اختطاف الوزراء والنواب وتدمير المولدات الكهربائية معلنين رفضهم للحياد الدولي المريب والمنافق والدعم الأمريكي الغاشم للاحتلال الذي يقتل مِنْ على ظهر دبابة أمريكية. ودعا المجتمعون إلى صياغة بيان يدين غزو غزة واجتياحها ويرفض الموازين المختلة التي يكيل بها النظام الدولي والذي يحمل الفلسطينيين المسؤولية ويغضّ الطرف عن القاتل الاحتلالي ..

ومما جاء في البيان :
إن مواجهة هذه الآلة لن يتأتى إلا إذا عجمت المؤسسة الثقافية عيدانها وأعلنت بصوت الحق الفلسطيني المجلجل الذي يدمغ الباطل الإسرائيلي فإذا هو زاهق، إن الاحتلال الإسرائيلي، وأنصاره وساتري عورته من دول العالم والمتواطئين معها تتحمل سياسات التجويع والإذلال والمماطلة السياسية التي لا تهدف، مجتمعة، إلا إلى الإمعان في تجريم الضحية الفلسطينية وتبرئة القاتل الإسرائيلي. ولذا، فإننا نعلن إدانتنا القصوى، وندعو أشقاءنا في العروبة والإنسانية إلى الوقوف إلى جانبنا في إدانة أبشع صور للاحتلال في التاريخ المعاصر في العراق وفلسطين، وسياساته التي تتجلى في : الاستمرار في نهب الأرض الفلسطينية بالمستوطنات وجدار الضم والتوسع العنصري وما يرافقهما من سياسات التجويع والحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني، والإمعان في قمع الفلسطينيين قتلاً واعتقالاً وإذلالاً، ومواصلة اعتقال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وتعذيبهم ، والعمل دون ملل على تهويد القدس والاجتراء على تغيير المعالم العربية لها والعبث بما فيها من مواقع عدت إرثاً إنسانياً عالمياً.. هذه السياسات التي أفرزها الخط العام للسياسة الفاشية الإسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية من خلال عزلها عن إطار الشرعية الدولية، وإدراج حلم الفلسطينيين بالعودة وحقهم في تقرير المصير، في خانة التغييب الإسرائيلية التي عززها الدعم الأمريكي الجائر والصمت العربي الفاضح.